مجلة أمريكية.. الولايات المتحدة وفرنسا وإسبانيا واهمون بشأن الصحراء الغربية

مجلة أمريكية: الولايات المتحدة وفرنسا وإسبانيا واهمون بشأن الصحراء الغربية
زكرياء حبيبي
لا تزال ردود الأفعال تتوالى بعد الانقلاب الفرنسي الأخير في قضية الصحراء الغربية. وآخر هذه الردود، تحليل الدكتور جاكوب موندي الذي نشرته المجلة الأمريكية “وورلد بوليتيكس ريفيو”، والذي راح ينتقد فيه المواقف الأخيرة التي تبنتها فرنسا وإسبانيا وقبلهما الولايات المتحدة عبر تغريدة دونالد ترامب الداعمة للاحتلال المغربي للصحراء الغربية، معتبرًا أن هذا الموقف الغربي لا يؤدي سوى إلى تفاقم الوضع ليس فقط في الصحراء الغربية بل في المنطقة بأسرها وفي الساحل أيضًا.
وأضاف الدكتور جاكوب موندي انه “في الوقت نفسه، لا يزال الحق في تقرير المصير لحركة استقلال الصحراء الغربية بموجب القانون الدولي يتم التأكيد عليه في كل منتدى قانوني دولي يطرح فيه رهن الاختبار تقريبًا. ومن أحدث الأمثلة، رأي المحكمة الدولية في يوليو بشأن احتلال إسرائيل للأراضي الفلسط_ينية الذي استشهد برأي المحكمة البارز لعام 1975 حول الصحراء الغربية، الذي صدر قبل أسابيع قليلة من غزو المغرب للإقليم لطرد الإسبان. وكما في الماضي، اعترفت المحكمة بشعب الصحراء الغربية باعتباره القوة السيادية الحقيقية للإقليم، مع الحق الحصري في التخلص من تلك السيادة”.
وتابع يقول: “إذا سعت فرنسا والولايات المتحدة لجعل مجلس الأمن الأممي يتبنى مقترح المغرب للحكم الذاتي كسبيل وحيد للمضي قدمًا، فمن المحتمل أن تثيرا مقاومة من الصين، والأهم من ذلك، من روسيا. فلقد امتنعت موسكو بشكل متزايد عن التصويت على قرارات المجلس بشأن الصحراء الغربية في السنوات الأخيرة، وغالبًا ما تشير إلى الطريقة الأحادية التي تدفع بها الولايات المتحدة، بصفتها “حاملة القلم” في النزاع، القرارات دون الكثير من الممارسات التشاورية والتوافقية التي كانت تُعتمد في تصويتات المجلس على الصحراء الغربية. لكن هذه المرة، قد تهدد روسيا باستخدام الفيتو ضد أي جهد لتغيير الموقف الرسمي للمجلس”.
وأردف قائلا “ومع وجود الجزائر أيضًا حاليًا في مقعد غير دائم في مجلس الأمن، سيكون من الحكمة التوقع بتمسك الوضع الراهن عندما تعيد أعلى هيئة سياسية في العالم النظر في القضية في أكتوبر. غير أن هذا لن يغير بالضرورة الحسابات التي تحفز حاليًا الولايات المتحدة وفرنسا وإسبانيا في تعاملهم مع القضية. بل يعني أن القليل سيتغير فعليًا على الأرض في الصحراء الغربية”.
واعتبر الدكتور جاكوب موندي، الأستاذ المشارك ورئيس قسم دراسات السلام والنزاع في جامعة كولجيت الأمريكية، أن من غير المرجح أن يغير موقف القوى الغربية أي شيئ في طبيعة النزاع، علما أنه موقف غير قانوني وغير مفيد لجهود الأمم المتحدة ومبعوثها.