تاجر إبل
يُقال..
حميد حران السعيدي
كان أحدهم يتاجر بالأبل يتنقل بين مضارب القبائل تربطه علاقة صداقة مع أحد الحكماء وذات يوم مر بمضارب أحدى القبائل ضمن مسعاه في البيع والشراء فوجد شاب شاهر سيفه في ثغور قبيلته وسأله عن سبب إشهاره للسيف فأجابه … إني أذب عن أهلي فأعجب الرجل به .. وحين زار صديقه الحكيم روى له ما رأى من ذلك الشاب فسأله الحكيم (وهل وجدت في مسارك من يهدد قبيلته ؟) … فأجابه … كلا لم أجد احد يهدد قبيلته ولكنه كان يتوقى .
فقال له الحكيم (لم يكن متوقيا وإنما هو طالب فتنه وليتك تخبرني بخبره حين تمر بمضارب قبيلته في جولتك القادمه) .
وبعد شهور مر تاجر الأبل بمضارب قبيلة ذلك الفتى فوجدهم بأسوأ ماتكون عليه القبائل وحين سأل عن ذلك الفتى قيل له أنه قتل مدبرا وصار سببا لذل قبيلته وسبي نسائها ونهب خيراتها وإنك لن تجد ماتشتريه .
تذكر التاجر قول صديقه الحكيم فقصده وروى له تفاصيل ماحدث من مآسي لتلك القبيله وكيف أن ذلك الفتى قد مات مدبرا … ضحك الحكيم وأجاب صديقه التاجر (وهذاشأن من يشهر السيف دون ان يكون له عدو … صغاره في يتم وأهله في ذل ولو كان شجاعا لما أشهر سيفه دون سيف يقابله).