أخبارإسلام

سلسلة (( نور اليقين في الرد على شبهات تكوين )) ..الحلقة (1)

سلسلة (( نور اليقين في الرد على شبهات تكوين )) ..الحلقة (1)

احمد الحاج
وهكذا وعلى حين غرة إنطلق مشروع”تكوين”مستغلا انشغالنا شبه التام بالمهاترات والفاشينستات والبيتكوين، ففي الرابع من آيار / 2024 تم الاعلان عن انطلاق وتدشين “مركز تكوين”بتمويل مالي ضخم،وتغطية إعلامية أضخم ،ويضم المركز عتاة الالحاد واللادينية واللا أدرية العرب يتقدمهم ابراهيم عيسى ، وفاطمة ناعوت،ويوسف زيدان، وألفة يوسف، وفراس السواح، ونايلة أبي نادر،وإسلام بحيري وغيرهم ، وأقطع جازما بأن كلا من شحرور،والسيد القمني ،وصادق جلال العظم ،ونوال السعداوي، لو كانوا على قيد الحياة لانضموا اليه من فورهم من دون تردد ولا إبطاء ، وبصرف النظر عن كل ما قيل بحق هذا المركز اضافة الى القائمين عليه بين قائل بضرورة تجاهله ليذوي في مهده، وبين مقلل من شأنه، وبين رافض لعمل دعاية مجانية له بكثرة الحديث عنه، وبين مطالب بالتريث قليلا ريثما يتم متابعة طروحات المركز وأنشطته وتوصياته وبياناته وأفكاره في قابل الأيام قبل الحكم النهائي عليه، وبين مدافع عنه بزعم أنه يسعى الى تنوير العقل العربي ومن الخطأ بمكان أن نعد التنوير صنوا للنكوص والتحريض ، إلا أن الكل يكاد يتفق تماما على أن هذا المركز سيكون معقلا للتشكيك ومنطلقا للطعن بالثوابت الاخلاقية والدينية ولاسيما السنة والعقيدة والسيرة والجيل الأول من الصحابة والتابعين ،ليتحرك في نهاية المطاف وبكل ما أوتي من دعم وتمويل ضخم للدعوة الصريحة الى وحدة الأديان تمهيدا لاطلاق ما يسمى بـ”الديانة الابراهيمية” في زمان ومكان ما !
وقد لخص الدكتور مطلق الجاسر المتخصص بالرد على الشبهات ما يتوجب فعله إزاء هذا المركز بالقول ” هناك دعم واضح ومُعلن لكل من ينشر الإلحاد في بلاد المسلمين، ولاشك أن الله تعالى حافظٌ دينه وكتابه وسنة نبيه ﷺ فلا خوف على الدين، ولكن الخوف علينا نحن إن لم نقم بنصرته “.
وتأسيسا على ما تقدم وبغياب الدعاة الأعلام أمثال الدكتور مصطفى محمود ، والدكتور محمد الغزالي ، والدكتور محمد عمارة،والزنداني،وأحمد ديدات ،والشعراوي وأمثالهم كثير ممن توفاهم الله تعالى أو ممن كبرت سنهم ، وتراجعت صحتهم ، أو ممن تم منعهم أو تقييدهم أو اقصاؤهم أو تهميشهم تباعا بزعم أنهم من معارضي بعض النظم الحاكمة هنا وهناك بعدما ندبوا أنفسهم للتصدي لمثل هذه المحاولات -التكوينية – الخبيثة وعملوا على وأدها في مهدها، وإجهاضها في أرحامها ، والرد عليها في وقتها ، ليفندوها ويناظروها ويسقطوها على مدار سنين طويلة ولم يألوا جهدا ولم يدخروا وسعا في سبيل ذلك البتة ، فإن الساحة شبه الخالية اليوم من أمثال هؤلاء الافذاذ والأعلام ممن يصدق فيهم بيت المتلمس الضبعي :
هذا على الخَسفِ مربوط برمته …وذا يُشَجُّ فما يَرثي له أحد
أقول في ظل كل هذا التواري والغياب والتغييب فنحن بحاجة ماسة الى نهضة توعوية جامعة ، والى وقفة ارشادية جادة ضد أية عملية تسعى الى الإلهاء الفكري أو العقدي أو الفقهي أو المذهبي الممجوج والتي عادة ما تروج لها شرذمة ما ومن جميع الطوائف لإشغال العوام من جهة ،وضد أية محاولة لترويج الالحاد واللادينية واللا أدرية في مجتمعاتنا من جهة أخرى، لأن ما يقوم به الفريقان يصب في خدمة -مركز تكوين- الداعي الى الالحاد والابتعاد عن الدين والتشكيك برموزه وتعاليمه وثوابته في عصر الفاشينستات والبلوغريات والمخدرات وتغييب الوعي وغسيل العقول فضلا على الأموال وتسطيح المعارف والاغراق بالترفيه والترف والبيتكوين،ولقد حذرت قبل أيام من مغبة ذلك كله مؤكدا،بأن “حمى تسقيط العلماء المريبة على رؤوس الأشهاد إنما غايتها الرئيسة وهدفها الأساس هو – تخلية تسبق تحلية – بمعنى إخلاء الساحة من الدعاة الحق بعد تشويههم وتسقيطهم تباعا والعمل على تهميشهم واحدا تلو الآخر بنظر العوام تمهيدا لملئها بشذاذ الآفاق،وبسقط المتاع وذلك في عملية ابدال العلماء بعد تسقيطهم،تمهيدا لإحلال الدخلاء بدلا منهم وبما يصدق فيهم ما قاله طرفة بن العبد قديما :
يا لَكِ مِن قُبَّرَةٍ بِمَعمَرِ …خَلا لَكِ الجَوَّ فَبيضي وَاِصفِري
وبما أن الشيء بالشيء يذكر ومع شديد الأسف وإن كنت لا أود الخوض في هذا الموضوع بتاتا إلا أنني لم أجد بدا من الخوض فيه الان إذ لم يبق في القوس منزع وقد بلغ السيل الزبى وجاوز الحزام الطبيين على قول العرب ، وأقول بملء فمي ، وببركان يغلي في دمي ” لقد كنت وعلى مدار ثلاث سنين متتالية أحاول جاهدا إكمال ((سلسلة نور المشكاة في الرد على أبرز الشبهات)) التي تتضمن حوارات مع المعنيين والمتخصصين للرد على أبرز الشبهات التي يثيرها العلمانيون والملاحدة وما يسمى بـ القرآنيين أسوة بـ التنويريين الجدد والشعوبيين الجدد من أتباع المدارس الاستشراقية المتحاملة ولاسيما الفرنسية والايطالية والهولندية والامريكية والبريطانية الغابرة ، إلا أنه وبرغم مسابقة الباطل للريح في كل أباطيله وحركاته وسكناته ، مستثمرا – السلحفاتية – التي نتحرك بمقتضاها نحن ولسان حالنا لايفتأ يردد بالعامية ” امش شهر ولا تطفر نهر” ، لم أتمكن من اكمال الحلقة الرابعة منها إذ لم يتجاوب مع السلسلة مشكورا سوى الدكتور خالد العبيدي من العراق ، والدكتور حلمي الفقي من مصر لتتوقف السلسلة عند الحلقة الرابعة ولا تسألوني لماذا ؟ لأنه وعلى ما يبدو فإن شعار بعضنا بات يحاكي في الملمات والنوائب التي تستلزم السرعة والهمة والنفير العام ولو لطائفة من المؤمنين لتتصدر المشهد وتندب نفسها فتتولى المسؤولية نيابة عن الآخرين كفرض كفاية ما قاله المتنبي يوما :
أنام ملء جفوني عن شواردها …ويسهر الخلق جراها ويختصم
إلا أنني وبعد أن تناهى الى سمعي خبر انطلاق مشروع – تكوين – فقد عقدت العزم على اعادة السلسلة وإن لم يتجاوب معها كثير من المتخصصين وسأغير عنوانها بما يتناسب وطبيعة المرحلة الصعبة وحجم التحديات الجسام في قابل الأيام من ((سلسلة نور المشكاة في الرد على أبرز الشبهات)) الى (( سلسلة نور اليقين في الرد على شبهات – تكوين -)) وأبدأ وعلى بركة الله مع الحلقة الاولى مستعينا واضافة الى المتخصصين من ذوي الباع الطويل في هذا المجال، كذلك المصادر والمراجع المعتمدة ، ببعض الوكالات والمواقع ذات الاهتمام كاسلام أون لاين، والاسلام سؤال وجواب،وشبكة ضد الالحاد ونحوها لتبدأ السلسلة بالشبهات المثارة حول حقوق المرأة في الاسلام ولعله المحور الأبرز الذي تحوم حوله مؤسسة “تكوين “وما يناظرها .
لقد اضطررت وبحكم عملي الصحفي الطويل أن أهتم كثيرا بالفلكلورالشعبي العراقي والعربي على سواء وأن أتابع عن كثب تراث وأمثال وحِكم الشعوب لولعي بالتراثيات أولا،وعلى خلفية إعدادي أو تحريري لصفحات تعنى بهذا الجانب المهم في عدد من الوكالات الاخبارية والصحف والمجلات الورقية والالكترونية ثانيا ،وبما أن الأمثال والحِكم هي مرآة المجتمعات العاكسة فقد شخصت خللا بينا أو لنقل ضيق أفق صارخ فيما يتعلق بمعاملة النساء وحقوقهنَّ ونظرة المجتمعات اليهنَّ يتساوى في ذلك الشرق والغرب مع الفارق الكبير في دوافعه وملابساته ومآلاته،صحيح أن هناك من الأمثال الشعبية العربية الكثير من الإجحاف للمرأة الا أنه يخالف بمجمله تعاليم الإسلام الغراء التي أوصت بالمرأة خيرا على النقيض من الأمثال الغربية والشرقية في الدول غير الاسلامية،فهذه تهين المرأة انطلاقا من تعاليمها وأديانها الوضعية وأعرافها وتقاليدها المجتمعية المجافية للفطر السليمة ،وبالتالي فبإمكانك وإذا ما عزمت التغيير والاصلاح يوما أن تصحح المفاهيم في المجتمعات العربية والاسلامية بالرجوع الى القرآن الكريم وفيه سورة كاملة هي سورة النساء ، وأخرى هي سورة مريم ،اضافة الى عشرات الآيات الكريمة التي أولت النساء وحقوقهن إهتماما كبيرا، وكذلك بالعودة الى السنة النبوية المطهرة والاحتكام اليهما لتوضيح اللبس الحاصل وتصحيح المفاهيم الخاطئة مجتمعيا ، ولتفصيل المجمل ، لتقييد المطلق ، لتوضيح المشكل ، لتخصيص العام ولوضع النقاط على الحروف وتسليط الأضواء الكاشفة على ما أعتم أوعُتِّم للعوام ،الا أنك لن تنجح في مسعاك ذاك مطلقا بالعودة الى المنابع الفكرية والدينية والمجتمعية والفلسفية للمجتمعات الأخرى بما فيها الغربية لأن جل مافيها ومع كل محاولات التبرير والتأويل والتزويق لن يجدي نفعا في هذا الجانب ،وحسبي أن أذكر هنا نزرا يسيرا من أمثالهم عن المرأة التي كانت تعاني الابتذال في العصرين الاغريقي والروماني فضلا على اليهودي والمسيحي والوثني والطوطمي ولاتعدو المرأة أن تكون عندهم مجرد وعاء للانجاب ومخلوق للامتاع والخدمة والمؤانسة لا أكثر ،حيث جاء في تراثهم على سبيل المثال لا الحصر، “الشيطان يكفية 10 ساعات ليخدع رجلا والمرأة يكفيها ساعة واحدة لتخدع 10 شياطين” مثل ألماني ،”لا تمدح النهار قبل غروبه، ولا المرأة قبل موتها” مثل بولوني ،”من يأتمن امرأة يأتمن اللصوص …فلاتثق بالمرأة وإن ماتت “مثل يوناني ،”من تزوج إمرأة لها ثلاث بنات تزوج اربعة لصوص” مثل انكليزي ،”المرأة الجميلة تحتاج الى ثلاتة أزواج ،واحد ليدفع ديونها وواحد لتحبه وواحد ليضربها” مثل من التشيك، ” اذا اخفق الشيطان في التسرب الى مكان ما ..أوفد إمرأة ” مثل صيني ، “من أراد أن لايُخان فليتزوج في الثلاثين من شباط ” مثل فرنسي ، ” ليس الريح والموت والسم والجحيم والافاعي اسوأ من المرأة ” مثل هندي ، وكانت الزوجة الهندية والى وقت قريب جدا ومازالت هذه العادة ماضية في بورما والنيبال تحرق بعد وفاة زوجها ، أو تنفى الى جزيرة الارامل (جزيرة فريندافان ) ومن عقائدهم أن الزوجة الصالحة يجب أن تَخدم زوجَها كما لو كان إلهًا، حتى وإن كان شريرا ، ويجب ألَّا تتركه، وألَّا تتزوج بعد موته ، ومحظور على النساء حتى مجرد الاستماع إلى تعاليم الكتاب المقدس عندهم “فيدا” ويقع في 800 مجلد تم تأليف ترانيمه وتراتيله ومواضيعه على مدار 1000 عام وكله عبارة عن خزعبلات وخرافات وأساطير ، وكنَّ محرومات أيضًا من فرصة الزهد في الدينا أو ما يسمى الـ سانياسا .
ومن الامثال على احتقار النساء “الكلب أعقل من المرأة لأنه لاينبح على سيده ” مثل روسي ،” ومن أمثالهم ايضا ” للمرأة سبعة وسبعون رأيا في آنٍ واحد ” ، أما في الامثال اليابانية فإن ” الشيطان أستاذ الرجل ،وتلميذ المرأة “،أما البولندية فلا تفتأ تكرر “لقد ابتلع الشيطان المرأة ولم يتمكن من هضمها”، كذلك الامثال الالمانية ومنها “تستطيع المرأة ما لا يستطيعه الشيطان ” ، وعلى هذا النحو الخبيث ، وعلى ذلكم المنوال المحتقر للنساء جملة وتفصيلا ، هناك مئات الأمثال والحكم والأقوال في الغرب والشرق غير المسلم وكلها تحتقر المرأة وتهينها وتنقص من كرامتها وعقلها وأخلاقها .
أما مجتمع الحريديم اليهودي فيعتقد باللعنات التسع التي تطارد المرأة طوال حياتها”لعنة الطمث، ودم العذرية، واجهاد الحمل، والولادة، وتربية الأطفال، وتغطيه الرأس كأنها فى حداد، وخرم اذنها مثل الجارية، مع عدم الاخذ بشهادتها ، وبعد كل هذا الموت” على حد وصف الحاخامات ، وكانوا والى وقت قريب ينفون المرأة الحائض إلى نزل خاص يطلقون عليه اسم “بيت الدناسة” بل والادهى من ذلك أنهم كانوا يحرمون على المرأة دراسة التوراة “التناخ” ، كذلك الشريعة اليهودية أو ” الهالاخاه” وتتضمن 613 وصية، وفي ذلك يقول أحد كبار حاخامتهم “من الافضل أن يحترق كتاب التوراة على أن تقرأه امرأة!!” .
في النيبال يطبقون طقوس ما يعرف بـ” تشوبادي ” التي تحرم على المرأة الحائض لمس الرجال والنباتات والحيوانات، كما يحظر عليها الاستحمام في الانهار وطهي الطعام أثناء فترة الحيض لأنها تنجس كل ما تلمسه،كما لايسمح لها بلمس المراحيض المنجسة أصلا لأنها ستنجسها !!
ولذلك فإن نساء النيبال يعزلن في أكواخ خاصة تقع خارج المنزل أثناء فترة الحيض حتى قيل فيهن “اذا لمست المرأة الحائض بقرة، فلن تدر هذه البقرة اللبن بعد ذلك” ولن يسمح بعودة الحائض الى منزلها الا بعد أربعة أيام يتوجب أن تغسل في نهايتها ببول البقر لتتطهر !!! “
كل ما سبق ذكره بخلاف ما جاء به النبي الخاتم والاسلام الحنيف الذي حافظ على المرأة وضمن لها حقوقها كاملة في جميع المجالات وبكل مناحي الحياة ، قال رجلٌ: يا رسول الله، أي الذنب أكبرعند الله؟ قال: “أن تدعو لله ندًّا وهو خلَقك” ،قال: ثم أي؟ قال: “أن تقتل ولدَك مخافة أن يطعَمَ معك”، قال: ثم أي؟ قال:”أن تزانيَ حليلة جارك”،بمعنى ان من أكبر الكبائر أن تزني بزوجة جارك سواء بالتوافق والاستمالة معها أو بالاكراه -الاغتصاب – !
كما نهى رسول الله ﷺعن قذف المحصنات والطعن بأعراضهن في حديث السبع الموبقات:”الشرك بالله والسحر وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق وأكل الربا وأكل مال اليتيم والتولي يوم الزحف وقذف المحصنات الغافلات” .
وللحفاظ على كرامة المرأة فقد نهى النبي ﷺعن زواج الشغار أو ما يعرف محليا بـ “الكصة بكصة” وخلاصته أن يقول الرجل زوجني ابنتك وأزوجك ابنتي، أو زوجني أختك وأزوجك أختي!
كما نهى النبي ﷺعن إرغام المرأة على الزواج بمن لاترغب به وقالﷺ: “لا تزوجوا البكر حتى تستأذن، ولا تزوجوا الأيم حتى تستأمر” قالوا: يا رسول الله، في البكر إنها تستحي، قال: “إذنها سكوتها” بمعنى ان الأيم والثيب أحق بنفسها .
وصية النبي ﷺ بالأم والأب خيرا حين قال :” رَغِمَ أنْفُهُ، ثُمَّ رَغِمَ أنْفُهُ، ثُمَّ رَغِمَ أنْفُهُ” قيلَ: مَنْ؟ يا رَسولَ اللهِ، قالَ:” مَن أدْرَكَ والِدَيْهِ عِنْدَ الكِبَرِ، أحَدَهُما، أوْ كِلَيْهِما، ثُمَّ لَمْ يَدْخُلِ الجَنَّةَ” .
وقال ﷺ : ” إنَّ اللهَ يُوصِيكُم بالنساءِ خيرًا، إنَّ اللهَ يُوصِيكُم بالنساءِ خيرًا، فإنهنَّ أمهاتُكم وبناتُكم وخالاتُكم، إنَّ الرجلَ من أهلِ الكتابِ يتزوجُ المرأةَ وما تُعلَّقُ يداها الخيطَ، فما يرغبُ واحدٌ منهما عن صاحبِه حتّى يموتا هَرمًا”،
وقوله ﷺ :” اللَّهمَّ إنِّي أُحرِّجُ حقَّ الضَّعيفَيْنِ: اليتيمِ، والمرأةِ” ومعنى أحرج ، أي ألحق الحرج بمن ضيع حقيهما ، وقوله ﷺ “: ليسَ أَحَدٌ من أمتي يعولُ ثلاثَ بنات، أو ثلاثَ أخوات، فيُحْسِنَ إليهنَّ إلا كُنَّ لهُ سِترًا من النارِ”،
وقوله ﷺ :” أربعٌ مِن السَّعادةِ: المرأةُ الصَّالحةُ، والمسكَنُ الواسعُ، والجارُ الصَّالحُ، والمركَبُ الهنيءُ، وأربعٌ مِن الشَّقاوةِ: الجارُ السَّوءُ، والمرأةُ السَّوءُ، والمسكَنُ الضَّيِّقُ، والمركَبُ السَّوءُ”،
سئل رسول الله ﷺ ” مَن أحَقُّ النَّاسِ بحُسْنِ صَحَابَتِي؟” قالَ: أُمُّكَ ، قالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قالَ: ثُمَّ أُمُّكَ قالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قالَ: ثُمَّ أُمُّكَ قالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قالَ: ثُمَّ أبُوكَ”
‏وحرم ﷺ عقوق الامهات ووأد البنات :” إنَّ الله حرَّم عليكم عقوق الأمهات،وَمَنْعاً ‏‏وهات،‏ ‏ووَأد ‏البنات، وكَرِهَ لكم قيل وقال، وكثرة السؤال، وإضاعة المال “، وجاء رجل الى النبي الاكرم ﷺ فسأله ” يا رسولَ اللَّهِ، أردتُ أن أغزوَ وقد جئتُ أستشيرُكَ؟ فقالَ: هل لَكَ مِن أمّ؟ قالَ: نعَم، قالَ: فالزَمها فإنَّ الجنَّةَ تحتَ رِجلَيها”.
ووصيته ﷺ بالارامل :” الساعي على الأرملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله، أو القائم الليل الصائم النهار” ووصيته ﷺ بالبنات :” مَنْ وُلِدَتْ له ابنةٌ فلم يئِدْها ولم يُهنْها، ولم يُؤثرْ ولَده عليها أدخلَه اللهُ بها الجنة “.
ووصيته بالوالدين :” رضا الربُّ في رضا الوالدينِ، و سخطُهُ في سخطِهما”.
وأوصى رسول الله ﷺ بأخت الأم أيضا قائلا :” الْخَالَةُ بِمَنْزِلَةِ الْأُمِّ “، وأَتَى رجل النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي أَصَبْتُ ذَنْبًا عَظِيمًا فَهَلْ لِي تَوْبَةٌ؟ قَالَ: “هَلْ لَكَ مِنْ أُمٍّ؟” قَالَ: لَا، قَالَ: ” هَلْ لَكَ مِنْ خَالَةٍ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: فَبِرَّهَا”.
و في قصة حادي – سائق الابل – المسمى “انجشة ” وهي أشهر من نار على علم الشيء الكثير ، حيث كان هذا الحادي عذب الصوت وعادة ما يغني فتطرب الابل لحدائه فتسرع المسير وسط الصحراء القاحلة وكان على ظهور الابل – الراقصات – وسط الكثبان عدد من النساء ممن يؤذيهن سرعة سير الابل وتقلبها ، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: (رويدك يا أنجشة، لا تكسر القوارير) بمعنى رفقا بالقوارير – النساء – من سرعة المسير حيث شبه النبي الاكرم النساء بقارورة العطر لرقتها وضعفها وجمالها ووجوب المحافظة عليها من كل سوء فما أروعه من تشبيه بلاغي أذهل القاصي والداني من الادباء والشعراء والحكماء على سواء .
وقال ﷺ: ” استوصوا بالنساء خيرا فإنهن خلقن من ضلع وإن أعوج شيء في الضلع أعلاه فاستوصوا بالنساء خيراً” ، وقد يظن واهم بأن إعوجاج الضلع هنا هو بمثابة إهانة للمرأة فيما هو تكريم لها وأي تكريم كما قال سلفنا الصالح ، اذ ان إعوجاج الضلع دليل على فاعليته ودوره الكبير في المحافظة على ما تحته من قلب ورئيتن وكبد وطحال وأوعية دموية وأعضاء حيوية لايعيش الانسان بدونها ولولا هذا الاعوجاج لما صار للضلع قيمة تذكر ليشكل بها قفصا صدريا حاميا ودرعا واقيا للحفاظ على ماتحته !
لقد كانت سيرة النبي الأكرم ﷺ مع النساء عموما ومع نساء أهل بيته خصوصا مضربا للامثال فحبه وإحترامه الكبيرين للسيدة خديجة الكبرى رضي الله عنها انموذج حي للحب والوفاء والاحترام للنساء ، كذلك حبه وإحترامه لإبنته وقرة عينه فاطمة الزهراء البتول سيدة نساء العالمين ،زوجة فارس المشارق والمغارب علي بن ابي طالب ، وأم الحسنين الأحسنين ،الحسن والحسين ،سيدا شباب أهل الجنة رضي الله عنهم جميعا ما يصلح ان يدرس في المناهج الاجتماعية والتربوية والاسرية في أصقاع المعمورة ، حبه وتوقيره لزوجاته أمهات المؤمنين الطاهرات من الادناس والارجاس كذلك بناته العفيفات المؤمنات الزاهدات حري به ان يكون منهجا عمليا وتربويا للعالمين الى يوم الدين ووصيته بالشقيقات والبنات ﷺ واضحة وضوح الشمس :” مَن عال ابنتينِ أو ثلاثًا، أو أختينِ أو ثلاثًا، حتَّى يَبِنَّ ،أو يموتَ عنهنَّ كُنْتُ أنا وهو في الجنَّةِ كهاتينِ – وأشار بأُصبُعِه الوسطى والَّتي تليها “ومعنى حتى يبين أي ينفصلن عنه بزواج أو بوفاة ،فهل بعد ذلك كله يظهر علينا من الإمعات من يشكك بمكانة المرأة في الاسلام ليردد غثاء أسياده من المستشرقين والشعوبين والماسونين ومن لف لفهم كالببغاء ؟
ولعل من شبهات التزويريين الجدد إثارتهم على الدوام لقضية شهادة المرأة لأنها بزعمهم انتقاص منها بجعل شهادتها على النصف من شهادة الرجل وذلك لأنهم لم يفهموا مراد ولا معنى الاية الكريمة ((فإن لم يكونا رجلين فرجل وامرأتان )).
وقد لخص الإمام أحمد بن حنبل ذلك بالقول،إن “شهادة الرجل تعدل شهادة امرأتين فيما هو أكثر خبرة فيه، وأن شهادة المرأة تعدل شهادة رجلين فيما هي أكثر خبرة فيه من الرجل” .
والآية الكريمة تتحدث عن الإشهاد وليس عن الشهادة، بمعنى أن الآية الكريمة موجهة لصاحب الحق في الدَّيْن لتوثيق وضمان حقه، وليست إلى القاضى الحاكم فى النزاع بين الدائن والمدين .
وجمهور العلماء قد قصروا ما يقبل فيه شهادة رجل وامرأتين على الشؤون المالية إلا أن هناك أمورا تقبل فيها شهادة النساء منفردات من دون الرجال كقضايا الولادة والرضاع والبكارة والعدة والحيض والسقط ونحوها من الأمور التي لايطلع عليها غير النساء ، كما أن هناك أمورا لاتقبل فيها شهادة النساء كالحدود والقصاص في القتل والحرابة والزنا والسرقة وما شاكل .
وحسبي قبل الختام أن أنقل جانبا مما قالته المستشرقة الايطالية المنصفة لورا فيشيا فاغليري، عن الاسلام وهي التي درست اللغة العربية وآدابها، وعملت أستاذاً للغة العربية وتاريخ الحضارة الإسلامية في جامعة نابولي ولها العديد من المؤلفات التي تعد من أكثر الكتب الاستشراقية إنصافاً للإسلام ، وأبرزها (محاسن الإسلام ) و( دفاع عن الإسلام) ،و(قواعد العربية) بجزأين .
تقول فاغليري ( لقد ظهرت بفضل الإسلام عاطفة جديدة هي عاطفة الأخوة بين أناس تشدّ بعضهم إلى بعض مُثُلٌ عُليا مشتركة من الأخلاق والدين…في الاسلام واجتنابًا للإغراء بسوء السلوك ودفعًا لنتائجه، يتعين على المرأة المسلمة أن تتخذ حجابًا، وليس هذا ناشئًا عن قلة احترام للنساء، أو ابتغاء كبت إرادتهن، ولكن لحمايتهن من شهوات الرجال ) .أودعناكم أغاتي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى