جواز دبلوماسي

عائد زقوت

لم تتوقف دولة الاحتلال عن سعيها الدؤوب لحسم كافة القضايا الحاسمة التي تتعلق بالوضع السياسي، وفقًا لأهدافها السياسية وفرضًا لهيمنتها على الشعب الفلسطيني، حيث عملت جاهدًة لتصفية قضية اللاجئين من خلال تقزيم دور وكالة غوث وتشغيل اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، ومحاولة إسناد تلك المهمة لدوائر أخرى، وتقليص الدعم الموجه لخدمة اللاجئين الفلسطينيين، وكذلك سيطرة الاحتلال على الموارد المائية والثروات الطبيعية التي يمكن لها تحقيق التنمية المستدامة للفلسطينيين، وذلك لإخضاع الشعب الفلسطيني، وتصفية قضيته، ولكن المعركة الأبرز تلك التي تدور في القدس وعلى وجه الخصوص الجانب الشرقي منها، فلم يترك الاحتلال مجالًا للشك على أنّه لا يمكن أنْ يكون هناك اتفاق مع أي جهة في المنطقة العربية لا يحقق الرؤى السياسية والأمنية والاقتصادية الاسرائيلية، وذلك من خلال السياسات الممنهجة ضد الأحياء العربية الفلسطينية، وانتهاك حرمة المسجد الأقصى المبارك الذي لا يزال يعاني على مدار الساعة من تلك الانتهاكات لقطعان المستوطنين الذين يعيشون على الأرض الفلسطينية التاريخية المحتلة، ويعيثون فيها فسادًا، وفي سياق تلك المحاولات الاسرائيلية المتكررة لحسم مصير القدس وتصفية الوجود الفلسطيني فيها، لم ينج التعليم الفلسطيني من التشويه الصهيوني باتهامه المستمر بإذكاء الصراع والإرهاب كوسيلة لدمج فلسطيني القدس في النظام التعليمي الإسرائيلي، وفي هذا الصدد وضعت حكومة الاحتلال العديد من العراقيل والتعقيدات أمام حركة وزارة التعليم الفلسطينية في القدس لعدم تمكنها من القيام بمسؤولياتها الوطنية، وكسر السيادة التعليمية فيها، حيث سُجِّل نشاطًا ملحوظًا في صفوف المتخاذلين والمتأسرلين المحتمين بالسلطات الإسرائيلية في القدس يهدف إلى تشويه سمعة امتحانات الثانوية العامة الفلسطينية والتي تشكل جزءً أساسيًا من عملية إحياء الوعي الوطني في المجتمع الفلسطيني والعربي والدولي ، وتُعد شهادة الثانوية العامة بمثابة جواز سفر دبلوماسي دولي للفلسطيني، فقد امتهنت تلك الفئة المارقة تداول أسئلة الامتحانات في الوقت غير القانوني عبر وسائل التواصل الاجتماعي بهدف إهانة وكسر السيادة الفلسطينية على التعليم في القدس، وتمكين دولة الاحتلال من تحقيق أهدافها المنشودة بدمج الفلسطينيين بنظامها التعليمي والثقافي والسياسي لقطع الطريق على الوجود السياسي الفلسطيني في القدس وتمهيدًا للاعتراف الدولي بها عاصمة موحدة لدولة الاحتلال .
تلك الصورة المظلمة التي يحاول أنْ يرسمها البعض بممارساتهم المغرضة الضالة المُضلة بحسن نية أو بسوئها، لن تكون عقبة أمام الإصرار الفلسطيني على طريق الحرية والاستقلال، وستتفكك تلك المحاولات، وستبوء بالفشل أمام الوعي الوطني الفلسطيني الذي كان له أثرًا إيجابيًا كبيرًا في مسيرة الكفاح ضد الاحتلال، وحاملًا اجتماعيًا، ومخزونًا استراتيجيًا في وجه الاحتلال.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى