اليوم الوطني للإمام: عرفان بدور الأئمة في تدعيم قواعد المرجعية الدينية وتعزيز الهوية الوطنية

يحيي الأئمة, غدا الجمعة, يومهم الوطني المصادف لـ 15 سبتمبر من كل سنة والذي كان قد أقره رئيس الجمهورية, السيد عبد المجيد تبون, تقديرا وعرفانا للدور الذي يضطلع به هذا السلك في تدعيم قواعد المرجعية الدينية وتعزيز الهوية الوطنية.

وتحتضن ولاية غرداية, هذه السنة, الاحتفالات الرسمية لليوم الوطني للإمام المنظم تحت الرعاية السامية لرئيس الجمهورية, تحت شعار: “الإمامة…رسالة وأمانة”.

وكان رئيس الجمهورية قد رسم, منذ سنتين, تاريخ 15 سبتمبر يوما وطنيا للأئمة, تزامنا مع الذكرى السنوية لوفاة الشيخ سيدي محمد بلكبير, تقديرا لمقام الإمام ومكانته ودوره العلمي والثقافي والاجتماعي.

ففي رسالة وجهها للمشاركين في الملتقى الوطني الـ 19 لإحياء ذكرى وفاة هذا العلامة, ثمن الرئيس تبون الدور متعدد الأبعاد المنوط بالأئمة الذين “يساهمون اليوم في تنوير المجتمع تعزيزا لمنهج الوسطية وصونا للهوية الوطنية والدفاع عنها”, بعد أن شاركوا بالأمس في تحرير الوطن من براثن الاستعمار.

وقال رئيس الجمهورية في هذا السياق: “من رحاب المساجد والزوايا, انطلقت قوافل المجاهدين والشهداء, بدءا من الثورات الشعبية المباركة, إلى ثورة نوفمبر الخالدة, كما أفشلت جهود ومساعي سادتنا الأئمة مخططات تمزيق وحدته, بتصديهم للمؤامرات والمكائد”.

وبعد استرجاع السيادة الوطنية, واصل الأئمة في أداء مهامهم, بانتقالهم من معركة التحرير إلى التنوير, من خلال “بسط الوسطية والاعتدال ونبذ المغالاة

والتطرف” و “التفاني في أخلقة الحياة الاجتماعية ونشر الفضيلة ومواجهة المحن الطارئة والمساهمة في إطفاء نيران الفتنة كلما أراد أعداء الوطن إشعال فتيلها”.

كما لفت الرئيس تبون في رسالته إلى أن الإمام يضطلع في الجزائر بأدوار علمية وثقافية واجتماعية, فضلا عن “تجسيده لمعاني المواطنة ومساهماته في التربية والتعليم”, مشيرا إلى ما يقوم به في تنفيذ البرامج الوقائية الرامية إلى الحفاظ على الصحة العمومية.

وبالفعل, لطالما كان الأئمة حاضرون في حملات التوعية بمخاطر الآفات الاجتماعية التي تهدد الشباب خاصة, كان آخرها الحملة الوطنية لمكافحة المخدرات, محذرين في خطبهم من تعاطي هذه السموم والوقوع في شراكها.

وقد لاقى ترسيم هذا اليوم الوطني استحسان الأئمة وأسرة الزوايا والمساجد الذين عبروا عن امتنانهم للرئيس تبون وإشادته بدور الإمام في الحفاظ على مقومات الأمة وتماسك الوطن.

يذكر أن الشيخ سيدي محمد بلكبير الذي يعد من صفوة العلماء والمصلحين, كان متخصصا في المذهب المالكي.

وكان الإمام الراحل قد ولد سنة 1911 بقصر لغمارة ببلدية بودة (ولاية أدرار) أين نشأ وسط أسرة علم ودين.

ساهم العلامة الشيخ سيدي محمد بلكبير في تعليم القرآن الكريم وأصول الفقه لمئات الطلبة الذين قدموا من داخل الوطن وخارجه, كما نال وسام الاستحقاق سنة 1999, ليواصل مسيرته التعليمية إلى أن وافته المنية يوم 15 سبتمبر سنة 2000.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى