المليارديرات الصينيون
عماد عبد اللطيف سالم
في صين الرفيق ماو تسي تونغ سابقاً ، و صين الرفيق دنغ هسياو بنغ لاحِقاً .
وتحت راية المنجل والمطرقة الحمراء ، وحماية الجيش الأحمر ، ورعاية الرفاق في الحزب الشيوعي الصيني، الذين يكتبون الشق الاقتصادي من تقرير مؤتمر الحزب العام (منذ تسعينيات القرن الماضي) بلغة صندوق النقد والبنك الدوليين ، و على نهج تقرير التنمية البشرية HDR الصادر عن البرنامج الانمائي للأمم المتحدة UNDP (و من لا يصدّق ذلك فإنّ عليه أن يقرأ تلك التقارير بنفسه).
الصين هذه .. صين “اقتصاد السوق الاجتماعي” ، الذي أشار اليه السيّد رئيس الوزراء في برنامجه الحكومي*.
الصين هذه .. صين العقيدة الشيوعية المُعلَنة ، التي تُمارِسُ “الرأسماليّة السريّة” ، وتقلبُ من خلالها الموازين التجارية للدول الرأسماليّة المتقدمة رأساً على عقب .
هذه الصين تصنع اثنين في المتوسط من أصحاب المليارات في الأسبوع الواحد خلال عام 2017.
وفي هذه الصين يشهد عدد المليارديرات صافي زيادة من 318 إلى 373 ملياردير ، بثروة مشتركة بلغت 1,12 تريليون دولار (874 مليار جنيه إسترليني).
إن هذه الصين في الوقت الحالي هي الدولة الرائدة التي يقصدها رواد الأعمال لجني الثروات ، وليست صين جمهورية تايوان الوطنية التابعة للإمبريالية الأمريكية ، لصاحبها الرفيق السابق المناضل تشيانغ كاي تشيك.
وعلى مدار العقد الأخير، أنشأ أصحاب المليارات الصينيون عددا من أكبر الشركات وأنجحها في العالم، الأمر الذي أدى إلى رفع مستوى المعيشة وتحسينه في الصين .
إنّ عدد الصينيين الهائل ، والابتكار التكنولوجي ، ونمو معدلات الإنتاج ، إلى جانب الدعم الحكومي ، كل ذلك أتاح فرصا غير مسبوقة للأفراد ، ليس فقط لإنشاء الشركات وإنما لتغيير مستوى المعيشة إلى الأفضل..
وبينما لم يكن هناك سوى 16 مليارديرا في عام 2016، أصبح لدينا الآن صيني واحد من بين كل خمسة مليارديرات حول العالم.
أن 97 في المئة من أصحاب المليارات في الصين هم من العصاميين، ويعمل كثير منهم في مجالات التكنولوجيا والبيع بالتجزئة.
أصحاب المليارات لدينا أيضاً “عصاميّون” .. لا يصنعون ثرواتهم من خلال صفقات الفساد المالي والاداري والسياسي ، بل من خلال “الابتكار التكنولوجي ، ونمو معدلات الإنتاج ، والدعم الحكومي” ، ومن خلال ” إنشاء عددا من أكبر الشركات وأنجحها في العالم” .. وهم أيضاً من يُتيحُ لنا “فرصاً غير مسبوقة ، ليس فقط لإنشاء الشركات ، وإنما لتغيير مستوى المعيشة إلى الأفضل”.
ومن لا يُصدّق ذلك ، ويتّهمُ أصحاب المليارات لدينا بالباطلِ دون دليل ، فإن عليه أن يُمعِنَ النظرَ ملِيّا فيما حوله من بؤسٍ وخراب .. ويُخبرنا كيف أصبح باستطاعتنا ان نصنع سبعة مليارديرات في الأسبوع الواحد .. وكيف أصبح لدينا الآن ملياردير “وطني” واحد ، من بين كل خمسة مليارديرات حول العالم؟