توليد الأفكار بالإلهام، تجربة إثرائية للعمل الإعلامي

أسعد كاظم
كاتب وإعلامي

يشير مفهوم الإلهام إلى انه “العملية التي يتم الحصول فيها على أفكار وأنماط جديدة، أو التحسين من الأفكار والأنماط الحالية، من خلال التفكير الإبداعي والتأمل” (Amabile،1996 :3). ووفقاً لمختصين فالإلهام عبارة عن إثارة الحواس والمشاعر والأفكار لإنتاج أفكار راجحة في الذهن وعادة ما يتم إنتاجه بسبب تجربة شيء جديد أو تحويل الجزء السلبي من الواقع إلى جانب إيجابي، ويمكن أن يكون للإلهام تأثير إيجابي على المبدعين، ويمكن استخدامه كمصدر لتوليد الأفكار والمواضيع الإبداعية.
يتم توليد الإلهام من خلال الخبرة والمعرفة وتذوق الجمال، بالإضافة إلى العوامل الخارجية مثل الفنون والثقافة والطبيعة.

ففي مجال الكتابة المتخصصة يمكن الاستفادة من الإلهام في المجال الإعلامي وكتابة التقارير والنصوص الصحفية بالاستماع إلى الناس وملاحظة ما يدفعهم ويثيرهم أثناء التعامل مع مختلف المواقف الحياتية والاجتماعية. من خلال اكتساب المعرفة والخبرات، يمكن للفرد أن يكتسب المزيد من توليد الأفكار وتحسينها وتسخير التفكير الإبداعي في التعبير عن الأفكار والمشاعر بشكل فعال في كتابة التقارير والنصوص المعدة للبث أو النشر.

وفقًا لـ (سكوت، 2006، ص 56)، “يمكن أن يساعد الإلهام على تحقيق أهداف الإنتاجية والتفوق في الأعمال الإعلامية من خلال توليد الطروحات الجديدة ومنح المجال للإبداع في التعبير عنها” وهذا ما يميز الأفكار ذات الطرح الجديد والمبتكر في أن تأخذ صداها في الاهتمام والانتشار.
بشكل عام، يمكن تعزيز الإلهام بواسطة التعلم المستمر واكتساب المعرفة، والاستماع إلى الناس والاستفادة من تجاربهم، واستخدام التكنولوجيا المتاحة لتحسين وتنمية الإلهام.

يعدّ الإستماع والملاحظة من الجوانب الهامة في تنشيط الإلهام لدى كتاب الصحافة، حيث تساعد على جلب المصادر الصحيحة والموضوعات الهامة للنقل في الأخبار. وبحسب دراسة أجريت في جامعة بركلي في كاليفورنيا، فقد وجد باحثون أن الصحفيين الذين يستخدمون الملاحظة، يتمكنون من إيجاد قصص مفصلة ومميزة بشكل أفضل. وبحسب الأخصائي المالي المعروف دافيد بورش “حتى في الأخبار التي يعتقد الصحفي أنه يعرفها جيدًا، يتم العثور في معظم الأحيان على سياقات وتفاصيل جديدة تعزز الجدوى والقيمة الإخبارية للقصة. “(24 :Burroughs، 1986).

وبعض الأمثلة على أهمية الإستماع والملاحظة في تنشيط الإلهام في العمل الصحفي هي قصص تم الاستماع لها من الناس، يمكن أن تساعد على الخوص والعثور على الأحداث المختلفة، ومصادر متنوعة. كما ان تدوين عنوان شخصية معينة التقى بها الصحفي في ندوة ما ومناسبة سابقة، يمكن أن تلهمه إجراء نشاط اعلامي والبحث في الخطوط العامة للنص القادم.

ويتم التوضيح بشكل أكبر في الدراسة العلمية الموسومة “العمل الصحفي والأزمة.. مستلزمات الادارة” للباحث مارك ديفيز (2008)، حيث يوضح حاجة الصحفيين في المراحل الأولى من التغطية، للإدراك الكامل للمشهد العام للأحداث، والقدرة على سماع الأصوات والملاحظة بشكل فعّال. ويعزز ذلك “إلى الأمام وخوض المخاطر المتمثلة في جولات المناطق والأماكن ذات الخطورة في سعيهم للحصول على قصص أفضل. “(Davis، 2008، ص7)، إذ أن المواجهة في الأزمة يمكن أن تلهمنا حقائق ترى في العين المجردة وتؤسس لاتخاذ قرارات وخطوات فاعلة.

بالنتيجة، يجب على الصحفيين الذين يفكرون في كيفية تنشيط الإلهام، البحث عن المصادر المهمة والبيئات المختلفة للحصول على المعلومات النوعية التي يحتاجونها لقصصهم.
المراجع:

  1. Amabile, T. M. (1996). Creativity in context. Boulder, CO: Westview Press.

٢. سكوت، إ. (2006). الإلهام في العمل. دار نشر الإعلام، الولايات المتحدة الأمريكية.

  1. Burroughs، D. R. (1986). وسائل الإعلام: البحث عن الأخبار التي تعود بالنفع على العاملين في الميدان. Sage Publications، Inc.
  2. Davis، M. (2008). العمل الصحفي والأزمة. Routledge,usa

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى