تقاريرطب صحة ونصائحمجتمع

تجديد الشباب بعد التقدم في السن

اكرام نجم

عندما نتقدم في العمر , نحاول جاهدين البحث عن وسائل تمنع ظهور علامات كبر السن فنهرع خاصة نحن النساء الى مستحضرات التجميل من كريمات ضد التجاعيد , ونمتنع عن السهر الطويل ونبحث عن كل ماله علاقة من اغذية وطرق لمنع ظهور علامات تقدم السن لدينا , وتجنب خوفنا الشديد من ان تطفا الاضواء من حولنا ونمضي ما تبقى من سنين عمرنا في الظل منسيين , ولانحظى باي اهتمام او مغازلة او اطراء من اي رجل كما كنا في سنواتنا العشرين او الثلاثين .
ان سر استمرار الشباب هو ليس باستخدام مستحضرات منع التجاعيد التي تخدعنا بها الشركات المنتجة لها من خلال وسائل الاعلام المختلفة التي تستخدم موديلات لنساء في العشرينيات من عمرهن يتمتعن ببشرة وجمال نظر رائع لتغرينا باستخدام هذا المستحضر او ذاك من خلال ايهامنا بفاعليته بمحو خطوط السنوات التي غزت وجوهنا , او من خلال التقليعة السائدة خلال السنوات الاخيرة في العالم وبالاخص وبشكل جنوني في الدول العربية وهي عمليات التجميل كنفخ الشفاه وتكبير الاثداء وشفط الدهون واستخدام الروموش والشعر الصناعيين , من اجل تحدي سنوات العمر , وايهامنا بان كل تلك الطرق باستطاعتها اعادة اعمارنا الى ثلاثة او اربعة عقود مضت في حين ان تلك العمليات التي تنفق عليها غالبا النساء اموال طائلة تعرض حياتهن للخطر وتشوه ملامحهن , وتفشل في تحقيق الهدف منها وهو اعادة سنوات العمر الى فترة العشرينيات .
ان السر وراء الحفاظ على الشباب الدائم يكمن في عدد من الاشياء واهمها هو الحفاظ على شباب الروح , وهذا الامر يكاد يكون من اصعب الامور التي تستطيع المراة العربية تحديدا تنفيذها وتحقيقها , وذلك بسبب الظروف الصعبة التي تعيشها المراة في دولنا العربية , فالخوف والعيب والحرام وغياب الحريات الشخصية هي من اكثر الامور قساوة التي تواجه المراة , كما ان نمط الحياة في البلاد العربية ودول العالم الثالث بالتحديد تغرق المراة في هموم لا اول لها ولا اخر , كرعاية الاسرة واهل الزوج وتلبية طلبات الزوج الاناني التي لاتنتهي , ومحدودية الامكانيات التي تجعلها تعيش حياة كريمة تتمتع فيها بادنى مستلزمات الراحة , كالبيت والسيارة والعمل ولاستقلال المادي وعدم تبعتها المادية للرجل , فضلا عن عدم حصولها على الخدمات الاساسية التي تمكنها من الاستمتاع بوقت راحة بعد يوم عمل طويل او الارهاق الذي يصيبها في نهاية الاسبوع بسبب المسوؤليات الكبيرة التي تحملها على عاتقها .
ان الحكومات العربية لاتقدم اي دعم للمراة العربية كما تفعل الحكومات الغربية , فالمراة في نظر الكثير من الرجال العرب هي مازالت ناقصة عقل ودين وهي درجة ثانية بعد الرجل , ولايحق لها الا ان تتزوج وتنجب الاطفال وترعاهم ووالدهم وعائلته , اما هي فليس لها الحق بان تعيش متساوية في حقوقها بالرجل , فهي تتعرض للاضطهاد النفسي والجسدي والقمع في معظم الدول العربية الا باستثناء حالات تكاد تعد على عدد اصابع اليد , وذلك لانها مازالت تعيس في مجتمع ذكوري تسلطي , الرجل فيه هو سيد المجتمع والاسرة والمراة .
ان سر الشباب الدائم هو صفاء النفس والروح , هو شباب الروح فالايجابية والتفاؤل والقناعة والرضا بكل ما نملك هو اهم عناصر ومستحضرات الحفاظ على الشباب , فالاحساس بالسعادة بما نملك بالرغم من بساطتها تفرحنا تزهر في ارواحنا زهورا تفوح بعطرها على كل من حولنا , والاحساس بالجمال في وردة تتفتح او شمسا تشرق كل صباح او ابتسامة طفل صغير او بنجاح يحققه ابنائنا , تضفى جمالا وشبابا لارواحنا لايمكن لتقدم العمر ان يقف بمواجهته , فضلا عن ان الابتسامة الدائمة بوجه الاخر والتفوه بكلمات جميلة وايجابية خلال احاديثنا اليومية مع كل من حولنا يضفي سعادة وفرح كبيرين في دواخلنا مما ينعكس اشراقا على ارواحنا ووجوهنا ويديم شبابها ونظارتها , كما ان امر تسليم كل الامور التي تواجهنا في الحياة الى خالقنا الذي بيده مفاتيح كل الابواب التي تغلقها الدنيا بوجوهنا , فان لديه حلولا لكل المشاكل التي تواجهنا مهما كانت معقدة وصعب اليس هو قادر على كل شيء؟
لذ فاترك الخلق للخالق ,, احب الدنيا , احب الناس , تعامل مع الحياة ببساطة وتمتع بكل تفصيلة صغيرة من تفاصيل الحياة وبذلك ستحافظ على شباب دائم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى