Uncategorized

ثقافة الانترنت

حسين علي محمود

الثقافة في وسائل التواصل الاجتماعي هي مجموعة من الأنماط السلوكية والقيم والممارسات التي تتشكل وتتطور عبر استخدام منصات التواصل الاجتماعي مثل فيسبوك، تويتر X، إنستغرام، تيك توك، وغيرها.

تلعب وسائل التواصل الاجتماعي دورًا كبيرًا في تشكيل الثقافة الحديثة، مما يجعل فهم هذه الظواهر أمرًا ضروريًا للعيش في العصر الرقمي.
لا شك أنها مفيدة لثقافة الشخص وتكوين خلفيته المعرفية والثقافية أو كثقافة للمجتمع أيضاً. فمع تطور التكنلوجيا و تطور العلم و أزدياد إقبال المتعلمين و المثقفين على وسائل التواصل الاجتماعي لدراستهم و كتابة بحوثهم و أخذ الثقافة و المعرفة من هذه الصفحات الافتراضية أصبح بإمكان كل فرد التعلم و الدراسة و تنوير الفكر وهذه هبة من الله لنا.
فيما مضى كان طلبة العلم و الباحثين يعانون من المشقة و الإرهاق في سعيهم وراء مصادر الكتب لكتابة بحوثهم و دراساتهم ومقالاتهم فبعض المصادر كانت نادرة لا تتوفر في أروقة المكتبات وكان ذلك يشكل عائقاً أمام مسيرتهم العلمية و الثقافية أم اليوم فبمجرد كبست زر على الإنترنت تظهر آلاف و ربما أكثر من الكتب و المقالات و المصادر البحثية و العلمية التي تردف الباحثين والطلبة بالمعلومات اللازمة. إضافة إلى تواجد المفكرين و المؤرخين والأكاديميين في جميع الاختصاصات على وسائل التواصل الاجتماعي و حتى المنتديات العلمية و الثقافية وهذا أضاف الكثير من المعلومات القيمة إلى هذا العالم الافتراضي و بذلك اصبح وسيلة ناجحة و سهلة للباحثين عن العلم والمعرفة.

كل ذلك يعتبر جانب ايجابي و مشرق للمجتمع، ولكن ما يؤلم احيانا ان هناك ممن يمتلكون صفحات على وسائل التواصل الاجتماعي إلا أنهم بعيدين كل البعد عن منطق الصواب و المنظور الإيجابي و هؤلاء دائماً ما يتصيدون بالماء العكر ويرقصون على جراح الأمة وبمشاعر الناس، هدفهم إحداث الفتن ونشر خطاب الكراهية بين أفراد المجتمع من خلال إثارة النعرات الطائفية و العنصرية بين المكونات و تسقيط جهة على حساب جهة أخرى و إيهام الناس بالحقيقة المزيفة والملفقة فهولاء اليوم التواصل الاجتماعي يعج بهم.

يقول مارتن لوثر كينغ :
“الكراهية مثل السرطان غير المكتشف، تأكل شخصية من تصيبه” وفعلا ان من اعتد بالنفس الطائفي وارتدى رداء الكراهية فلقد أبتلي بسرطان الخذلان والفشل ونال عقابه دنيويا قبل الآخرة”

ان وسائل التواصل الاجتماعي اليوم تعج بالذباب الالكتروني الذي يسير وفق منهج معد ومخطط له مسبقا لاستهداف المجتمع وشخصياته الاجتماعية والثقافية ونشر افكار ملوثة وتزييف الحقائق التاريخية لتوجيه الرأي العام بطرق غير أخلاقية في محاولة لأحداث شرخ كبير بين أفراد المجتمع.
يقول أنطونيو غوتيريش رئيس الامم المتحدة
“يجب تصدي للكراهية التي تنتشر في الإنترنت انتشار النار في الهشيم.”

كلنا مثقفون و متعلمون و نعي إن هناك مؤامرات تحاك ضد مجتمعنا حاضرنا و مستقبلنا فيجب أن نثقف و نوعّي الناس و أن لا ننساق وراء توجهاتهم الخاطئة وأفكارهم المريضة العقيمة، وكما أحب أيضاً أن أنبه على أمرٍ آخر وهو أن هناك بعض المستخدمين لصفحات التواصل الاجتماعي ممن يظنون أنهم يكتبون بلغة عربية فصحة جيدة إلا أنهم يكتبون بلغة ريكيكة جدا مليئة بالأخطاء اللغوية فمثلا يكتبون كلمة (نحن) هذه الصحيحة يرسموها بشكل اخر وهو (نحنو) وهذه طامة كبرى قد حلت على اللغة العربية وهناك الكثير من الكلمات التي تكتبت خاطئة.
كل ما ذكرناه يعتبر حانب سلبي على المجتمع و الأفراد و تهديم لإركان التعليم و الفكر و تحييد الثقافة و المعرفة.

■ هناك جانبين ايجابي وسلبي في وسائل التواصل الاجتماعي والتي من الممكن ان تؤثر بشكل كبير على المجتمع .. منها :

  • الجانب الايجابي

▪︎ يتميز التفاعل في وسائل التواصل الاجتماعي بسرعة الاستجابة والقدرة على الوصول إلى جمهور واسع بغض النظر عن المسافات الجغرافية، حيث يمكن للأفراد التفاعل من خلال التعليقات، الإعجابات، المشاركات، والرسائل.
▪︎ في غالب الاحيان يتمكن المحتوى الايجابي من التأثير في آراء ومواقف الآخرين من خلال نشر المحتوى والتفاعل معه. ظهر مفهوم “المؤثرين” الذين يلعبون دورًا كبيرًا في تشكيل الرأي العام.
▪︎ السوشل ميديا توفر منصات مثل يوتيوب وTED فرصاً للتعلم والتطور الذاتي
▪︎ الترندات Trends: تنتشر هذه الميزات بسرعة كبيرة على وسائل التواصل الاجتماعي، مثل التحديات، الهاشتاجات، والميمز، وتؤثر بشكل كبير على الثقافة الشعبية.

▪︎ توجد الكثير من النقاشات حول الخصوصية وأمان المعلومات الشخصية على وسائل التواصل الاجتماعي، خاصةً مع انتشار المعلومات والبيانات الشخصية بشكل واسع.
▪︎ يمكن الوصول إلى الأخبار والمعلومات بشكل سريع ومجاني.
▪︎ تمنح المستخدمين مساحة للتعبير عن آرائهم وأفكارهم.
▪︎ تعزيز وتطوير الأعمال التجارية من خلال الترويج للمنتجات والخدمات.
▪︎ تلعب وسائل التواصل الاجتماعي دوراً مهماً في نشر الوعي بالقضايا الاجتماعية والسياسية، وتنظيم الحملات الانسانية والنشاطات المجتمعية.

  • الجانب السلبي

▪︎ نشر الأخبار الكاذبة والشائعات لإثارة الرأي العام بطرق غير أخلاقية
▪︎ من الممكن ان تؤدي وسائل التواصل الاجتماعي إلى إدمان الاستخدام، مما يؤثر سلباً على الصحة النفسية والبدنية.
▪︎ تكوين حسابات وهمية للتنمر والإساءة دون مواجهة العواقب المباشرة.
▪︎ تزايد مخاوف المستخدمين حول الخصوصية وحماية البيانات الشخصية.
▪︎ تعزز من المقارنات غير الصحية بين الأفراد، مما يؤثر سلباً على الثقة بالنفس.
▪︎ تسبب تشتتاً في انتباه المستخدمين مما يؤدي الى قلة الإنتاجية في العمل والدراسة
▪︎ ممكن تكون الهوية الرقمية للأفراد عبر الإنترنت وهمية من خلال الملفات الشخصية، المنشورات، الصور، والفيديوهات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى