جامعة الفرات… اليوم أجمل من الأمس
الدكتور خيام الزعبي- استاذ العلاقات الدولية بجامعة الفرات
تستمر أعمال تطوير جامعة الفرات على قدمٍ و ساق من خلال توفير جميع المتطلبات والمستلزمات اللازمة لديمومة العملية التعليمية في كافة كلياتها و استحداث أقسام علمية جديدة وتحديث برامج الدراسات العليا لتلبي جميع طموحات طلبتنا الأعزاء.
على قدم وساق وبكل المجهودات، وبتكاثف الجميع سارت وتسير عجلة التطوير والتحديث في مختلف مرافق الجامعة بالتزامن مع النجاحات الملموسة في الجانب العلمي والثقافي ومختلف الأنشطة رغم التحديات المختلفة.
ولأن وراء كل هذه النجاحات كادر متماسك متعاون متكامل يؤمن بالنجاح والمثابرة بقيادة رئيس جامعة الفرات فلا شك أن الأمس أفضل من سابقه، وآن اليوم أجمل من الأمس، وأن الغد أكثر إشراقاً ونوراً من اليوم لأنه طموح تحمله أجنحة الأمل والتفاؤل، ولعل ما أعلنه رئيس الجامعة بهذا الصدد، يوضح حرصه على تطوير العملية التعليمية بكل مفاصلها من أجل رفع مكانة الجامعة على الصعيد الإقليمي والعالمي.
اليوم بحمد الله تعالى، تطورات كبيرة شهدتها الجامعة في مجال التقنيات الحديثة بتدشين بوابة الطالب الرقمية واستكمال تجهيز وتركيب شاشات العرض لمختلف القاعات الدراسية للجامعة لتمثل إضافة نوعية كبيرة لميدان التعليم، و خطوة أخرى في طريق الأتمتة في مختلف مرافق الجامعة، والتركيز على البحث العلمي وتفعيل الندوات العلمية والثقافية والاستمرار بخطة الأنشطة الطلابية والمسابقات البحثية وتشجيع الطلاب على المشاركة الفعالة، وتعزيز إقامة البرامج التوعوية والحد من الظواهر السلبية ومواجهة الأفكار الهدامة مع تعظيم دور اتحاد الطلبة في الترويج لتلك الأنشطة، والتي تساعد على ادماج الطاقات الإيجابية واستثمارها في تطوير السمات الشخصية وتعزيز الانتماء والهوية، فضلاً عن حرص الجامعة على تشجيع المبتكرين والمبدعين من ابنائها الطلبة.
في الوقت نفسه حققت الجامعة تحسناً ملحوظاً في محتوى الموقع الإلكتروني للجامعة والخدمات التي يقدمها، وأهمها، نشر مجلات الجامعة إلكترونياً، و نشر النتائج الامتحانية، وتوثيق كل بحوث الدراسات العليا وبحوث أعضاء الهيئة التدريسية، هذا بالإضافة الى تشجيع النشر الخارجي والدخول إلى موقع الجامعة (زوار الموقع)، وذلك للوصول الى التصنيف المرموق ورفع مكانة الجامعة .
من المؤشرات الايجابية التي شهدها العام الماضي إزدياد الورش النقاشية والندوات العلمية في جامعة الفرات، وأيا كانت الملاحظات التي صاحبت عملية تنظيم هذه الورش ومخرجاتها إلا أنها تبقى بادرة هامة من شأنها أن تفضي الى تعزيز جودة التعليم ورفع سويته.
لا أخفيكم إن ما قدم من مؤتمرات علمية ومحاضرات ومداخلات يمثل قيمة مضافة للجامعة، ويمكن البناء عليها في المرجلة القادمة من حيث تطوير هذه الورش والندوات لتكون أكثر فعالية، ولنشر ثقافة الحوار والنقاش حول القضايا المرتبطة بتطوير التعليم وتحسين جودته.
لا شك إن رئيس وأساتذة جامعة الفرات هذا الصرح العلمي الذين لا يؤمنون حتى بمصطلح استراحة محارب يستمرون بمتابعة ما تم إنجازه من الخطة البحثية للجامعة، ومتابعة وتنفيذ المعايير الرئيسية للتصنيفات الدولية، والتأكيد على الاستمرار في تميز الجامعة في كافة المجالات والعمل على وصول الجامعة لأفضل المراكز المتقدمة في كافة التصنيفات الدولية، وبذلك نحن إزاء رؤية متكاملة لتطوير التعليم التي ستأخذ مسارها الصحيح لتتقدم سورية وتحتل مكانها اللائق بين الأمم.
إن ما يمر به العالم اليوم يحتم عليْنا قيادة الجهود المؤدية إلى إعادة تشكيل التعليم العالي في سورية، لنمضي قدماً للأمام، ولا نتخلّف عن الرّكب، لذا أعدت الجامعة العدة لتطلق خطتها الاستراتيجية للأعوام القادمة، لكي تحقق مركزاً تنافسياً وترتيباً مرموقاً في تطبيق نظام التعليم الجديد بعد أن أصبح بوابة واسعة نستطيع عبرها الدخول لصناعة المستقبل في سورية.
بذلك تمكنت الجامعة، بالرغم من قلة الموارد المالية المتاحة وقلة الكوادر الإدارية من التغلّب على كافة العقبات و المشكلات التي تعترض تطور الجامعة ، محققة الإنجاز تلو الآخر، لتؤكّد دوماً على ضرورة الاستمرار في النموّ والتطور والابتكار، مجددة فخرها بكل ما أُنجز، لتكون المثال الذي تحتذي به كافّة مؤسسات الوطن، بصورة تواكب توجهات قائد الوطن في سعيها نحو التحديث والتطوير، الذي بدأ ويستمرّ بتوجيهات رئيس الجمهورية العربية السورية.
وأختم بالقول إن جامعة الفرات جزء لا يتجزأ من منظومة التعليم العالي السورية التي قطعت شوطاً كبيراً في مجال التطوير والتحديث بوجه عام خلال الفترة الماضية؛ لتكون قادرة على الوفاء بدورها وأداء رسالتها الأكاديمية والمجتمعية على النحو المنشود، ومن هنا فإن الجامعة تعقد آمالاً كبيرة على المبدعين والمفكرين لمواصلة مسيرة العمل المخلص في حب سورية.