جذور أزمة كرة القدم الأوروبية

 
بشير صقر
انقلاب مباغت لكبري الأندية ضد الاتحاد الأوروبي والدولي لكرة القدم
أركان الانقلاب : بنك أمريكي ، ورئيس نادي ريال مدريد ، مسابقة أوربية بديلة لدوري الأبطال
فكرة الانقلاب لرئيس نادي ريال مدريد الذي اختير رئيسا للمسابقة الجديدة
والتمويل (5 مليار -$-) من بنك مورجان الأمريكي لبدء المسابقة
والأندية المؤسسة: 3 أسبانية ، 3 إيطالية ، 6 إنجليزية
مبررات الصراع: استئثار الاتحاد الأوربي والدولي علي 70 % من دخل مباريات دوري الأبطال؛
واحتجاج الأندية علي حجم حصتها ( 30%) ؛ وتفاقم أوضاع الأندية في ظل انتشار وباء كورونا
والمسابقة الجديدة تصب معظم الدخل للأندية المؤسسة للمسابقة وتحرم بقية الأندية .
،،،،،،،،،،
في حوار مع فلورينتينو بيريز رئيس نادي ريال مدريد فجّر برنامج شيرينجيتو الرياضي الذي تبثه إحدي الفضائيات الإسبانية – مساء الأحد الماضي 18 إبريل 2021 – قنبلة شديدة الانفجار في مجال كرة القدم اللعبة الشعبية الأولي في العالم والصناعة الأولي في مجال الرياضة.
حيث أعلن رئيس ريال مدريد عن خبر اتفاق 12 ناديا من ثلاث دول هي أسبانيا وإيطاليا وبريطانيا علي استحداث مسابقة جديدة ( دوري السوبر الأوروبي ) للأندية أبطال الدوري في بلادها بديلة عن المسابقة الحالية ( دوري الأندية أبطال الدوري) وذلك بالاتفاق مع بنك مورجان الأمريكي Morgan ).J.P ) الذي سيمول المسابقة الجديدة بحوالي 5 مليارات -$- .
وأوضح أن الأندية الـ12 المؤسسة للمسابقة الجديدة هي ( ريال مدريد ، برشلونة ، أتليتيكو مدريد ، يوفنتوس ، إي سي ميلان ،انتر ميلان، مانشستر يونايتد ، ليفربول ، تشيلسي، أرسنال ، مانشستر سيتي ، توتنهام ) ، وأفاد بأن حصيلة كل نادي من المؤسسين لن تقل عن 350 مليون -$- في السنة .. وعرض نظامها وكيف أنها لن تؤثر علي المسابقات المحلية بالسلب.
ورأى أن هذه المسابقة ستحول دون تأثرالأندية بالأزمات الطارئة التي تتعرض لها .. وستنقذ كرة القدم من التدهور .
وعلي الفور جاب الخبر كل أرجاء العالم وأفضي لردود أفعال متباينة بين الهيئات الرسمية المنوطة بإدارة نشاط كرة القدم وبين اللاعبين والمدربين والعاملين الفنيين في أجهزة كرة القدم بالنوادي والمنتخبات سواء ممن لا زالوا يمارسون نشاطهم أو ممن كفوا عن ممارسته ، فضلا عن العاملين بالإعلام والصحافة الرياضية.
وبالرغم من أن الاتحاد الدولى للكرة كان علي خلاف معروف مع الاتحاد الأوربي للكرة إلا أن ما أسفر عنه خبر الإعلان عن المسابقة الجديدة بالشكل الذى طُرِحت به قد دفعه للإحساس بالخطر فانحاز للاتحاد الأوروبي وشرع في التصدي لها وتمثل الموقف العملي لهيئات كرة القدم الرسمية في الآتي:
•التنسيق مع الاتحاد الأوروبي للكرة في تحديد وسائل التصدي للمسابقة الجديدة التي دخلت حيز التنفيذ بالتوقيع علي وثيقة التأسيس التي لا يجوز الانسحاب منها والاتفاق الرسمي مع بنك التمويل الأمريكي – بعد أن كانت مجرد تسريبات مبعثرة عن لقاءات الأندية وحواراتها في هذا الأمر.
فضلا عن وضع بديلين للمواجهة أحدهما يعمل علي ترغيب الأندية في النظام الحالي بتطويره وتوسيع قاعدته . والثاني يتمثل في التهديد بعقوبات قاسية تشمل الأندية المتمردة ولاعبيها مثل الحرمان من الانخراط في المسابقات المحلية أو التهبيط للدرجات الأدني أومنعهم من تمثيل بلادهم في المسابقات الدولية ..إلخ.
•الاتصال بحكومات إيطاليا وبريطانيا وأسبانيا وبروابط الأندية في كل منها واتحادات الكرة والسعي لجذبها إلي صفها في المعركة الحامية الدائرة مع إدارات الأندية الـ 12 المتمردة وتبيان مدى خطورة المسابقة الجديدة علي لعبة الكرة والصناعات المرتبطة بها وعلي جماهيرية اللعبة واستمرارها. وهو ما انعكس علي تصريحات ومواقف الأخيرين بالاعتراض علي المسابقة الجديدة .
•توجيه اتهام رئيسي لمجموعة الأندية المتمردة بأنها مجموعة الأغنياء الذين لا يستهدفون إلا مصالحهم الأنانية الضيقة بصرف النظر عن صالح اللعبة وانتشارها وتوسيع قاعدة ممارسيها ومشاهديها.
هذا وتبني مجموعة الأندية المتمردة تقديرها علي أساس حصصها من الدخول مقارنة بما يجنيه الاتحاد الأوربي والاتحاد الدولي من المسابقة الحالية (دخول المباريات ، وعوائد البث) وتبلغ 70% بينما لا تحصل الأندية منها أكثر من 30%، وفي هذا الصدد يقول فلورينتينو بيريز رئيس الرابطة الجديدة : ” نحن نعرف ما هو دخل لاعب كرة السلة ليبرون جيمس في الوقت الذي لا نعرف فيه كم يتقاضي رئيس الاتحاد الأوربي للكرة من مرتب.”
وللحقيقة فإن لجبهتي الصراع تقديرات وآراء بعضها صحيح وبعضها خاطئ حيث لا يمكن لمجموعة الـ12 ناديا أن تجد مبررا للتمرد في الوقت الذي تعاني فيه من الأزمات بينما يحصل الاتحاد الأوروبي والدولي علي 70 % من عائد مبارياتها ومن بثها التليفزيوني . وفي نفس الوقت ليس الحل في اقتناص الأندية الكبري لعائد مبارياتها وعائد البث بالكامل بينما الأندية الأخري الأصغر والأدني مقومات – التي لا تعد من مؤسسي المسابقة الجديدة أو من المشاركين في مبارياتها – يجري تجاهلها تماما.
وفي تقديرنا فالمشكلة الحقيقية في هذا الشأن تتمثل في المنطق الاقتصادي الذى يحدد الربح أساسا لفاعلية نشاط كرة القدم بعيدا عن حق جميع العاملين في هذا المجال في التمتع بحصص عادلة من الدخل ؛ وحق الجماهير في التمتع بمشاهدة المباريات بأجور تتناسب مع دخولهم.
بمعني أن كرة القدم بل والرياضة عموما ليست سلعة بل خدمة هدفها ليس الربح بالدرجة الأولي بل بث ونشر القيم النبيلة.علاوة علي ضعف الهامش الديمقراطي في هيئات الإدارة الرياضية والاتحادات الرياضية بمختلف مستوياتها المحلية والقارية والدولية مما أتاح الفرصة لاستشراء الفساد الذي يقطع كثير من المراقبين الشرفاء علي وصوله لقمم اتحادات الكرة الدولية ( ) والقارية كما حدث في مايو 2015 مع رئيس الاتحاد الدولي جوزيف بلاتر وعدد من قادته، وما جري فيما بعد مع ميشيل بلاتيني رئيس الاتحاد الأوروبي في يونيو 2019 ثم مع عيسي حياتو وأحمد أحمد رئيسي الاتحاد الإفريقي لكرة القدم ( ).

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى