ترامب يسرق أحلام حليفه
![](https://dzayerinfo.com/wp-content/uploads/2025/01/i-usaaa-780x470.jpg)
![](https://dzayerinfo.com/wp-content/uploads/2024/02/sobhaaaaaaa.png)
عندما يمارس سمسار عقارات العمل السياسي يصبح وبالا على نفسه ومصيبة على المحيطين به لأنه
ينظر إلى كل القضايا بمنظار واحد فقط يضعه وكلاء العقارات واللاهثون وراء الصفقات فيحجب عنهم
لب الحقيقة.
صبحة بغورة تكتب :
ترامب يسرق أحلام حليفه
هناك اتفاق بين معظم المحللين أن إعلان شرطي المدينة حارس الحديقة ترامب عن خطته بشأن مستقبل
قطاع غزة كان خطأ استراتيجيا لأنه كشف مبكرا عن أوراقه وأوراق الكيان المختل،فكان سلوكه تطبيقا
حرفيا لمفهوم الغباء ، والمراد قوله أن أسلوب ترامب المباشر والمندفع قد أدى إلى أسوأ وضع يمكن أن
يتعرض له المسؤول السياسي بحق، وهوالتسبب في إحباط مخططه بنفسه قبل أن يبدأ، كما أنه لم يمنح
حليفه الكيان المختل أريحية العمل في السر كما اعتاد ، وهذا ماأغضب بعض المحللين السياسيين المحليين
من ترامب .
لسنوات طويلة كان تهجير أهالي قطاع غزة فكرة يجري التمهيد لها تدريجيا وذلك من خلال فرض ضغوط
تدفع السكان دفعا إلى محاولة البحث عن مخرج لهم ولو بأي ثمن ، لكن إعلان ترامب السر بشكل صريح
أفقد الخطة عنصر الغموض وأسقط عنها طابع السرية ، فحين تصبح المؤامرات السياسية مكشوفة بهذا
الشكل فإنها تفقد فاعليتها فورا. الإعلان عن مخطط التهجير لم يترك مجالا للمراوغة أو للتسويات بل أجبر
الدول العربية على اتخاذ موقف حازم حيث لم تعد القضية مجرد تكهنات أو تحليلات أقرب الى التصورات
والانطباعات الذاتية بل أصبحت واقعا مفروضا علنا يحتاج إلى رد فعل واضح وقوي، وقد زادت
التصريحات العشوائية من المسؤولين في الكيان المحتل الأمر سوءا، ثم أطلق النتن ياهو تصريحات أكثر
استفزازا كشف فيها حقيقة تفكيره الأهوج تجاه القضية الفلسطينية حيث أشار إلى أن المملكة العربية
السعودية لديها أرض واسعة يمكنها أن تستضيف الفلسطينيين فيها، تصريحات جاءت بعد رفض السعودية
المباشر لمخطط تهجير الفلسطينيين من أرضهم شكلا وموضوعا ، وتكذيبها تصريحات ترامب التي قال فيها
أن السعودية لا تشترط قيام دولة فلسطين من أجل التطبيع مع الكيان المحتل. لم تترك تصريحات ترامب
خيارا أمام مصر والأردن والسعودية إلاّ رفض المشروع بشكل قاطع والاستعداد للسيناريو الأسوأ ..
لقد برز بشكل متزامن تحرك مصري لتشكيل ما يوصف بأخطر تحالف عسكري مع السعودية والأردن،
والتهديد بإلغاء اتفاقية السلام مع الكيان لبدء حرب في سيناء ، لقد بدا من الواضح أن ترامب ونتنياهو أدركا
أنهما ارتكبا خطأ استراتيجيا عندما كشفا عن خبث نواياهم وتفاصيل خططهم خاصة بعد تحركات الجيش
المصري في سيناء ، ولكن مع ذلك فهما ماضيان في غيهما إذ أعلن ” سمسار العقارات “أنه ملتزم بشراء
قطاع غزة ! وأن يمتلكها !!هكذا قال ، وهكذا اعتبر المستشار الألماني أولافشولتز أن ما قاله له ترامب “
فضيحة “إن ترامب يريد ثروات العرب وأموال أوروبا وخيرات دول العالم أجمعين ، فعلا إنه الطبع الذي
يغلب التطبع ،إنه وكيل عقارات لا يرى في الدنيا سوى الصفقات والفوائد والأرباح ، هو غير مؤهل تماما
لرئاسة بلد بحجم الولايات المتحدة ،والمثير في الأمر ، أين النتن ياهو من كل ذلك ؟ إن القطاع الذي سقط
فيه المئات من جنوده بين قتيل ومصاب ومعاق وجريح يّسرق منه وسينتهي حلم اسرائيل الكبرى، هذا في
حين تهب القيادة الفلسطينية لتؤكد أن غزة لا تباع ولا تّشترى.. ثم من ذا الذي يملك صلاحية التوقيع على
وثيقة اتفاقية البيع، ومن الذي لديه القدرة على تحمل وزر هذا الجرم التاريخي الفظيع الذي سيلعنه التاريخ
وسيُلحق العار بأبنائه وعائلته طوال الدهر، لاشك أن لا أحد سيتهور على فعل ذلك، ولن يغادر أهل القطاع
أرضهم مهما بلغت التضحيات، فلن يلحق بهم أكثر من ما قاسوا .
لقد أصبح واضحا أن تطورات الأمور لا تبشر في المستقبل القريب بأي خير مع قائد أهوج يريد أن يسرق
أحلام حليفه،وأن الوضع مفتوحا على كافة الاحتمالات ولا يجوز لأحد أن يبرر غفلته عن ما سيلحق به من
الدمار ،المؤشرات واضحة والدلائل دامغة وكل القرائن متوفرة و بادية للعيان، والمواجهة أصبحت أقرب ما
تكون ولا عذر بجهل هذه الحقائق.
إننا أمام عصابة دولية كبيرة تسلب الأوطان وتنهب الخيرات، ثم يسرقها البعض لاحقا من البعض الآخر !
لسنا وحدنا من أصبح يجزم بضعف تطبيق أحكام القانون الدولي، وهزال القانون الدولي الإنساني كلاهما
يّنتهك جهارا نهارا، كلاهما تحكمهما قوى كبرى صاغتهما لصالح العصابة بغرض إضاعة الوقت وتسويف
الحق، والتعتيم على الظلم والتستر على الظالم.