تصاعد القوة الصينية

عصام محمد جميل مروة
المخالب المرعبة للأسطورة التنينية الغريبة في ملامحها الداهمة هولاً وخوفاً من ذلك الوحش المتحرك كأنهُ آلة يحركها رِجال متعددي المهن والحرف منذ ما قبل التاريخ ها هم اليوم يؤمنون في دراية العبور دون محاسبة الى غوص غمار التطلع خارج السور الصيني العظيم واقعاً وليس خرافا ً.
إنها الحرب المتوقعة على الطريقة السيبرانية القادمة سوف تكون متشكلة وممزوجة في جوانب يمارسها الناس في زمننا الحالي!؟ صناعة تجارة سلاح ،غزوٌ للفضاء ، سيطرة على البحار ومضيقات المحيطات.التلازم ما بين الإتحاد السوفياتي في السابق روسيا اليوم والصين الصاعدة الى قِمم المنافسة حتى مع حلفاؤها في اسيا وحدود اوروبا، مروراً ووصولاً الى حدود كوريا الشمالية ، في وقوف مباشر ومجابه ضد حليف امريكا كوريا الجنوبية. الأمن كذلك مهمة عالمية وتنظر اسرائيل لتنقل المتراتب لدور الصين المفاجئ ، برغم وجود حالة إقتصادية تضطلع بها وتنشرها من خلال اساطيلها وسفنها التي تحمل حاويات وسلع رخيصة الثمن وربحها التجاري بالقياس مع نوعيتها وتنافسها مع غريمتها التاريخية منظومة الامبريالية العالمية ،لكن مسعى الصين تسيير خطط مدرجة على درب الشرق الاوسط المتماوج في التلاطم المحتوم غرابةً!؟.
تجاوز الازمات والتغلب عليها من منظار العلاقات الصينية الامريكية ،والصينية الروسية، والصينية الاوروبية ،والصينية الايرانية ،والصينية العربية، والصينية الإسرائيلية، تبدو عقيمة وتحتاج الى مراجعة ودراسة مفعمة بلا نقد وليس قطعاً الزعم من إندلاع سريع للحرب التي يحضر لها الجميع نشوبها ووقوعها دون تأشير زمني محدد لأن الصراع المتبادل في التصريحات يؤدي الى حرب عالمية ثالثة . بعد كل خضة امنية ما بين الاطراف المذكورة .ان الصعوبات وعدم الوضوح في الرؤية من جوانب كثيرة ومكثفة لتلقف الإستدراكات المباشرة لهيمنة وفورة دور الصين منذ سقوط الاتحاد السوفياتي في مطلع التسعينيات من زمن القرن المنصرم ، حيث تبدلت المعطيات على كافة الاصعدة مما فتحت الابواب امام الصين لكي تطرح دورها الريادي كبديل ومجابه للولايات المتحدة الامريكية من بعد نكوص في المعاهدات التي أسدلت الستار على الحرب الباردة بين الجبارين.منذ قمة ايسلندا الشهيرة بين الزعيمين الامريكي الممثل السينمائي في ادوار راعي البقر ”
رونالد ريغين” ، وقادة اخر اباطرة عصر القوة والنفوذ (الشيوعي الإجباري )، على رقاب الشعوب تلك التي إعتمدت نظام ومبادئ الاشتراكية. “ميخائيل غورباتشوف ” ، صاحب نظرية التطور السريع للإنقاذ
” البروستريكا -الهدامة ” ، سرعان ما نقل البندقية من كتفٍ ثوري احمر ، الى كتفٍ اخر مجهول حسب بعض الروايات ناسفاً وضارباً في عرض الحائط كل ما سوف يحدث للسقوط المتهاوي السريع للإتحاد السوفياتي الذي لم يكن مفاجئا ً للشعوب والدول التي كانت ترتقي في صورة ثوريتها المعهودة والاشتراكية حسب مدار تراتب وثوابت التصميم بعد الانتصار التاريخي منذ عام ” 1917″ الثورة الحمراء المجيدة بقيادة ” فلاديمير اليانوف لينين ” ، وسرعان ما تسربت بسرعة البرق وفتحت الابواب والحدود امام تصدير الثروة الى جيران الاتحاد السوفياتي واصبحت الصين بلداً ذو موقف من فولاذ لا يلين بعد تقدم بزوغ عصر وهيبة القائد المتواضع ” ماو تسي تونغ ” الذي غدا الرفيق والأب الروحي للشعب الصيني !؟. عندما بدأ الرفيق ماو في إرساء رحلة التغيير المجيدة عبر تبني نقطة الوصل بين الشعب الصيني والقيادة دون فوارق طبقية تتحكم بها الاصول الثورية والنزعة الدائمة للقيادة في العمل الجماعي والإرتباط بقضايا مهمة وتاريخية لعبور الانجازات الثقافية ، في صفوف متراصة ، مع العمال والفلاحين ، وجعل الانتاج الزراعي محصولاً عاماً يستند الى خطط مدروسة على طرق اشتراكية ،وصار التقدم في الانتاج العام يخضع الى ثقافة حمراء بعد فتح الحزب الشيوعي الصيني رعاية الشعب الى ما لا نهايةمن جهة ، والاعتماد على صيغة جديدة من جهة اخرى !؟. كان الانفتاح الداخلي في جوهر الاقتصاد مع تنافس في نسج وفتح علاقات خارجية دامت منذ غياب الزعيم ماو تسي تونغ عام 1976 ومن وقتها في ذلك الحين سيطرت قيادة الحزب من الجيل اللاحق في ترويج أحترام المعاهدات التي ارساها الرفيق ماو مع الاتحاد السوفياتي اولاً ، ومع المعسكر الاشتراكي ثانياً ، في تكبيد مواجهة الأمبريالية العالمية تحت امرة وزمرة الولايات المتحدة الامريكية ، التي تُعتبرُ معايدة للشعوب الطامحة والتي ترغب في اشتراكية دائمة من خلال الديموقراطية!؟. ان تداعى التطورات المتسارعة على الساحة الدولية منذ غياب دور الاتحاد السوفياتي وافولهِ مما ادى الى تمكن الصين وجعلها دولة بديلة طرحت تحالفاتها مجدداً مع روسيا الطامحة في اكمال وإتمام ومتابعة المشوار الطويل والصعب . لكننا الان نلاحظ دوافع وريادة وزيادة وضخامة الاقتصاد الصيني قد جعل التعامل مع اسواقها شائعاً في التصدير ونجاح وتفوق الانتاج والسباق في خطف وقطف ثمار بيع ” السلاح الصيني العسكري” ، أحياناً كثيرة خلافاً كما كان سائداً مع وعند توزيع المنح للثورات في ” الدول العالمثالثية ” ، التواقة للعيش في معسكر بروليتاري . اليوم يبدو زحف التنين الصيني والخروج والعبور للعثور على مواطئ اقدام لأجنحتهِ في السطيرة والهيمنة مع كشف حسابات سابقة لا تستر عنها لأسباب تبدل مراحل التغيير والزمن معاً !؟. من الجدير ذكرهُ مجدداً وتباعاً ان الصين والاتحاد السوفياتي سابقا روسيا اليوم كانا من الدول الفاعلة الكبرى في مجلس الامن الدولي عند الضرورة لإتخاذ مواقف تاريخية وكان للدول تلك حق الاعتراض والنقض ” الفيتو” . ولن ننكر مواقف مهمة في دعم قضايانا في الشرق الاوسط واعتراضهم دائماً ضد انحياز فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة الامريكية لجانب الصهيونية المتمثلة في عنصرية اسرائيل ضد ابناء الشعب الفلسطيني و الشعوب العربية في لبنان وسوريا والعراق ومصر .
سور الصين العظيم تم اختراقه من خلال ظهور التنين خارج السرب الجوى والبحرى والبري والبيئة والاجواء الصينية التي تحتضنهُ بحثاً عن تصدير كل ما تحتاجه التكنولوجيا الحديثة وتفوقها وتزويدها ما بعد خارج الحدود بما تملكه من مقدرات زراعية وصناعة صحية وعسكرية واجنداتها لا تُخفى عن انظار أحداً عدواً كان ام صديقاً انها الصين تغزو بلا رادع .
عندما تقرر الصين حالياً فتح المجالات نحو عالم يتصارع ويتنافس في كل شيئ حتى في قضية الجائحة الخطيرة التي اتهمت بها الصين “جرثومة كورونا ”
بين مزدوجين ربما تكون من الدول الأوائل في الحد من تمادي تفشي خطر الفيروس الى الأن!؟.
“” كان دائماً يدعى الثعلب المراوغ والمفاوض “هنري كيسنجر ” ان الصين بلد محصن ويصعب تجاوزه عنوةً فلذلك علينا التوخي والحذر من مفاجأة تطفو على اسوار الصين عندما ينظر التنين خارج حدود الصين الشعبية التي اسسها الشيرمان ماو تسي تونغ “” !؟.
يعني كذلك قوة خفية في مبالغة شديدة المزايا عندما نركز على وهم الخوف من الاقتحام المفاجئ القادم من الصين وما بين من يفتح الساحات والميادين وحتى الحدائق والجنائن لكي تستقطب ذلك التنين الخرافي الذي يُبدي دهشة في بث نيران مزعومة من انوفهِ المتعددة الفتحات الواسعة كأنها سراديب تتفجر بحثاً عن ارضية و فضاء.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى