أخبارثقافة

“الكلمة نور وبعض الكلمات قبور”

كتاب “الكلمة نور وبعض الكلمات قبور” للدكتورة هالة قزع.. مقالات متنوعة عن تجربة المؤلفة الشخصية في الحياة، والتي توجِّه من خلالها عددًا من النصائح كي يستطيع الإنسان التوافق مع حياته، أيًّا كانت الظروف التي يتعرض لها، وكيفما كانت الأقدار تسير.

وجاء الكتاب الصادر عن “الآن ناشرون وموزعون” في عمّان، في 104 صفحات من القطع المتوسط، وضم 19 مقالًا بعضها عن تجربة الكاتبة في محاربة الغضب والتحلي بالحلم والهدوء والاتزان النفسي، وبعضها عن علاقتها بمن حولها، وبعضها عن بعض المواقف التي عاشتها وتعلمت منها الكثير والكثير.

تقول المؤلفة الدكتورة هالة قزع في مقالها الأول بالكتاب، والذي عنونته “علمتني الكورونا”: «كورونا أو كوفيد 19 (كما يُسمى) وباء من عدة أوبئة أصابت البشرية على مر العصور، وقد خطفت ملايين البشر، ولكن في النهاية تغلَّب عليها بصبر وعزيمة قوية.

ابتلاءات البشر كثيرة من أمراض وحروب وكوارث طبيعية، ولكن الإنسان جُبِل على التحمل والاستمرار رغم صعوبة الأقدار».

وتضيف الدكتورة هالة قزع في المقال نفسه: «ورغم العتمة التي كانت تحيط بهذا الوباء، فقد رأيت بصيص النور في الأفق يلوح ومعه الضياء، وصِرت أُفتش عن سر هذا الضياء، وسمحت لكل شعور بالسلبية أن يرحل، وحل محله شعور بالإيجابية والتفكير البناء، فوجدت الكورونا نعمة، نعم، نعمة وإن كان ظاهرها سلبيًّا وفيها بعض فناء، لقد أدركت بسببها أمورًا كانت تغيب عن تفكيري، ولم أكن ألتفت إليها بسبب التعود وطول العهد، وأعتبرها من البدهيات التي لا يمكن أن نُحرم منها في هذه الحياة، كحرية التنقل كيفما نشاء ومتى نشاء، فهي نعمة كبيرة كنا عنها غافلين، ربما لا يدرك أهميتها إلا من عانى الحبس أو الأسر، وجُبِر على البقاء في مكان واحد، يتنفس فيه الصعداء إذا ما سمح له بفسحة قصيرة الأمد يرى فيها نجوم السماء. تعلمت كيف أبحث عن المخبوء بين جوارحي بصدق وأعترف به دونما خجل، ثم أبحث جيدًا عن العلة والدواء. تعلمت أهمية الوقت والساعات المهدورة عبثًا كيف أديرها بما ينفع، لقد تعلمنا أن نجلس مع أطفالنا وأزواجنا أكثر».

وفي المقال الذي اختارته عنوانًا للكتاب تقول الدكتورة هالة قزع: «للكلمة الطيبة مفعول السحر في العقول والقلوب، فهي تنساب في أعماق المرء كالماء العذب الذي يطفئ عطش الروح قبل الجسد فتكون بردًا وسلامًا، وبلسمًا يحيي قلوبًا ذوَّبتها الهموم والأحزان، وتضيء عتمة بصيرتهم، وتزيل صخورًا أغلقت أمامهم الطرقات، وتفتح نوافذ الهواء النقي لينعش الأرواح».

وتقول الدكتورة هالة قزع في مقالها الأخير بعنوان “اقرأ”: «وقد جعل الله تعالى لكل إنسان وظيفة محددة أو أكثر تمكِّنه من وضع اللبنة الناقصة في البناء، وهكذا يفعل كل إنسان حتى يصل البناء إلى الكمال.

وما السبيل إلى ذلك إلا بالعلم والمعرفة والاطلاع وأدواتها الرئيسة القراءة والاستماع.

نحن نريد جيلًا قويًّا متعلمًا، يعرف موضع قدمه، يسير إلى هدفه واثق الخطى، غير متردد ولا خامل، جيلًا يباهي به النبيُّ الكريم الناسَ يوم العرض ويفخر».

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى