أخبارإسلامثقافة

حجابك الشرعي جُنةُُ ونعيم ..هراءُ المنظمات النسوية ضياع وجحيم !

سلسلة ( نور اليقين في الرد على شبهات تكوين ) ..(2)

حجابك الشرعي جُنةُُ ونعيم ..هراءُ المنظمات النسوية ضياع وجحيم !

احمد الحاج
قبل الحرب الأخيرة على غزة لم نكن نصحو يوما إلا ونسمع فيه صيحات تكاد لا تتوقف تطلقها منظمات نسوية تزعم الدفاع عن حقوق المرأة مع السعي الدؤوب لمساواتها بالرجل وعلى مختلف الصعد بزعمها،حتى وقع كثيرون في فخاخها،لتنطلي عليهم أحابيلها ، فصدقوا مزاعمها واداعاءاتها،ولكن وبعد السابع من اكتوبر/ 2023 وبعدما كشر الكيان الصهيوني عن أنيابه،وأطلق العنان لمخالبه مرتكبا أفظع الجرائم ضد الانسانية ، وأبشع المجازر الوحشية على مرآى ومسمع من العالم كله وإذا بتلكم المنظمات النسوية تصمت وتنزوي وتتوارى عن الانظار أمام هذا العدوان الهمجي الصارخ من دون اصدار ولو مجرد بيانات خجولة لإدانته فضلا على شجبه وإستنكاره وكأن كل هذه المنظمات النسوية التي ملأت الدنيا ضجيجا متحاملة على قضايا مثل الحجاب،والميراث،وشهادة المرأة في المحاكم،وتعدد الزوجات،والعصمة،والقوامة،والمَحرَم،وختان الاناث،وولاية المرأة،ودية المرأة،والاختلاط ونحوها،وكأنك بتلك المنظمات النسوية التي تزعم الدفاع عن حقوق المرأة في أرجاء العالمين العربي والاسلامي ما كانت يوما ولم تكن !
وعندما كشف التقرير الأخير الصادر عن هيئة الأمم المتحدة للمرأة بعد ستة أشهر من الحرب،عن معاناة النساء اللواتي يشكلن 49% من سكان القطاع البالغ عددهم ما يقرب من 2.4 مليون نسمة ،مبينا استشهاد 10 آلاف امرأة فلسطينية في غزة، بينهن ما يقدر بنحو 6 الاف أم، تركن خلفهن 19 ألف يتيم ، بمعدل 63 امرأة تُقتل يومياً في المتوسط منذ بدء العدوان،مع نزوح مئات الالوف منهنَّ وفقدانهنَّ لمنازلهنَّ وأزواجهنَّ و أبنائهنَّ وأشقائهنَّ ومصادر رزقهن َّ، زيادة على اصابة واعاقة الالاف منهن مقابل مواجهة أكثر من مليون امرأة وفتاة فلسطينية في القطاع جوعا كارثيا مع عدم إمكانية الحصول على الغذاء أو مياه الشرب الآمنة أو المراحيض الصالحة للاستخدام أو المياه الجارية، مما يخلق مخاطر تهدد حياتهن كما نص على ذلك التقرير الأممي،فيما تلد نحو 5 الاف سيدة حامل في قطاع غزة شهريا في ظروف قاسية وغير آمنة وغير صحية نتيجة القصف والتشريد وفقا ليورو نيوز ، بينما تعاني 60 ألف سيدة حامل في قطاع غزة من سوء التغذية والجفاف وانعدام الرعاية الصحية المناسبة بحسب الصحة الفلسطينية ، وبرغم ذلك كله فلم نسمع صوتا واحدا ولو خافتا صدرعن كل هذه المنظمات النسوية تعقيبا على التقارير المرعبة وتعاطفا مع ضحايا العدوان من النساء اللائي يزعمن الدفاع عن حقوقهن على الأقل ،وقد خرست ألسن مثرثرات”مؤسسة تكوين” وأبرزهنَّ فاطمة ناعوت،وفريدة الشوباشي، لوجود قناعة مسبقة لديهن تفيد بأن شجبهن واستنكارهن للعدوان الصهيوني بحق الفلسطينيين عامة، والنساء خاصة لن يصب هذه المرة في خانة إثارة الشبهات حول الاسلام العظيم كما هو ديدنهن على الدوام وبالتالي فلا داعي للخوض في جرائم الكيان من وجهة نظرهن !
في هذه الحلقة من سلسلة ( نور اليقين في الرد على شبهات تكوين ) نستعرض جانبا مما أفاض به الدكتور حلمي الفقي ، والدكتور خالد العبيدي في موضوع الحجاب تحديدا :
ففي معرض رده على الشبهات المثارة حول حجاب المرأة أكد الدكتور حلمي الفقي،أستاذ الفقه المساعد بجامعة الازهر في مقال سابق،بأن “حجاب المرأة فريضة لازمة في الاسلام واليهودية والنصرانية على سواء ” .
وأردف الفقي في مقاله”بأن الحجاب في الاسلام فريضة شرعية ، وفضيلة أخلاقية ، وقيمة إنسانية ، وقد فرض بنص القرآن الكريم والسنة المطهرة وإجماع علماء الأمة ، فأما القرآن فقد دل على فرضية الحجاب في آيات كثيرة منها قوله تعالى: {وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلاَ يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ } ( النور : 31 ) .
وقوله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلاَبِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلاَ يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا} ( الأحزاب : 59 )
وأما من السنة النبوية فقد دلت أحاديث كثيرة على وجوب ستر جميع البدن عدا الوجه والكفين ومنها ما نقل عن بعض أمهات المؤمنين : “يرحم الله نساء المهاجرين الأُوَل لما أنزل الله: {وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ} شققن مروطهن فاختمرن بها “وفي رواية: أخذن أُزرهن فشققنها من قبل الحواشي فاختمرن بها” وهذا حديث صحيح رواه البخاري وأبو داوود وغيرهما” .
وتابع بالقول” وأما عن الحجاب في اليهودية فكثيرة هي النصوص التي تبرز أهميته ومن ذلك ما ورد في سفر العدد 5/18 عن سبب كشف الكاهن شعر المرأة :ﻷنّ من عادة بنات إسرائيل أن تكون شعورهن مغطّاة ، وبالتالي فإنّه لمّا يَكشف شعر رأسها ، يقول لها ، ‏لقد فارقتِ سبيل بنات إسرائيل اللاتي من عادتهن أن تكون رؤوسهن مغطّاة ، ومشيتِ في طرق النساء الوثنيّات اللاتي يمشين ورؤوسهن مكشوفة ” .‏
وزاد الفقي “أما في المسيحية فقد جاء عن الحجاب في رسالة بولس : كل رجل يصلي أو يتنبأ وله على رأسه شيء، يشين رأسه وأما كل امرأة تصلي أو تتنبأ ورأسها غير مغطى، فتشين رأسها، ﻷنها والمحلوقة شيء واحد بعينه إذ المرأة، إن كانت ﻻ تتغطى، فليقص شعرها وإن كان قبيحا بالمرأة أن تقص أو تحلق…” .
بدوره أجاب الدكتور خالد العبيدي،على سؤال مهم بشأن وجوب الحجاب الاسلامي ضمن سلسلة ” نور المشكاة في الرد على أبرز الشبهات ” قائلا :
لقد حذر الله تعالى نساء المسلمين من مغبة حصول الأمور المتعلقة بالشك والإفك على النساء المؤمنات وكذلك مسألة التهاون في لبس الحجاب ، قال تعالى : { يا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْواجِكَ وَبَناتِكَ وَنِساءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ ذلِكَ أَدْنى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ وَكانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً (59) } [الأحزاب: 59].
وأضاف العبيدي ،إن ” الحجاب ستر ووقاية تمنع حصول التحرشات من أصحاب الشهوات وناقصي العقول والأخلاق وهي بذلك إنما تمنع مبتغيات الشيطان التي أخرجت أبوينا من الجنة على إثرها وهو طاعته في الفاحشة حتى وإن كان ذلك عن جهل وعمى ،والحجاب راحة نفسية لكل عفيفة شريفة صادقة مع نفسها طائعة لربها ومتبعة للفطرة السليمة التي كانت عليها جميع نساء الأنبياء والصالحات القانتات الكريمات وعلى رأسهن السيدة مريم عليها السلام” .
وعن كيفية الحجاب الشرعية تابع العبيدي بالقول “هو حجاب الرأس، وستر الجسد بملابس لا تشف ولا تصف ولا تفصل مفاتن الجسد، وأما عن النقاب فذلك كان خاصاً بنساء النبي ﷺ كما هو واضح من الآيات الكريمات، وذهب بعض العلماء بوجوبه على كل النساء بينما ذكر آخرون أنه ليس بفرض موجب بل هو سنة مستحبة، فمن رأت أن تتشبه بأمهات المؤمنين فلها أجرها المضاعف ونعما هو، ومن لم ترد واكتفت بالحجاب الشرعي المفروض فذلك خير، أما القول بأن النقاب فرض فهو قول انفرد به بعض الفقهاء وإنما أغلب الفقهاء حددوا الفرضية بالحجاب لوحده فقط” .
وأضيف بأن خطوات خلع الحجاب عربيا تمت على مراحل قبل قطع سلك المسبحة لتتناثر حباتها بوتيرة متسارعة غير مسيطر عليها والوقوع بالكبائر والاثام والخطايا الكبرى في نهاية المطاف، فخطوة خلع الحجاب علنا بدأت أول مرة عام 1919م حين قامت صفية زغلول،ورفيقتها هدى شعراوي،ومن بمعيتهن بتنظيم تظاهرة نسوية حاشدة احتجاجا على نفي سعد زغلول ورفاقه من قبل الانجليز،ثم ومن دون مقدمات خلعن البرقع الذي كان عرفا وتقليدا سائدا لكل النساء المصريات والشاميات ليرمينه أرضا ويحرقنه علنا في ميدان الاسماعيلية ليتحول اسمه ومنذ ذلك الحين الى – ميدان التحرير – التحرر من الحجاب وليس من الاستعمار الانكليزي كما يتوهم بعضهم ، ليأتي خلع البرقع كخطوة أولى ممهدة لما هو أدهى وأمر في طريق الالف ميل وصولا الى ظاهرة” الكاسيات العاريات” التي نعيشها اليوم والتي حذر منها النبي الاكرم ﷺ في الحديث الشريف ” صنفان من أهل النار لم أرهما بعد : رجال معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس،ونساء كاسيات عاريات مائلات مميلات على رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة، لا يدخلن الجنة ولا يجد ريحها ، وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا ” وقد قرن الحديث النبوي الشريف بين الظلم والطغيان من جهة ، وبين التعري والتهتك من جهة أخرى، وكأنهما يتخادمان فيما بينهما على حساب العفة والعدل والفضيلة ولعل هذا ما يحصل اليوم طبق الأصل، فمع الهجمة الصهيونية الشرسة على قطاع غزة والتي أسفرت عن أكثر من 35 ألف شهيد وأكثر من 70 ألف جريح حتى كتابة السطور وإذا بحفلات ومهرجانات وعروض الترفيه القائمة على قدم وساق حيث المطربات والراقصات والممثلات والفاشينستات ، تلهي مئات الملايين عن متابعة ما يجري واقعا من جرائم نكراء بحق أهلنا المظلومين في فلسطين ما دفع النشطاء الى اطلاق حملة دولية لمقاطعة المشاهير ولاسيما بعد تزاحم حفلات الترفيه الباذخة واتساع رقعتها في حقبة التضخم والغلاء والبطالة والتلوث والفقر والجوع والبلاء والوباء،الحملة انطلقت بعنوان حظر المشاهير عبر هاشتاج “#Blockout2024” لتجتاح منصات التيك توك ، وإكس ، وانستغرام وسرعان ما انتقلت الحملة الى المنطقة العربية لمقاطعة مشاهير العرب من التافهين والداعرين والمتهتكين وما يسمى بالمؤثرين المنفصلين عن واقعهم كليا ولا هم لهم في هذه الحياة الدنيا سوى قروشهم وكروشهم وقصورهم، وقد تجسد الحديث النبوي الشريف بأجلى صوره ومعانيه بقرنه الظلم بالتهتك وكيف يخدم أحدهما الآخر وكأنهما بمثابة وجهين لعملة واحدة !
فالخطوة التي أسست لمفهوم ربط “الثورة بالعورة” ويجسدها اليوم بأبشع صورها مايطلق عليهن “عاريات الصدور” المحليات من اتباع منظمة – فيمن – ومقرها باريس وأشهرهن علياء المهدي المصرية، أمينة تايلر التونسية، وأستيرة كريم العراقية، من اللائي يمارسن “الثورة بصواريخ العورة” ويسخرن من الحجاب ويبتذلنه ويحرقنه ويشجعن على خلعه مستلهمات من دعوات فريدة الشوباشي،وقاسم أمين،ونوال السعداوي الفكرة والهمة والنظرة انتصارا للمرأة وحقوقها بزعمهن، وليقاومن قهر الرجال بالتعري أمامهم كالإماء بينما الرجال المستهترون يستمتعون بهذا العرض-الاباحي -المجاني على قارعة الطرق، فيما يردد مشروع تكوين” بلسان الحال فضلا على لسان المقال إنها” ديمقراطية ،وحرية شخصية ، وعدالة اجتماعية!!”.
وأختم بما قالته السويسرية المتخصصة بعلم الاديان ،الدكتورة نورا إيلي، ابنة الطبيب السويسري الشهير إيلي فشنتياغيرد، التي اعتنقت الاسلام وارتدت الحجاب،وأسلم على يديها العشرات من النساء الغربيات مفتخرة بحجابها ” قبل أن ألبس الحجاب كان الشباب يعاملونني كسلعة ولم يجذبهم الي سوى جسدي ،وبعدما لبسته أصبحوا يعاملونني كامرأة “، في وقت تجد فيه امرأة عربية أمثال الكاتبة والاعلامية المصرية فريدة الشوباشي، تتحامل على الحجاب الشرعي زاعمة بأنه “ليس بفرض بل هو عادة كانت تناسب البيئة الصحراوية في عهد الرسول ﷺ” ولطالما صرحت مرارا وتكرارا بأنها لن ترتديه حتى الموت ،أما بشأن النقاب فقد توعدت برفع مقترح قانون الى مجلس النواب المصري يقضي بتحريم النقاب ومنعه نهائيا تمهيدا في حال تطبيقه للتحول الى منع الحجاب، وفريدة الشوباشي هذه ولم لايعرفها هي واحدة من أبرز اعضاء مؤسسة تكوين، ولله در القائل في فضل الحجاب :

أختـاه يا ذات الحجـاب تحية…كم أنت في عفافـك رائعـة جميلة
يا روضة في الأرض فاح عبيرهـا..وشريعـة الإسـلام دوحتها الظليلة

أودعناكم أغاتي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى