المعلم الأوّل .. ألذي علّمه الحكم و الفلسفة

عزيز الخزرجي

درس عظيم من ملك و فيلسوف :
الاسكندر الاكبر (المقدوني) فيلسوف و من أعاظم الملوك أيضا لأنه درس على يد أرسطو (المعلم الأوّل) :
لكنه كان يُؤمن كآلبشر بآلحرب و العنف و الفتوحات و يتّصف بشهوة التسلط بعد سيطرته على معظم الدّنيا :

لكنه مع ذلك .. رجع لأصله (فآلحكمة لا تأتي سريعاً لكنها تُثمر طويلاً) معلناً ألحقّ نتيجة الفكر الذي تلقاه من أستاذه المعلم الأوّل .. ألذي علّمه الحكم و الفلسفة من الحياة و الخلق, و إن كان إعلانه في الوقت الضائع .. حين كان يُعالج سكرات الموت على فراشه أمام قادة إمبراطوريته العظيمة في آخر ساعاته التي إنتبه فيها من غفلته ، و قد استدعى الإسكندر المقدونيّ جميع جنرالات جيشه و قال لكبيرهم : [سأرحل عن هذا العالم قريبًا ، و لدي ثلاث أمنيات ، من فضلك نفّذها دون وجل ولا تفشل في أدائها, وتلك الأمنيات مثّلتْ وصايا الأسكندر .. التي تعلّمها من أستاذه أرسطو العظيم :

بينما كان ذلك الملك الكبير يتململ على فراش الموت أمام جنرالات جيشه؛ قال لأكبرهم : [سأرحل عن هذا العالم قريبًا ، و لدي ثلاث أمنيات ، من فضلك نفذها دون أن تفشل]!؟
1- لا تنس أن تسأل أفضل أطبائي بحمل نعشي أثناء التشيّع بطريقنا إلى المقبرة .
2 – أن يتناثر ما جمعته من مال (نقود ، ذهب ، أحجار كريمة , هدايا نادرة) على طول الموكب بطريقنا إلى المقبرة .

  1. يجب أن تُطلق يداي بحرية من خارج التابوت ليراه الناس، بحيث يتم تعليقهما خارج التابوت أمام مرآى الجميع.

قبل الجنرال ألأقدم و المفضل يد الإسكندر وضغط عليها و في قلبه حسرة, قائلاً :
[أيها الملك أن كل رغباتك ستتحقق]!

لكن أخبرنا لماذا نقوم بتنفيذ مثل هذه الأمنيات الغريبة؟

أجاب الإسكندر الأكبربصعوبة و هو يتلفظ أنفاسه الأخيرة قائلاً :

  1. أريد أن يحمل الأطباء نعشتي ليثبتوا للناس أنهُ لا أحد يستطيع الوقوف في وجه الموت ، حتى أفضل الأطباء في العالم غير قادرين على ذلك.
  2. أريد أن يتمّ تغطية الطريق بكنوزي و أموالي و كل الهدايا الخاصة والعامة .. حتى يرى الجميع أن الثروة المادية و الكنوز المكتسبة على الأرض ستبقى على الأرض, و ليست ملك أحد, بل الملك لله وحده.
  3. أريد أن تتأرجح يديّ الخاليتين في مهب الريح ، حتى يفهم الناس جيّداً أننا نأتي إلى هذا العالم خالي الوفاض ونتركها خالي الوفاض أيضا بعد استنفاد أثمن كنز على الإطلاق و هو الوقت!؟
    و الآن بعد هذه القصة المعبرة عن كل الأمر .. أمر الدنيا و الآخرة و الأنسان و الوجود :

ما هو تعريفك للنجاح أخي الرئيس والملك و الوزير و المسؤول وووو كل الناس؟

فهل تهدر الموارد التي لديك ( الوقت ؛ الحب؛ الاهتمام؛ الإيمان؛ الخدمة؛ الصحة؛ القدرة؛ الصداقة) على أهداف لن تترك أثراً من بعدك!؟

يمكننا إنتاج المزيد من الثروة ، لكن لا يمكننا إنتاج المزيد من الوقت, والوقت لو مضى لن يعود!؟
أفضل هدية يمكنك تقديمها لعائلتك وأصدقائك و حتى لنفسك هي وقتك .. بإستغلالها لأجل آخرتك!
وفقكم الله جميعاً لإستثمار آلكثير من الوقت و العلم و الوعي لاستخدامه بحكمة, لتحقيق الهدف من وجودك !؟

يقول الرسول الخاتم العظيم :
[(إذا مات ابن آدم ؛ انقطع عمله إلّا من ثلاث: صدقةٌ جاريةٌ، أو علمٌ يُنتفع به، أو ولدٌ صالحٌ يدعو له)].ش

ملاحظة أخيرة : (قلتُ لبعض المسؤوليين و الوزراء و النواب العراقيين) و لغيرهم :
عليكم بآلقراءة و تثقيف أنفسكم .. لأنّ الأمية الفكريّة صفة شاملة يشترك فيها الجميع في بلادنا لأسباب سياسية و دينية وعقائدية و تربوية و عشائرية!
و هي السبب بآلتالي في خراب البلاد و العباد .. لأنك عندما تحمل فكراً ستنشر الحُبّ و الأحترام و الأمان و الطاقة الأيجابية و ستقدم الأفضل و الأكمل و الأجمل في عملك الذي كُلّفت أو كلّفتَ نفسك لأدائه و يقترب أحتمال الخطأ في مسيرتك في حال كنت مثقفاً إلى الصفر .. بآلعكس ممّا لو كنت أميّاً و كما هو حال ساستنا و العوام ؛ فأنك ستُخرّب و تهدم بدل أن تبني و كما كان للآن للأسف ..

فبدون الثقافة والفكر لا يمكنك أن تكون مسؤولاً صالحاً تبني و تُسعد الناس .. بل ستهدم و تخرب و تسرق الناس وكما حصل للآن في معظم – إن لم أقل – كل بلاد العالم ..
خصوصا في العراق الذي يعتقد فيه مسؤولي النظام التحاصصي و الأحزاب الجاهليّة التي تُقدّس الغباء؛ بأنّ الفكر و الثقافة و العلم عدوٍّ لهم (لمناصبهم وحصصهم) .. و قد أضاف رئيس حزب دعاة اليوم ؛ [المُثقفون يُريدون كنسنا من الحكم]!
هذا بآلنص و كما سمعته في تصريح السيد المالكي رئيس الأطار التنسيقي للأسف, كحال أقرانه الآخرين المشاركين في تحطيم العراق و أخلاق الناس .. الذين يعادون الفكر و أهل الفكر بل و يشرّدونهم و يقتلونهم و يعتبرونها جهاداً لله !!؟.
العارف الحكيم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى