ثقافة الاسئلة !
سليم نزال
اشعر بسعادة انى التقيت بالكثير من الاشخاص من بلاد و ثقافات عديدة.و سعيد اكثر انى تعلمت الكثير منهم سواء بالتعرف على افكارهم و معارفهم و خبراتهم فى الحياة .لقد تعلمت من خلال تجربة الحياة ان اطرح اسئلة من نوع ماذا تعتقد و ما تظن و كيف ترى المسالة .من المؤسف انى لم اتعلم طرح الاسئلة من الثقافة الى تربيت فيها .و لو ما طلب منى وضع خطوط عامة لنهج تربوى لاقترحت ان يتعلم الطالب ان يسال و ان يطلب التوضح كلما راى ان الامر يحتاج ذلك.لان السائل قد يتعرض لاجواء سخرية سواء من رفاق الصف او الاستاذ احيانا ان سال فيضطر التلميذ ان يبقى صامتا مفضلا السلامة .
من الامور الغريبة فى بلادنا ان شخصا ما يسالك ثم لا يعطيك اى فرصة ان تجيب و يبدا هو بالاجابه على نفسه .دعنى اوضح الامر لا يوجد سؤال سخيف فى نظرى ايا كان بسيطا فهو يستحق ان ياخذ بجدية.ثقافة السؤال او الاسئلة مهمة لانها تسمح بحوار افضل ووسيلة جيدة للتعرف على افكار الشخص .و لكم انزعج من تلك المجادلات العقيمة و الغير مثمرة التى تبدو و كانها معركة فيها منتصر و فيها مهزوم.و لعل برنامج الاتجاه المعاكس الذى لم اره منذ اعوام مثال على نوعية الحوارات التى هى اقرب منها لحرب الى حوار بين شخصين
.و الطريف انه ان صدف و كان المتحدث هادئا و يسعى لتقديم وجهة نظرة بهدوء, سارع مقدم البرنامج الى (توليع ) الحوار و كان هذا الامر يجعل البرنامج افضل . و لذا لا غرابة ان هذا النمط من الحوارات ادى احيانا الى الضرب و الاهانات الشخصية . و الانسان متى يبدا فى الصراخ فانه بطبيعة الحال يفقد القدرة على التركيز كما يفتقد القدرة عل الاقناع.
انا اعتقد ان المناقشات تثرى الجميع لان كل شخص يرى الامر من زاويته و هذا بحد ذاته اثراء.تجارب البشر مختلفه و معارفهم مختلفه و قراءتهم لللاحداث ايضا مختلفه , و لذا تصبح الحوارات مجالا ليتعرف المتحاورين على افكار بعضهم البعض .غياب ثقافة الحوار لها تاثير على الواقع خاصة فى الازمات .تخيلوا ان ياتى يوم فى المستقبل انه حين تحصل ازمة فى بلد عربى يدعى الرئيس المعارضين و يقول لهم .تعالوا يا جماعة البلد بلد الجميع و مسوؤلية الجميع دعنا نجد حلولا لمشاكلنا و انا هنا لكى استمع لافكاركم و لكى نتبادل معا الافكار و الاراءلانه ان غرقت البلاد نغرق جميعا !