أحوال عربية

-دونالد ترامب- وخدعة السلام

بديعة النعيمي

من أبرز العبارات التي جاءت في خطاب “ترامب” خلال حفل التنصيب كانت..
“أريد أن يكون إرثي هو أنني صانع سلام ووحدة”.

“ستوقف قوتنا الحروب وتجلب روحا جديدة من الوحدة إلى عالم كان غاضبا وعنيفا وغير قابل للتنبؤ تماما”.

“سنضع حدا لكل الحروب”.

والغريب هنا أن الذي يتعهد بأنه سيضع حدا للحروب ويسمي نفسه صانع سلام، كان قد أمر بإلغاء العقوبات التي فرضتها إدارة “جو بايدن” على مستوطنين ضالعين في عمليات عنف ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية. وهو يعلم علم اليقين بأن المستوطن اليهودي معجون بحب ممارسة الإرهاب ضد الفلسطيني في سبيل الاستيلاء على الأرض وطرده منها. وأن رفع العقوبات سيشجعهم على ارتكاب المزيد من الجرائم ضد الشعب الفلسطيني.

والدليل على ما سبق ذكره أنه في الوقت الذي بدأ فيه إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين وترحيلهم إلى الضفة الغربية كجزء من الصفقة بين حماس ودولة الاحتلال، حتى قام مستوطنون ملثمون من اليمين المتطرف بأعمال تخريبية عنيفةومخطط لها مسبقا في قرية الفندق بالقرب من المكان الذي قتل فيه ثلاثة من اليهود في عملية الفندق التي نفذها فلسطيني. حيث أضرموا النار في المنازل والسيارات. ثم انتقلت أعمال العنف إلى المناطق المجاورة.
كما ورد في”إسرائيل اليوم” عن رئيس مجلس مستوطنة “معاليه أدوميم” أنه قال “الولاية الثانية للرئيس الأمريكي دونالد ترامب فرصة لتعزيز الاستيطان، وستحمل المنطقة اسم Trump احتراما للرئيس ترامب، وقد يبنى في المنطقة حي جديد خلال ولايته”.

فعن أي سلام يتحدث “ترامب” البروتستانتي الإنجيلي؟ والمعروف عن الإنجيليين أنهم يركزون على “العهد القديم” ويتقيدون ببعض شرائعه وغيرها من التقاليد المأخوذة من التراث اليهودي. وبهذا فإن هذا المذهب أي “البروتستانتي” يقوم على “النبوءة التوراتية” الخاصة بعودة اليهود إلى فلسطين والمجيء الثاني لمسيحهم الدجال وتحقيق الخلاص.

وتعتبر “البروتستانتية حركة إصلاحية” ظهرت على يد “مارتن لوثر” اليهودي الأصول، الألماني في القرن السادس، وجعلت من “العهد القديم” المرجع الأعلى للاعتقاد “المسيحي البروتستانتي”.
ويرى المؤرخ اليهودي وأستاذ التاريخ في جامعة “مونتريال يعقوب رايكين” أن منبت “الصهيونية بروتستانتيا” وليس يهوديا أي ما يعرف ب “المسيحية الصهيونية” والتي نشأت كناتج عن ثورة ما ذكرناه آنفا وسمي ب”الإصلاح الديني” التي نتج عنها انقسام العالم “المسيحي”.

وبالعودة إلى “ترامب البروتستانتي” فإنه وخلال ولايته الأولى “٢٠١٧٢٠٢١” قد قدم خدمات كثيرة لليهود لترسيخ أقدامهم أكثر فأكثر في فلسطين. حيث أقر بقانونية المستوطنات في الضفة الغربية مع أن القانون الدولي يعتبرها غير شرعية.
كما اعترف بسيادة دولة الاحتلال على مرتفعات الجولان السورية. وقام بنقل السفارة الأمريكية من “تل أبيب” إلى القدس مؤكدا بذلك أن القدس عاصمة”إسرائيل”. ولا ننسى صفقة القرن التي كان من المفترض أن تتم خلال ولايته السابقة.

و “ترامب” الذي تبجح في خطابه بغرور أن الفضل يعود له في توقيع صفقة وقف إطلاق النار في غزة وإعادة الرهائن اليهود لدى حماس، كان قد أجاب حينما سُئل عن احتمالية صمود وقف إطلاق النار ، “إنها ليست حربنا، إنها حربهم، أنا لست متأكدا”.
فكيف يكون غير متأكد وهو الذي تعهد في خطابه بوقف الحروب؟
وكيف ل “ترامب” الذي حضر حفل تنصيبه عدد من قادة المستوطنين تمت دعوتهم بشكل رسمي، أن يحمل الخير لفلسطين والعالم العربي؟
كيف يكون جالب سلام وهو على مذهب “لوثر” الذي قال أن “الإسلام يشكل تهديدا خطيرا على أوروبا” ؟؟؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى