حرية التعبير
حرية التعبير
لا أتخيل أن الحوار الفكري في وسائل تواصلنا الاجتماعي، تضبطه عملية سماع في مجلس قضاء، أو جلسة استنطاق في مغفر شرطة، إن الحوار يا سادتي، نبض روح، تهز العقل، فترسل من خلاله نبضات إيجابية ، تفعل الواقع الراكض المحبوس بأغلال التعصب ، والجهل المطبق .
لا أتخيل بيئة ثقافية تحكمها أحادية الرؤى ، أحادية الوجهة والفكرة ، بيئة ترفض التنوع ، وترفض الألوان الزاهية ، التي تتجمل بها الحدائق والبساتين ، بيئة ترفض تنوع الأذواق الفطرية ، لا يستطيع فيها الفكر الحرّ أن يزهر، ببساطة الكلمات أقول ، أن نرجسية القوم لم تألف التعايش الفكري ، لم تألف التناغم الفطري مع الإبداع ، فكل تلون في عقيدتهم مرفوض ، يحسبه النرجسيون خروج عن المألوف ، فلو وصفت الحسن لا قالوا هذا خلاف للقوانين ، فوصفك فيه إساءة لمجتمعاتنا المتحضرة ، فيه إساءة لأذواقنا الناعمة ، العفو أذواقنا الشاذة ، أما لو استهجنت واقعا مؤلما ولو بالإشارة ، لا قالوا هذا تعصب وغلو، فيه خروج عن الأعراف المألوفة ، حري أن تترصده ممنوعات ، يجب بثره قبل القطاف ، فدفتر شروطهم المتفق عليه في قوانينهم العادلة ، عفوا ( الظالمة) ترفض إبداع كل حرّ .
أن كل البيئة تخنق الأنفاس بفرض الفرامل على العقول، بوضع القيود الجائرة لكل مبدع أو صاحب مشروع أو صاحب مبادرة أو صاحب فكر حر، لأن تحديث و التجديد لا يروقهم ، يعكر صفو أمزجتهم
لعل واقعنا الذي نعيشه لخصته أبيات اقتطفتها من الشعر الساخر توصف واقعنا الذي نعيشه بمرارة وأسف .
يقول الشاعر أحمد مطر
عن حرّية التّعبير
“ قال لزوجته : اسكتي ، وقال لأبنه : ” انكتم “
صوتُكمَا يَجعلُني مُشوّش ( التّفكير )..!
لا تَنبسَا بـ ( كَلمَه ) أريدُ أن أكتُب عنْ
(حرّية التّعبيرْ )”
فلا تأسف أن تحظرك مجموعة أو صفحة أو منتدى ببساطة ، أنفاسك تزعجهم ، فشروط دفترهم تقيد حرية التعبير.
الأستاذ حشاني زغيدي