تبكي الرجال على الرجال …!
تبكي الرجال على الرجال …!
ماذا عساني أن أقول في حقك أيها الرجلُ ….؟
وبأي حرف اهذي في مصابنا الجللُ …
القلب مكروب والفؤاد كبله الحزن والخجلُ…
واللسان منعقد ،والشفاه فرت منها يا صالح الجملُ…
الأجفان ما عادت أجفاني..ولا الأحداق والمقلُ…
والمحاجر ماتكفكف دمعها، والوجه منه يغتسلُ…
أسد الأركان ماخطبه يا شعبنا الثكلُ…
أحقا أتاه الموت في جوف الليل يختتلُ…؟
والقدر المحتوم فاجأنا و الموعد قد حان وانتهى الأجلُ …
والموت حق قدره الله علينا وما شاءه الله يفعلُ….
فأضحى فارسنا بالأمس اليوم مرتجلُ….
والدمع على كل ربوة من ربى أرضنا ينهطلُ…
على بر الأمان أرسى بالسفينة ربانها البطلُ …
ثم مضى نحو دار الخلد على رضى الرحمان يتكلُ …
أقسم يمين الله على ألا يراق على هذه الأرض دم …
وعدا فكان حقا عند الوعد …ما أصدق الرجلُ ..
وللشعب أعطى الأمان ونار الحرب خلف الحدود تشتعلُ …
فما اسطاع العدا أن يقربونا ولو راموا ذلك مافعلُوا…
البحر عج بسفائنه والجو محروس والبر بالجند مكتملُ…
هكذا الأوراس في شموخه يحمينا في الشدائد والملمات صخره الصقلُ…
لله درك ياصاحي ،ما إنفك ينجب الأبطال هذا الجبلُ …
فصبرا يا أيها الأوراس إن الجزائر كلها بهذا المصاب تنثكلُ…
أما يكفيك مكرمة يا وفخرا أيها البطلُ …
أن العدا إذا ما ذكر إسمك أمامها في محفل…
آعترى وجوهها الخوف والوجلُ…
تبكي الرجال على الرجال شهامة ،والأوغاد بموت الأبطال
تحتفلٌ …
طفقت إلى نفسي أسائلها وكل الناس من حولي قد سألُوا…
من للجزائر والأوراس بعدك يا بطل ُ…
نم قرير العين يا أسد الوغى إن خلفك من عليه الآن تتكلُ…
واهنأ في مرقد الخلد عسى روحك نحو جنات الفردوس تنتقلُ…
ندعوك ربي أن ترحم فقيدنا …وإليك يارحمان نصلي ونبتهلُ..
إكرم نزله في جناتك …واجعله جارا …
لعبادك الصالحين والشهداء والصديقين ،
وأحباؤك الرسلُ….
بقلم الطيب دخان