بوريس جونسن يحقق نجاحا واضحا في مهمته
عبدالله عطية شناوة
كاتب صحفي وإذاعي
بإبرامها معاهدة الدفاع المتبادل مع بريطانيا، أنهت السويد رسميا سياسة الحياد والنأي عن الأحلاف العسكرية التي التزمتها لأكثر من 200 عام. المقلق غاية القلق أن هذا التحول يتزامن مع النزاع العسكري المدمر بين روسيا وبلدان الناتو بقيادة الولايات المتحدة وتابعها الأمين بريطانيا، على أرض أوكرانيا، هذا النزاع الذي يهدد بالتحول الى حرب عالمية، تحمل في طياتها خطر الأنزلاق الى الخيار النووي.
وتمنح المعاهدة للأطراف السويدية المتحمسة للإنضمام الى حلف الناتو، أمكانية القول أن لا داع للقلق على مصير السويد في الفترة الفاصلة بين تقدمها بطلب العصوية وقبولها عضوا رسميا، وأن بريطانيا ، ستضمن الدفاع عنها. وبريطانيا ذاتها ثاني أعضاء الناتو أهمية ومشاركتها في أي نزاع يوجب تدخل أعضاء الحلف الآخرين، الى جانبها، وبالنتيجة الى جانب السويد.
وتشير كل المعطيات أن الأحزاب السياسية ستهمل العودة الى الشعب السويدي في تقرير أمر التخلي عن سياسة النأي عن الأحلاف العسكرية، ولن تجري أي أستفتاء شعبي حول الموضوع، في خرق آخر لعرف شبه ثابت في الحياة السياسية والأجتماعية السويدية، يعود فيه السياسيون، على المستويين الوطني والمحلي في أيه قرارات هامة تؤثر في حياة الناس، أو يتم فيها التخلي عن ثوابت سياسية أو أقتصادية. فالسويد لم تغير ـ على سبيل المثال ـ قواعد السير في طرقاتها من المسار الأيسر، على الطريقة البريطانية، إلى المسار الأيمن، على الطريقة الأمريكية، إلا بعد أستفتاء شعبي، ولم تنضم إلى الآتحاد الأوربي إلا بعد استفتاء مماثل، وها هم سياسيو اليوم يقودون البلاد إلى مسار أمني يهدد مستقبل البلاد دون استفتاء.
ويبدو أن الولايات المتحدة التي شجعت بريطانيا على الأنسحاب من الأتحاد الأوربي، قد أوكلت الى بوريس جونسون الذي نجح في أتمام انسلاخ لندن عن الأتحاد، أوكلت إليه ـ عبر صفقات مثل صفقة اليوم مع السويد، مهمة تحويل الأتحاد من مشروع قطب عالمي، إقتصاديا وسياسيا، الى مجرد هامش من هوامش حلف الناتو، يتحكم به البيت الأبيض، كتابع يستخدم في عملية الصراع دفاعا عن أحادية القطب ضد روسيا والصين.
وواضح أن جونسون يحقق نجاحا لاشك فيه في هذه المهمة غير المجيدة.