تأبينيه الراحل المجاهد السياسي بن خليفة الحاج خليفة بمتليلي الشعانبة قلعة الثوار

متليلي الشعانبة قلعة الثوار الأشاوس من متحف المجاهد تقيم يوم تأبيني لفقيدها البطل الرمز الرجل الأنموذج رحمه الله.

ومن قاعة المؤتمرات بالمتحف الولائي للمجاهد وحضور السلطات الملحية والولاية المدنية والأمنية يتقدمهم السيد والي ولاية غرداية وثلة المنتخلين للبرلمان بغفتيه السابقين والحالين وبحضور السيدر بن بيتور أحمد رئيس الحكومة السباق وباقي الإطارات والمسؤولين والشخصيات ومن تنشيط الإعلامي القدير الصحفي الإذاعي الأستاذ أولاد الطيب الطيب، أفتتحت تأبينيه الراحل بتلاوة عطرة لفاتحة الكتاب, ثم الوقوف للنشيد الوطني, بكلمة ترحيبية للأستاذ معطالله مناع بن الحاج الشيخ، مدير متحف المجاهد لولاية غرداية، مرحبا بجمع الحضور والتذكير ببرنامج اليوم الحافل ثم دعاء لفضيلة الشيخ الحاج معطالله بوقلمونة بن الحاج محمد زعليق, زميل سابق للفقيد الحاج خليفة نائب بالمجلس الشعبي البلدي بمتليلي سنوات السبعينات, ترحما على الفقيد وعلى جميع موتانا رحمهم الله.

تقديم شريط تسجيل شهادة الحية بمتحف المجاهد قيد حياته عن مجريات حرب التحرير ومشاركة متليلي والمنطقة عامة فيها وما جرى فيها من أحداث وغيرها.

كلمة فضيلة الشيخ الدكتور بن قومار الحاج لخضر أستاذ بجامعة غرداية ورئيس المجلس العلمي بمديري الشؤون الدينية بولاية غرداية. والتي جاء فيها ان مثل هاته المواقف والتباينيات من صميم القلب والفؤاد من ديننا الحنيف والتي تذكرنا بمأثر الرجال ومناقبهم وتراجم سيرهم, وأن مشاركتهم الثورية في الجهاد إبان حرب التحرير الوطنية شرف وجب علينا تحيتهم والترحم عليهم وذكر محاسنهم. فهم أبطال من باب الوفاء والعرفان بالجميل تسجيل أعمالهم عرفان نظير ما قدموه من مجهودات ثمينة.

كلمة ممثل المنتخبين الأستاذ بوخاري أحمد رئيس المجلس الشعبي الولائي بغرداية سابق. نيابة عن الأمين العام لحزب التحرير الوطني. تطرق فيها لمأثر الرجل وسيرته وخصاله الحميدة من حيث الجهاد والمهنية والحزبية وغيره, والذي بقي وفيا لمبادئه, بطل سجل إسمه في سجلات الخلود, رجل فذ مناضل مخلص, وخلاصة القول أن مسيرة الحاج خليفة بن خليفة ليست بحاجة للتعريف بها ولا الحديث عنها لآن تاريخه الحافل كفيل بسردها والحديث عنها هو ورفاقه الأكرمين في الجهاد من أبناء الشعانبة الذين تسكنهم البطولة, فذلك هو تاريخهم الطي يشهد لهم بمشاركتهم في الثورات الشعبية لغاية ثورة التحرير الوطنية ونيل الإستقلال. مع تجديد خالص التعازي وأصدق المواساة

كلمة الأستاذ علي طرباقو نائب رئيس المجلس الشعبي الوطني , منتخب سابق رئيس بلدية متليلي و عضو لجنة الإعلام بالمجلس الشعبي الولائي بغرداية. شهادة في حق الرجل من خلال معاصرته له وشهادته الحية نظير مجهوداه المبذولة التي قدمها للمدينة وللمنطقة عامة. لاسيما فترة رئاسته لبلدية متليلي وفي ختام مساره توليه لأمانة قسمة المجاهدين و رعايته لفئة المجاهدين. شهادة اعتراف بان الرجل كان مدرسة يتغلب على الصعاب و المشاكل التي كانت تعترض اثماء فترة عمله و كيفية السيطرة عليها و الخروج منها و التي كانت نهج يتبع لفئة الشباب المتعاقب على سلم السلطة و ترأس البلدية و كيفية إدارتها للتوفيق والنجاح في خدمة المنطقة.

كلمة السيد بوعامر إبراهيم, رئيس بلدية متليلي الحالي ومدير سابق للقطاع الصحي في بداية عهدته شهر أفريل سنة 1981 وزميل عمله كمقتصد للقطاع الصحي. وتقاسم المسؤولية معه وقتها لسنوات طوال فكان نعم الرجل في حسن التسيير والإنضباط والتعامل مع الجميع بخصال حميدة.

كلمة أسرة الصحة بمتليلي. تفضل بقرأتها الأستاذ مباركي حسين أحد إطارات القطاع الصحي بمؤسستيه منذ عقود خلت مساهما منشطا ومكونا والذي أشاد بخصال الرجال وبصماته المنقوشة في أذهان الجميع كبير وصغير منها أن الفقيد الحاج خليفة رحمه كان أبا ومعلوما ومكونا ونصاحا مرشدا للجميع بدون إستثناء وأن كل عمال المستشفى بمتليلي بعتبرون أنفسهم أبناؤه.

وتقدم عن الأسرة الطيبة الدكتور سنقاري الحاج أحمد, أحد أبرز الإطارات الطبية المكونة والمؤطرة للمنظومة الصحية الطبية بمتليلي وبالمنطقة ونشطاء الحملات التحسيسية التربوية الطبيبة بالمؤسسات المسجدية مذكرا بخصال الرجل ومآثره طوال حياته المهنية وفترة العمل التي جمعتهم مع بعض في مشوار المسؤولية المشركة الصحية الإدارية الإقتصادية للمستشفى بثمانيات القرن الماضي.

من لا يشكر الناس لا يشكر الله:

من خلال مداخلات الجميع و التي أشادت جميعها بخصال الفقيد الحميدة وسيرته الحسنة ومناقب مآثره و بصامته المنقوشة من خلال عمله و جميل صنعيه لمدينته متليلي الشعانبة هو توسطه لدى وزير الصحة يومها طلب فتح مركز تكوين شبه طبي للفتيات كون ان المنطقة محافظة وملتزمة لاتسمح بتنقل البنات بالدراسة بعيدا خارج متليلي و لكون ان المدينة بل المنطقة جميعها بحاجة إلى عنصر نسوي فعال كمرضات لتولي شؤون النساء والمرأة المريضة عند الحاجة وهو ما تم قبوله وتم الموافقة عليه بفتح قسمين للتكون الشبه الطبي سنة 1982 قسم للذكور وقسم للبنات في عهد المدير السابق الأستاذ بواعمر الحاج إبراهيم, بإشراف وتدريس كل من الطبيب عشاط حمزة والأستاذ كيوص سعيد والمؤطر الطبي كل من زيطوط معمر والفقيد لخضر ساكري رحمه الله وغيرهم ممن نسيناهم دون قصد. والحمد تخرج منه عشرات الممرضين والممرضات وأعوان الشبه الطبي سنوات الثمانيات القرن الماضي مما أعطى مكانة جيدة وسمعة طيبة لمستشفى متليلي الشعانبة بتلاحم الجهود وتظافرها من الجميع دون إستثناء وبدون كلل ولا ملل.

دون أن ننسى سعيه للحصول على رخصة إستثنائية لإعفاء من المستوى الدراسي المطلوب يومها مستوى الثالثة ثانوي في تكوين القابلات إلى مستوى الأولى ثانوي وهو ما تمت الموافقة عليه بحمد الله وتوفيقه و تم قبول طالبتين من صف السنة الأولى ثانوي من ثانوية الشهيد بن بين بيتور الحاج علال للتكوين كقبلات في قسم التوليد بمركز التكوين بورقلة. كون أن المدينة ومستشفى متليلي لا يملك يومها سوى قابلتين منذ بداية السبعينات محولتين من مستشفى غرداية لمتليلي مطلع فتحه شهر أفريل 1981. وبذلك أكتملت خريطة الأسرة الطبية والشبه الطبية المختصة برمتها.

تاريخ فرنسا المستدمرة في الجزائر هو تاريخ أسود:

الإحتلال الفرنسي للجزائر
(05 جويلية 1830 – 05 جويلية 1962م) رغم السياسة الفرنسية الوحشية اتجاه الشعب الجزائري واتجاه الرّجال من المقاومين والمجاهدين إلاّ أنّ أبناء الجزائر رفضوا الخضوع والاستسلام ورفعوا راية الجهاد عالية كلما أتيحت لهم الفرصة

تفتخر مدينة متليلي الشعانبة بأن أبناءها قد ساهموا وشاركوا في عديد المقاومات الشعبية، والبطولات منها على سبيل المثال مقاومة الشيخ بوعمامة أولاد سيد الشيخ. مقاومة العامري ببسكري ومشاركة الشعانبة بها. وفي نضال الحركة الوطنية السياسية، وأنخرطوا بقوة في الثورة التحريرية المباركة كما توزعوا في مختلف ربوع الوطن للجهاد، كالأوراس، العاصمة، ووهران والبيض، و ورقلة، ومدن الجنوب والحدود لأنّهم كانوا يرون في الجزائر كلها بلدهم، ووحدة الوطن خط أحمر، وليس بلدهم فقط هو حدود المدينة أو القبيلة أو العائلة.

لهذا يزخر السجل الذهبي لشهداء الثورة التحريرية بولاية غرداية والذي صدر بمناسبة الذكرى 50 لإندلاع الثورة التحريرية الجزائرية بأسماء شهداء أبناء مدينة متليلي الشعانبة، فتجد مثلا:
الشهيد الحاج علال بن بيتور الذي إنتقمت فرنسا منه ورمته من الطائرة في ضواحي بشار
الشهيد محمد رسوي (النيمص) الذي نفذت فيه حكم الاعدام (قيل بالمقصلة، وقيل بالرصاص بوهران)
الشهيد سليمان بلمختار آخر من نفذ فيه حكم الإعدام بالعاصمة يوم 01 ديسمبر 1960
لإضافة إلى شهيدات خنساوات منهن المجاهدة حدّة بن عمران. والشهيدة عائشة نواصر والشهيدة قريدة فاطنة وغيرهن رحمهن الله.

ومن بينة هؤلاء الرجال الأبطال الأشاوس المجاهدين الحقيقيين الطي لهم بصمة منقوشة فردية وعائلية أهلا أصلا ونسبا سواء من ذويه لأبيه أو لأمه وأخواله من عائلة بلعمش وأصهارهم وغيرهم.

الرجل الصنديد الفارس الذي لا يكل ولا يمل. الرجل ذو السجل الحافل الذي يندثر ولا يفنى كلما طلعت شمس وغربت وكلما تعاقبت الأجيال إنه الأب و العم و الأخ و المربي و المكون و السياسي المناضل والمجاهد الثائر السجين المسؤول بن خليفة الحاج خليفة رحمه الله.

نسبه ومولد:

هو المجاهد الحاج خليفة بن خليفة، من مواليد مدينة متليلي الشعانبة بصحراء الشبكة خلال سنة 1929م. إبن الحاج قدور بن خليفة بن الحاج محمد بن لخضر ولأمه الحاجة عائشة بلعمش. ترعرع بين أحضان أسرة عريقة ذات حسب ونسب منذ قرون خلت. تشبع بأصول مبادئ الوطنية والقيم والنخوة والتشبث بتعاليم ديننا الإسلامي القويم وعلى الجود والكرم والإيثار والحلم.
تعليمه ودراسته:

زوال تعليمه بكتاب بمتليلي وتعليمه النظامي بمدرسة الرسمية الزقاق الغربي وسط مدينة غرداية لتعلم مبادي اللغة الفرنسية, رافق فيها أخيه الأكبر الشهيد محمد. درس عند الإمام الشيخ محمد الأخصر الفيلالي عضو جمعية العلماء المسلمين و الموفد لغرداية لتولي شؤون قطاع التربية و التعليم و التوعية و التحسيس وغنتقاء كوكبة الطلبة الموفديم لجامعة الزينونة لإتمام درايتهم العليا بومها, نهل من نبع علومه ما تسير وما ينفعه ويؤهله للحياة. كان والده الحاج قدور تاجر ذا همة ووقار من أهل الجود والكرم من أوائل من ملك شاحنة بالجنوب الكبير.

وبتاريخ سنة 1945 بشراء والده الحاج قدور سيارة جديدة من وهران يقودها الفقيد قربوز أحمد بن أمحمد, وأثناء عودتهم عائدون إلى متليلي الشعانبة تعرضوا لحادث مرور مميت بمدينة بضواحي عين الذهب ولاية تيارت توفي والده الحاج قدور رفقة السائق ونج الطفل خليفة بأعجوبة وهو إبن 16 عاما, يصاب بكسور متعددة وجروح, تتلقى الإسعافات الأولية من طرف البو الرحل بالمنطقة ليحول بعد ذلك لتلقي العلاج في مستشفى تيارت, وبإستفاقة وعودته للحياة يعلم بوفاة والده و رفيقه السائق. وبفضل الله وتكافل العائلة الكبيرة هون عليه شيء من المصائب, تعلم مبادئ التجارة ليخرج من محنة أحزانه ويخوض معترك الحياة كبقية شباب عصره وألتحق بمهنة التجارة ويخرج في هذا الاطار إلى مدينة عين صالح تيديكلت -تمنراست الهقار ثم النيجر بأفريقيا لمساعدة أبناء عمومته في مدينة طاوة و زندر في النيجر بعد ما هبت مجموعة من أبناء الشعانبة بها للكسب بعدما سدت فرنسا طرق العيش عليهم, وسارعوا ليتزندروا من خيرات إفريقيا وطرق الحرير التي فحت فجأت وقتها.

إستغرق مدة في تجارة إبن عمه الحاج بحوص بن خليفة بتمنراست ورجع بعدها إلى مسقط رأسه بمتليلي
وعند إنفجار ثورة التحرير بمتليلي وضاقت بها الحياة وظروف سبل العيش بها إنتقل بصحبة أخيه الشهيد بن خليفة محمد, إلى مدينة المنيعة للعمل في التجارة بمقربة من الشهيد بن بيتور الحاج عبد علال و بوعمامة أولاد العربي.

ألقي عليه القبض رفقة أخويه بن خليفة عزوز و عبد القادر وسجن كما هو مدون في مذكرة الوزير السابق للمجاهدين محمد جغابة. ورغم ما لقيه و تعرض له لأشد أنواع العذاب في السجون وما لقيه من تنكيل, إلآ إنه بقي صبورا متحملا ليفوه بكلمة ولا إعتراض, وما زاده صلابة وقوة وتحمل إيمانه بالله و بوطنيته ومبادئه الثورية التي تحلى بها بكل ثقة ويقين.

تمرض شريكة حياته زوجته وهو بالسجن دون علمه وتفارق الحياة ولايعلم بوفاتها إلى بعد خروجه من السجن أن أصيب بصدمة قوية زادته إيمانا بالله. مما أهله ذلك لإحتضان العمل الثوري بكل عزيمة و إصرار, وخدمة وفود المجاهدين التي توفد إليه ليلا للمبيت والإطعام سواء في بيته أو بالجنان, وإستقبال مجموعات متعددة من المجاهدين. خاصة أن أخاه الشهيد محمد (عبدالحليم) الذي لقي ربه في ميدان الشرف شهر جانفي 1961 بنواحي البيض، كان نشاطه مكثف مع المجاهدين وهذا ما هو مذكور في المذكرات وكتب التاريخية, عمل يؤكده الباحثون والأكاديميين فيما بعد ذلك

تمرده صد المستعمر الفرنسي:

بداية حسه الوطني وبلوغه الشباني كان من رفصه للإستعمار الفرنسي تمرده بداية الأربعينات القرن الماضي 1940 كبقية إخوانه الجزائرين بجهة الهقار بتمنراست. حركة غرست في روحه التمرد على خطى ذويه منهم احد أخواله الفقيد بلعمش عبدالله كما جاء في كلمه الأستاذ عبد الحيمد مسعود بن ولهة بن الحاج عبدالله , باحث في تاريخ المنطقة الثوري و الجهادي صاحب عديد المؤلفات بتاريخ المنطقة.

نضاله السياسي:

إنخرط في النضال السياسي عام 1949م عند مجالسته لأعضاء حركة الإنتصار للحريات الديمقراطية، وحسب شهادته فقد كان للمجاهد الحاج مسعود بن ولهة دور كبير في ذلك، وأيضا ابنه المجاهد عبد الله بن ولهة رحمة الله عليهما وغيرهما من خلال بعض اللقاءات السرية التي كانت تعقد.

انضمامه في صفوف حركة إنتصار الحريات بداية الخمسينات 1950. على يد المناضل الفقيد بن ولهة الحاج مسعود وأتخرط في أحد خلاياها بالمنطقة سنة 1953.

بعد عودته من رحلته التجارية شهر نوفمبر سنة 1955 من النيجر, أستقر للعمل في التجارة بالمنيعة رفقة أخيه الشهيد انضم إلى أول خلية ثورية تأسست بالمنيعة بمنزل الحاج علال بن بيتور. حيث تكونت خلية للفداء برئاسة إبراهيم صافة.

منذ اندلاع الثورة التحريرية في الفاتح نوفمبر 1954 وحسّه الوطني ومتابعته لأخبارها لم ينقطع، خاصة وأن له إحتكاكه الكبير مع مجاهديها وقادتها، وكان يقوم بالدعاية ويتطلع لأخبار العالم العربي عموما من خلال جريدة المصور المصرية على سبيل المثال لا الحصر.

إنضمامه لثورة التحرير:

في عام 1955 انتقل للمنيعة مع أخيه الشهيد محمّد، وهناك كان له احتكاك مع قادة الثورة خاصة من أبناء مدينته، منهم: الحاج علال بن بيتور، وبوعمامة بوخشبة، وبلقاسم بلغيث…وبدأ نشاطه الأول مع مجاهدي الولاية الخامسة.
وعندما وصلت مجموعة الولاية الأولى بقيادة المجاهد محمد جغابة ومزيان صندل، ورابح عصمان، بلقاسم سعودي، إبراهيم حليلو… إنخرط في الثورة التحريرية رسميا عام 1956.

إعتقاله وسجنه:

ونظرا لنشاطه الثوري فقد إعتقلته القوات الفرنسية وزجت به في سجونها، وعذبته،. ألقي عليه القبض في أواخر سبتمبر 1957 رفقة العديد من المجاهدين برئاسة المجاهد علال بن بيتور, سجن المنيعة 1957, ثم نقل لسجن مسعد بولاية الجلفة في أكتوبر1957 ثم سجن المنيعة في مارس 1958. ثم نقلته سلطات الإحتلال خلال شهر أوت سنة 1958 لبرج زرارة بالصحراء, ثم سجن في غرداية و الأغواط, ومن الأماكن التي تمت زيارتها وتسجيل حية عنها من قبل متحف المجاهد مكان سجنه بمركز برج زرارة بالمنيعة أوت 1958رفقة المجاهد الحاج محمّد أولاد سيد عمر.

حياته المهنية والعملية:

كلف فجر الإستقلال بتسيير القطاع الصحي بمتليلي, مستعدا في كل ما يخدم المصلحة العامة للبلاد والعباد.

تنقله في إطاره بعمله كمسؤول نائب ببلدية متليلي بكل وسيلة من وسائله الخاصة متنقلا من متليلي إلى ولاية ورقلة ثم إلى ولاية الأغواط بحكم الإنتماء الإداري وقتها بالستينات والسبعينات.

تسيره كرئيس بلدية متليلي الشعانبة البلدية الأم, لكل من سبسب -المنصورة- حاسي لفحل و زلفانة, ناهيك عن باقي المناطق الصحراوية الرعوية للبدو الرحل بضواحي شبكة الصحراء.

حياته مختصرة بعد إسترجاع السيادة الوطنية 05 جويلية 1962م
عين بعد الإستقلال في مكتب جبهة التحرير الوطني بمتليلي الشعانبة
1965 عين في مندوبية بلدية متليلي الشعانبة
1967 نائب أول في بلدية متليلي الشعانبة
1971 نائب أول في بلدية متليلي
(1975 – 1979) رئيس بلدية متليلي الشعانبة
1980 الرجوع القطاع الصحي بمتليلي
(1982-1987) عضو في المجلس الشعبي الوطني
عضو لجنة الانتخابات الرئاسية و أمين قسمة المجاهدين بمتليلي إلى غاية سنة 2012.

تكريمات و أوسمة وشهادات:

حاز الفقيد الحاج خليفة رحمه على عديد الشهادات والأوسمة منها على سبيل المثال وسام المقاوم من خلال عدبد التكريمات التي حضي بها خلال نهاية مساره المهني و السياسي و الثوري اخرها تكرميه بمناسبة يوم ذكرى 11 ديسمبر 1960 لسنة 2020 من طرف قمة المجاهدين بمتليلي.

تأطير وأشراف:

ثم تأطير تأبينية الفقيد بن خليفة الحاج خليفة بأشراف أفراد عائلته وذويه و كل من ألأستاذ معذالله مناع بن الحاج الشيخ والمنشط الإعلامي أولاد الطيب الطيب ومداخلة ثلة من الأساتذة والدكاترة والمشايخ و بحضور جمع غفير من كل البلديات والمناطق والذين ذكروا بجهاد الرجل وخصاله الطيبة إبان فترة الثورة التحريرية وبعد الإستقلال. وهي الكلمات التي إتفقت جميعها على الاشادة بوطنية الرجل وإخلاصه ونزاهته.

من قاعة المؤتمرات بالمتحف الولائي للمجاهد بمتليلي الشعانبة ولاية غرداية عن أ.د. بن قومار الحاج لخضر. أستاذ الشريعة بجامعة غرداية عضو المجلس العلمي بمديرية الشؤون الدينية بولاية غرداية وأ.د/عبد الجليل ملاخ بن عبد القادر. أستاذ التاريخ بجامعة غرداية، ورئيس المجلس العلمي والتقني للمتحف.

ختام الكلمة:

كان لوفاة الفقيد العم الحاج خليفة بن خليفة وقع شديد الأثر على النفس، وعلى جميع أفراد أسرته ومحيطه ومحبيه معاصريه. فقد تملكني حينها شعور غريب هو مزيج بين الحزن ونوع من الأسى، حيث شعرت بخسارته الجسيمة التي لا تعوض بأي ثمن، خاصة بعدي وعجم تمكني من رؤيته خلال فتره مرضه ولا الحضور جنازته و تشييعه. كان رحمه الله متواضعا بسيط عظيما بشموخ كبريائه لم تغيره الدنيا طيلة مشوار حياته رغم نوعية المناصب الراقية السامية والحساسة، ولم يزغ عن أصله ولا عن مبادئه، ولكنه كان متشبع بالإيمان بالله وبقوة الخالق سبحانه وتعالى.

أكتب هاته الكلمات الجد بسيطة في حقه ترحما عليه، وذكر بعض ما كان يتميز به من أعمال وأخلاق ومواقف شريفة، خاصة لما قدمه لي وللمجتمع عامة سرا وخفية.

لقد ودعت مدينة متليلي الشعانبة قلعة الثوار الأشاوس مؤخرا قامة من قاماتها و رمز من رموزها أحد رجالاتها الأجلاء، المخلصين لدينهم ولوطنهم، وفقدت فيه الإبن البار، الأب الحنون، والسند المتين، ومع رحيله, إنطفأت شمع منيرة و مصباح مضيء بكل أركان أرجاء المدينة وعرصة متينة ولكن مشيئة الله أقوى وأكبر فلا إعتراض على حكمه و قضائه وقدره إنا لله وإنا إليه راجعون, لله ما اعكى ولله ما أخذ.

الأستاذ الحاج نورالدين أحمد بامون – عضو المجلس الوطني للمنظمة الوطنية لآبناء المجاهدين, أمين ولائي سابق للدراسات و الأبحاث التاريخية بولاية غرداية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى