المفاوضات و الدبلوماسية
ناجي سابق
المفاوضات هي حاجة دائمة في حياة البشر لتجنب التصادم مع الآخرين من خلال البحث عن حلول وتفاهمات وإيجاد منطقة مشتركة للوصول إلى تسويات ترضي جميع من نتعامل معهم إن داخل منازلنا ومع عائلتنا ومحيطنا الاجتماعي الضيق أو في مواجهة مصاعب الحياة ومشاكلها اليومية أو في أعمالنا وأشغالنا في الشركات أو الإدارات الرسمية أو مع الرؤساء والمرؤوسين.
وانطلاقاً من أن الإنسان كائن مفاوض وأن الحياة هي منافسة دائمة بين الخير والشر في ظل التقدم التكنولوجي السريع وتقديم المصالح الشخصية على المصالح العامة الاجتماعية والإنسانية والأخلاقية في المجتمع وتقديس القوة وتطبيق الميكافيلية بكل نتائجها الأنانية التي تعتبر أن الغاية تبرر الوسيلة، وأن البقاء للأقوى.
أضحت الاتفاقات والتفاهمات المعقودة في كل نواحي الحياة بحاجة لحالة تفاوض دائم من أجل تحصيل الحقوق وتلافي النزاعات المباشرة وغير المباشرة والبحث عن حل تلك النزاعات بطريقة سليمة وودية لاستمرار العلاقات بعيداً عن الأنانية والغرور والسعي الدؤوب إلى إثبات الذات على حساب الحق والحقيقة.
وبما أن العالم أصبح قرية كونية بفضل التقدم السريع في علوم الاتصالات والتكنولوجيا الرقمية ودخول العولمة والانفتاح التجاري العابر للحدود والتحولات الكبرى على مستوى سبل التواصل وآليات الاتصال التي جعلت التضليل والوهم في المعلومات عن الأشخاص والشركات والحقائق في مركز الصدارة في التعامل بين الناس حيث لا شيء يقيني إنما كل شيء نسبي، لذلك يتوجب علينا توخي الحذر والتدقيق في كل الأمور والاتفاقات والعقود والتحويلات والتصرفات خوفاً من الوقوع في الخطأ. وهذا ما يتطلب الحوار والجدل والجهد والبحث عن الحجة بالدليل لأن الحجة سلاح دأبه أن يفرض الحقيقة الموضوعية من خلال الإقناع والاقتناع فمن حاز قوة الحجة فقد حاز الحقيقة.
خلاصة القول.. إن لا نجاح إلا بالتخطيط والتنظيم والتنسيق بين الفريق التفاوضي، ولا حقيقة إلا بالحجة القوية المقنعة والمؤثرة، ولا تنفيذ إلا بحسن النوايا والإلتزام بالعهود.