تداعيات حصول إيران على الطائرة الروسية ياك 130

تداعيات حصول إيران على الطائرة الروسية ياك 130

الجدار العربي

ويمكن أن يعزى حصول إيران على طائرات “ياك-130” من روسيا إلى عدة دوافع، أبرزها التحضير لصفقة “سو-35” محتملة، وتفاهمات دبلوماسية بين إيران وأوكرانيا، وموازنة أسير اتفاق التبادل بين طهران وواشنطن، وتوسيع التعاون الدفاعي بين موسكو وطهران إلى ما هو أبعد من مجال القوة الجوية.

وفي الثاني من سبتمبر من العام الجاري، أعلنت إيران رسميًا عن استلام طائرات “ياك-130” الروسية. وقد تباينت التقارير المتعلقة بالعدد الدقيق للطائرات التي تم استلامها، حيث تراوحت بين طائرتين ومجموعة منها. ومع ذلك، فإن الكمية المحددة قد لا تكون ذات أهمية كبيرة، حيث أن الهدف الأساسي من هذا التطوير هو تدريب الطيارين الإيرانيين على تشغيل المقاتلات الروسية من الجيل الرابع. وقد بدأ هذا التدريب بالفعل عندما استضافت روسيا وفداً من الطيارين الإيرانيين للقيام بمهمة مماثلة.

وأثار هذا التطور جدلاً وتساؤلات، خاصة بين الدول الغربية والعديد من دول المنطقة، حول المدى المحتمل للتعاون العسكري بين روسيا وإيران في المرحلة المقبلة. ينشأ هذا الجدل في المقام الأول من الإشارات المتضاربة في هذا السياق. وبينما أعلنت إيران مبدئياً في 11 مارس/آذار من العام السابق عن نيتها الحصول على عدد من مقاتلات “سو-35” من روسيا، وكشفت عن إنشاء قاعدة عسكرية تحت الأرض لاستقبال هذه المقاتلات، مصممة لمقاومة الهجمات بالقنابل المحتملة لاختراق المخابئ، أشارت لاحقًا في 21 يوليو إلى أن الصفقة قد تكون معلقة. وعلق وزير الدفاع محمد رضا أشتياني قائلا: “في بعض الأحيان يتم اتخاذ قرار بالشراء، ولكن مع تحسن قدراتك، يمكنك إنتاج ما كنت تنوي شراءه في الأصل. ومع ذلك، ما زلنا نقوم بتقييم الأمر”.

دوافع متعددة

وبغض النظر عن الظروف المحيطة بالعدد المحدود لطائرات “ياك 130” التي تلقتها إيران، سواء كانت طائرتين أو عدة طائرات، فمن الواضح أن دورها الأساسي هو لأغراض التدريب وليس المشاركة في العمليات الهجومية، على الرغم من قدراتها الكامنة. في حين تشير العديد من التقارير إلى أن هذه الطائرات يمكنها تنفيذ عمليات هجومية خفيفة، فإن هذا يثير عدة تداعيات:

التحضير لصفقة جوية مهمة: هذا يعني بقوة أن روسيا وإيران تعملان على تسهيل التوصل إلى اتفاق عسكري كبير داخل قطاع القوات الجوية، وتحديداً فيما يتعلق بشراء طائرات مقاتلة من طراز “سو-35”. ويدل ذلك على إصرار طهران وموسكو على تحدي الضغوط الدولية والإقليمية المتصاعدة، خاصة بعد إعلان إيران عن استلامها الوشيك لهذه المقاتلات. على سبيل المثال، مارست إسرائيل ضغوطًا على روسيا لمنع تسليم هذه المقاتلات إلى إيران، معتبرة ذلك بمثابة تعطيل للتوازن الاستراتيجي بين البلدين. بل كانت هناك تلميحات إلى احتمال تقديم إسرائيل دعمًا عسكريًا لأوكرانيا، وهو خروج عن موقفها السابق لتجنب التأثير سلبًا على اتفاقياتها مع روسيا في سوريا.
توسيع آفاق التعاون الدفاعي: قد يمتد التعاون العسكري بين روسيا وإيران إلى ما هو أبعد من حدود قطاع القوات الجوية، ومن المحتمل أن يشمل مجالات أخرى تتطلب التطوير داخل القوات المسلحة الإيرانية. وتجلى ذلك في زيارة وفد عسكري إيراني رفيع المستوى برئاسة الجنرال كيومارث حيدري، قائد القوات البرية، إلى موسكو في 21 أغسطس من العام السابق. وتم خلال هذه الزيارة إجراء مباحثات مع وفد روسي برئاسة الجنرال أوليغ ساليوكوف القائد العام للقوات البرية الروسية، تناولت التعاون العسكري بهدف تعزيز الجاهزية العسكرية للقوات المسلحة في البلدين. وهذا يشير إلى مصلحة إيران في عدم قصر تعاونها مع روسيا على القوات الجوية وحدها، بل توسيع نطاق هذا التعاون ليشمل قطاعات أخرى في المستقبل.
توقع الاتفاقيات الإيرانية الأوكرانية: ربما تبذل روسيا حاليًا جهودًا لاستباق الاتفاقيات المحتملة التي يتم التفاوض عليها بين إيران وأوكرانيا. وأجريت محادثات بين وفدين عسكريين من البلدين في عمان بهدف معالجة الادعاءات بأن إيران قدمت دعما عسكريا لروسيا، وتحديدا في شكل طائرات بدون طيار تستخدمها روسيا في عملياتها العسكرية في أوكرانيا، وخاصة استهداف البنية التحتية الأوكرانية.
وفي هذا السياق، قال وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، في 10 أغسطس من العام الماضي: “قبل حوالي سبعة أشهر، أجريت محادثات عسكرية بين الوفدين الإيراني والأوكراني في عمان. لكن الجانب الأوكراني لم يقدم أي وثائق قاطعة تثبت ادعاءاته بشأن الدعم العسكري الإيراني لروسيا. ما قد تخشاه موسكو يمتد إلى ما هو أبعد من هذه التفاهمات الإيرانية الأوكرانية المحتملة؛ ويشمل أيضا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى