في الواجهة

مجموعة بريكس تسعى الى دور قيادي في السياسة العالمية

رشيد غويلب

في اجتماعهم يومي 2-1 حزيران الحالي، أعاد وزراء خارجية دول مجموعة بريكس (البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب إفريقيا) التأكيد على هدفهم المتمثل في بناء قوة موازية لهيمنة بلدان مجموعة السبعة الغربية.

وقالت وزيرة خارجية جنوب إفريقيا ناليدي باندور، “هذه رؤيتنا ونأمل أن تمارس دول بريكس دورا قياديا في عالم تمزقه المنافسة والتوترات الجيوسياسية وعدم المساواة وانعدام الأمن”. وترأس جنوب إفريقيا حاليا مجموعة بريكس. ويأتي اجتماع وزراء الخارجية تحضيرا لقمة المجموعة، التي ستنعقد في جوهانسبرغ في الفترة 22 – 24 آب المقبل.

تأسست بريكس في حزيران 2009 كاتحاد فضفاض لبلدان ناشئة غير متكافئة. وقد أصبح للمجموعة في السنوات الأخيرة، بدفع أساسي من الصين، المزيد من الهياكل الملموسة. تمتلك اليوم، دول المجموعة أكثر من 42 في المائة من سكان العالم وتمثل 23 في المائة من الناتج الاقتصادي العالمي. وتم إنشاء بنك خاص بها، بنك التنمية الجديد، كبديل للبنك الدولي. وتم التخطيط لعملة مشتركة لتحل محل الدولار الأمريكي.

بناء سياسة استراتيجية جديدة

وتريد المجموعة تعزيز نفوذها. ولهذا تطالب بإصلاح مجلس الأمن الدولي، بحيث يكون للبلدان الناشئة فيه تأثير أكبر. قال وزير الخارجية الهندي سوبراهمانيام جايشانكار: “الأساليب القديمة لا تلائم الوضع الجديد. علينا أن نتحرك”. وقال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف: “على خلفية تصرفات الغرب، يتعين على بلداننا أن تسعى بنشاط للحصول على إجابات عالمية مشتركة لتحديات عصرنا”.

وقال رئيس جنوب إفريقيا سيريل رامافوزا في كيب تاون: “تتمتع دول بريكس بمكانة مهمة جدًا في العالم والعديد من الدول من مختلف القارات تريد أن تكون جزءًا منها”.

ولهذا يأتي على رأس القائمة ملف توسيع عضوية المجموعة، التي سيتم البت فيها في قمة المجموعة المقبلة. لقد أعربت 25 دولة عن رغبتها بالانضمام، من بينها إيران والسعودية وفنزويلا والأرجنتين والجزائر وتونس ومصر والإمارات العربية المتحدة وإندونيسيا.

وفي يوم القمة الثاني شارك في المناقشات ضيوف (حضوريا او الكترونيا) مثلوا: إيران والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة وكازاخستان وجمهورية الكونغو الديمقراطية والجابون ودول أفريقية، ومصر والأرجنتين وبنغلاديش وإندونيسيا.

بعد انتهاء الاجتماع نشر وزير خارجية الهند تصريحا على تويتر جاء فيه، ضمن أمور أخرى: “لم تعد بريكس “بديلاً”، بل أصبحت جزءًا ثابتًا من المشهد العالمي. لم تعد بريكس تعبيرًا عن التعددية القطبية فقط، بل أيضًا عن الاحتمالات المتنوعة لمواجهة التحديات الدولية. وينصب التركيز على بناء نظام أكثر عدلاً وشمولية وعمارة دولية مفتوحة، في جوهرها التنمية المستدامة وإنشاء سلاسل توريد مرنة وموثوقة، لإثبات عدم تخلف أحد عن الركب.

عملة مشتركة

ودعا الرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا مرة أخرى الى إنهاء استخدام الدولار الأمريكي في التعامل التجاري بين دول المجموعة واقترح بدلاً من ذلك عملة مشتركة. وقال لولا “حلمي هو أن يكون لدول بريكس عملة مشتركة مثل الاتحاد الأوروبي مع اليورو. لماذا يجب أن يعتمد المرء اقتصاديا على الولايات المتحدة”. وأضاف “علينا أن نناقش ما إذا كنا نريد أن نكون أقوى، وما إذا كنا نريد تشكيل كتلة للتفاوض، أو الحصول على مزيد من القوة، أو ما إذا كنا نريد الاستمرار في الانقسام والاعتماد اقتصاديًا على الولايات المتحدة”. وذكر لولا بان ذلك قريب جدا من النموذج الذي تسعى اليه بلدان أمريكا اللاتينية. جاء ذلك في حديث للرئيس البرازيلي مع الصحفيين في مقر حكومته بعد لقائه بالرئيس الفنزويلي ما دورا.

الحرب في أوكرانيا

عكس اجتماع وزراء الخارجية من جديد ان روسيا غير معزولة في بلدان جنوب العالم. على هامش اجتماع وزراء خارجية المجموعة، عقد وزير الخارجية الروسي لافروف اجتماعا ثنائيا مع نظيره البرازيلي، تركز على الجهود التي تبذلها البرازيل للتوصل لحل سلمي للحرب في أوكرانيا.

وكان الرئيس البرازيلي قد دعا في مناسبات عدة الى انهاء العداء بين روسيا وأوكرانيا. واقترح تشكيل مجموعة دولية للوساطة بين الطرفين. لكن معظم القوى الغربية المتحالفة مع كييف تعارض هذا الاقتراح، لأنه يضع “المعتدي عليه والمهاجم” على قدم المساواة.

واقترح وزير الدفاع الإندونيسي برابوو سوبيانتو أخيرا خطة سلام لأوكرانيا. وقدمت إندونيسيا طلبًا للانضمام إلى مجموعة بريكس. واقترح خطة متعددة النقاط تدعو إلى وقف إطلاق النار “في المواقع الحالية لكلا طرفي النزاع” وإنشاء منطقة منزوعة السلاح. وقال سوبيانتو إن المنطقة المنزوعة السلاح يجب مراقبتها ومراقبتها من قبل قوة حفظ سلام تابعة للأمم المتحدة، مضيفا أنه ينبغي إجراء استفتاء للأمم المتحدة “لتحديد رغبات غالبية السكان بشكل موضوعي في مختلف المناطق المتنازع عليها”.

جاء الرفض من كييف سريعا وقاطعا. وقال وزير الدفاع الأوكراني أوليكسي ريزنيكوف: “إندونيسيا لم تتحدث إلينا وخطتهم تبدو وكأنها خطة روسية. لسنا بحاجة إلى هذا الاقتراح الغريب”.

حضور جميع الرؤساء

وأكد وزير خارجية جنوب إفريقيا، ناليدي باندور، على دعوة جميع رؤساء دول بريكس لحضور القمة المزمع عقدها يومي 22 و24 آب في جوهانسبرغ. وعدّ هذا الإعلان من قبل حكومة الولايات المتحدة، وكذلك وزيرة الخارجية الألمانية بيربوك، بمثابة إهانة. وقالت الوزيرة، يجب القبض على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في جنوب إفريقيا، استنادا الى قرار المحكمة الجنائية الدولية، في حال سفره لحضور القمة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى