أمن وإستراتيجية

حروب المعلومات و المحرر المخفي الشبح

يرى الكثير من المختصين في مجال حروب المعلومات والدعاية والتضليل أن برنامج الـ Chat GPT مناسب بشكل خاص لإجراء هذا النوع من الحملات عبر محاكاة الطريقة التي يكتب بها البشر وتوليد كميات هائلة من الرسائل المختلفة بمهارة.

هذه التكنولوجيا التي يمكن أن تساعد بشكل فعال في نشر المعلومات المضللة لم تعد بحاجة إلى موظفين بشريين وإنما أصبحت تعتد بشكل رئيسي على الآلات لتأليف محتوى متنوع وقابل للتصديق في جميع الأوقات، حيث يمكنك برمجة الملايين من هذه الروبوتات لتبدو وكأنها بشر، وإجراء محادثات مصممة لإقناع الناس بوجهة نظر معينة.

في الواقع، يمكن للروبوت وعبر هذا البرنامج أن يعمل “كمحرر شبح” للحملات الإعلامية الدعائية عن طريق نشر المقالات والمقالات المضادة بالآلاف، وهي تقنية تسعى بشكل حثيث على استخدامها شركات المعلومات العالمية، بحيث يصبح التمييز بين المحتوى الذي تم إنشاؤه بواسطة الروبوت والكتابة التي كتبها الإنسان أكثر تشابها بل أكثر تطابقاً.

في مقابل ذلك يمكن أن يكون البرنامج أداة مهمة وفعالة في كشف التلاعبات وإحباط الحروب الدعائية التضليلية خاصة في المجال العسكري واستخدام نفس الآلية في كشف التلاعبات، كما يمكن أن يساعد في العثور على نقاط الضعف بشكل أسرع خاصة إذا تم استخدام الهاكرز في هذا النوع من الحروب.

وهو ما أقر به بعض الهاكرز الذين اعترفوا مؤخراً أن البرنامج يساعدهم بشكل فعال في اكتشاف بعض العيوب بشكل أسرع، الأمر الذي كان سابقاً يحتاج إلى وقت أطول وأكثر من برنامج وتقنيات متعددة، حيث لم يكن المساعد الافتراضي التقليدي قادراً على العثور بدقة على ثغرة في الكمبيوتر تمت إزالتها مسبقاً، لأنه يتغذى على ما تمت مشاركته معه، ولا يستطيع أن يطور طرق البحث لديه ويكتشف الثغرات الأمنية التي لم يكتشفها الإنسان.

وفي هذا الإطار، يعتبر التقنيون أن البرنامج فعال جداً في كشف إنشاء رسائل البريد الإلكتروني المخادعة أو الروابط الخبيثة أو الأشكال الأخرى من هجمات الهندسة الاجتماعية، خاصة رسائل البريد الإلكتروني التي تبدو أنها تأتي من مصدر شرعي، مثل بنك أو وكالة حكومية، وخداع المستلمين لتقديم معلومات حساسة أو النقر فوق ارتباط ضار، وكذا تحديد واستخراج المعلومات ذات الصلة بالأمن السيبراني، كمثل محاولات التصيد الاحتيالي والهجوم إلكتروني

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى