تأثير ألعاب الانتحار على الانترنت
فهذه “جماعة القربان” أو “العلاهية” الباطنية المنحرفة التي تنتشر في عدد من محافظات وسط وجنوبي العراق لتواصل التضحية بإتباعها وذلك عن طريق الانتحار بالقرعة فعلى من تقع عليه القرعة أن ينتحر شنقا حتى الموت ليقدم نفسه قربانا بشريا لإمامه الذي يعتقد بألوهيته،ولا يساورني شك بأن هذه الحركة الباطنية الضالة المضلة ستختار إن عاجلا أو آجلا وعن طريق القرعة أناسا لا على التعيين من خارج الجماعة لتقدمهم قرابين بشرية وعلى الجهات المعنية التحرك الفوري للقضاء التام على هذه الجماعة وأشباهها ونظائرها واجتثاث شأفتها قبل استفحالها أكثر في زمن الجهل والتخلف والفضاء السيبراني الفاضح والمفضوح الذي نعيشه حاليا !
وبنظرة فاحصة يتضح لنا جليا مدى الترابط الوثيق بين الحركات واﻷفكار الهدامة والثقافات الوافدة – عولميا – وبين انتشار كوارث الانتحار والقتل في العراق و العالم، ولعل من أبرز الحركات المسممة للعقول هي حركة” الرائيلية” أو ما يعرف بديانة الكائنات الفضائية التي أسسها الصحفي الفرنسي كلود فوريلون ، في باريس عام 1974 وتدعو الى الإباحية والمخدرات والانتحار، كذلك حركة “هاري كريشنا ” التي أسسها الهندي إيه سي سوامي، عام 1965 في مدينة نيويورك، وحركة “عبدة الشيطان ” التي أسسها انطون سزاندور لافي ،عام 1966 في سان فرانسيسكو وهو القائل عن عيد الهالوين ” أنا سعيد بأن يسمح المسيحيون لأولادهم بعبادة الشّيطان ولو لليلة واحدة في السّنة ..أهلًا بكم في هالووين!!”، علاوة على موجة” الايمو ” التي ظهرت أول مرة في الثمانينيات من القرن الماضي في أوروبا وأميركا بالتزامن مع موسيقى الروك والهافي ميتال الصاخبتين ويتميز أصحابها بلباسهم الغريب وقصات الشعر الأغرب وكثرة الزينة والتاتو والبيرسينغ كما يكثر بينهم الشذوذ والمخدرات والاكتئاب والانتحار ، ومثلهم جماعة ” الجوثيك” وهي حركة عالمية قديمة أعيد احياؤها في أوروبا وأميركا تميل الى الالحاد وعبادة الشيطان وتقديسه، وهناك حركة السيَنتولوجيا أو العِلمولوجيا التي أسسها الكاتب الأميركي رون هوبارد، عام 1952 وافتتحت لها كنيسة تحمل الاسم ذاته وتضم جمعا من المشاهير والاثرياء وأبرزهم جون ترافولتا وتوم كروز ، الطريف أن هذه الحركة الباطنية قد بدأت برهان بين مؤسسها وشخص آخر حين تحدى الاول بقدرته على ” تكوين ثروة ضخمة قدرها مليون دولار بداية عن طريق إنشاء دين جديد” فكانت الخطوة الأولى في طريق الألف ميل لتبدأ بعدها الفضائح وأبرزها الابتزاز وجني الأموال الحرام واستغلال اﻷعضاء بطرق غير مشروعة، وهناك ايضا حركة (بوابة السماء ) التي اسسها الكاهن مارشال هوايت ، مدعيا بأنه من سلالة النبي عيسي عليه السلام قبل ان تنتهي الجماعة المنحرفة بعملية انتحار جماعي بولاية كاليفورنيا عن طريق احتساء السم والخنق بالاكياس البلاستيكية أملا بالوصول الى الجنة عبر المركبات الفضائية ” تماما كما يعتقد دجالو ومشعوذو جماعة القربان العلاهية العراقية “، كذلك الحال مع طائفة “معبد الشعب ” التي أسسها الراهب “جيم جونز” والتي انتهت بالانتحار الجماعي لـ 918 شخصا من اتباعها بينهم عدد كبير من النساء والأطفال عن طريق تناول السم المذاب بالعصير عام 1978 في مدينة جونز تاون الاميركية ، اضافة الى حركة ” معبد الشمس ” التي أسست على يد “جوزيف دى مامبورو” عام 1984 في سويسرا وكندا والتي لم تبتعد عن سابقاتها حيث انتهت بإنتحار جماعي بعد حرق المنازل الخاصة ﻷتباعها وذلك بإحتساء السم والشنق والرصاص بحثا عن الخلود على مرحلتين منتصف تسعينات القرن الماضي ،ولن اخوض ها هنا بـ”البابية”التي تأسست على يد علي الشيرازي ،في ايران عام 1844 وﻻ في “البهائية” التي تأسست على يد حسين علي النوري ، الملقب بـ ” بهاء الله” في بغداد عام 1863 ولها معابد في عدة دول اضافة الى الكيان الصهيوني ، ولا في “القاديانية” أو اﻷحمدية التي أسسها ميرزا غلام أحمد، في الهند عام 1889 مدعيا بأنه المسيح الموعود والمخلص لأستفيض بالحديث عنها جميعا في مقال خاص لاحق.
وألفت الى أن هناك من المراهقين والشباب من يقدم على جريمة الانتحار بتأثير مواقع الكترونية على الديب ويب ، والدارك ويب معظمها تحرض على الانتحار بل وتدعو الى تصويرها وبثها مباشرة الى المشاهدين، فيما يجنح بعضهم الى الانتحار بتأثير ألعاب الكترونية مرعبة يتابعها المراهقون وأخطرها لعبة تحدي تشارلي ، الحوت الازرق ، مريم ، بوكيمون جو،جنية النار،اضافة الى المسلسل الأميركي المثير للجدل “13 ريزنز واي” و” تحدي مومو ” ، و” دوكي دوكي ” وغيرها وﻻ يفوتني الإشارة الى أن معظم هؤلاء المراهقين والسذج يعانون من فقدان الحنان والتفكك الأسري وأصدقاء السوء وبعضهم عادة ما يلوحون بالانتحار لجلب الانتباه واستثارة العواطف التي يفتقرون اليها وهم غير جادين للقيام به حيث يتم انقاذهم في اللحظات الأخيرة بعد حصولهم على الاهتمام المطلوب أو المفقود الذي يستجدونه انتحارا في حقيقة الأمر !
مخاطر الانترنت على الأطفال والمراهقين
مؤكد أن لكل تقنية فوائدها ومضارها ولاشك أن الاستخدام الطويل والسيء لمواقع التواصل على إختلاف أنواعها ولاسيما من قبل الأطفال والمراهقين قد أفرزت لنا العديد من المشاكل النفسية والمجتمعية المعقدة التي تتراوح بين الإدمان والانطوائية والإرهاق والقلق والابتزاز والانتحار اضافة الى عشرات الظواهر المستهجنة الأخرى التي لم تكن معروفة سابقا وبالأخص في مجتمعاتنا المحافظة .
(أحبك أمي ومن فضلك لا تنشري أي صور لي في جنازتي) عبارة موجعة كتبتها المراهقة (روزالي) بعد التنمر عليها ووصفها بـ “القبيحة” في أحد مواقع التواصل قبل أن تنهي حياتها انتحارا بحسب صحيفة nbcnews وذلك في واقعة تلخص الأثر السيء للتنمر الإلكتروني من جهة ، والاستخدام الأسوأ لمواقع التواصل من جهة أخرى حيث يعاني 1 من كل 5 مراهقين ممن شملتهم دراسة أجرتها مؤسسة “ستيم 4” للصحة العقلية للشباب من مشاكل نفسية بسبب الانترنيت فيما يعاني 14٪ من صعوبات في الأكل ليختار نصف المشاركين العزلة الطوعية وعدم الاختلاط بوجود مخاوف تتزايد باطراد من الإفراط باستخدام شبكات التواصل وبما يقود إلى المواد الإباحية والمقامرة والانغماس المفرط في الألعاب وتدهور الصحة النفسية وتفتيت الأسر وفقا للبي بي سي .
وبحسب موقع (Internet safety ) فإن من نتائج الرسائل النصية الخبيثة والتحرش الالكتروني ونشر المعلومات الشخصية والرسائل المخادعة والابتزاز، هي تربع القلق والاضطراب النفسي والاكتئاب والانتحار والعزلة وخطر الإدمان على قائمة التأثيرات السلبية ، فيما أجرى باحثون من جامعات أكسفورد وسوانسي وبرمنغهام دراسات حول تأثير(التنمر الالكتروني) شملت الآلاف من الشباب في 30 دولة خلصت الى حتمية تضمين (منع التنمر)على شبكة الإنترنت ودعم الضحايا نفسيا بحسب البروفيسور(آن جون)،ومن عادة الأصدقاء أن يمزحوا مع بعضهم عبر الإنترنت من دون القدرة على التمييز بين من يمزح ببراءة وبين من يسعى إلى التسبب بالأذى ما يترك آثارا نفسية سيئة بحسب منظمة اليونيسف.