المؤامرة الأمريكية ضد الدولة الفلسطينية
الدكتور خيام الزعبي- كاتب أكاديمي سوري
“شكرا لأمريكا لوقوفها معنا اليوم وغدا ودائما”، هذا ما قاله نتنياهو مثنيّاً على تصريحات الرئيس الأمريكي بايدن المنحازة والمؤيدة للحرب العدوانية التي يشنها الكيان الصهيوني على غزة.
وفي سلسلة الإنحياز الأمريكي لإسرائيل استخدمت أمريكا حق النقض (الفيتو) خلال اجتماع مجلس الأمن، اعتراضاً على منح العضوية الدائمة لفلسطين، مما يكشف عن سياسة واشنطن الجائرة ورعايتها إسرائيل رعاية الأم لابنها.
وبموازاة ذلك استعملت أمريكا منذ السبعينيات من القرن العشرين (الفيتو) في مجلس الأمن الدولي لصالح إسرائيل 45 مرة، وذلك لإحباط مشاريع قرارات تدين الممارسات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، أو تطالبها بالانسحاب من الأراضي التي احتلتها عام 1967.
إن هذه السياسة الأمريكية تجاه فلسطين وحقوقها المشروعة تمثل يشكل انتهاكاً صارخاً لقواعد القانون الدولي الإنساني، وتشجّع استمرار حرب الإبادة الإسرائيلية ضد أبناء الشعب الفلسطيني، وتزيد في دفع المنطقة إلى حافة الهاوية، في ظل استمرار الاحتلال الإسرائيلي لأرض دولة فلسطين ومواصلة سياسات العدوان وجرائم الحرب التي تتم برعاية ودعم أمريكا من خلال استخدامها الفيتو دائماً لصالح الكيان الصهيوني.
بالمقابل أن الفيتو الأمريكي غير عادل ، ويتحدى إرادة المجتمع الدولي الذي يؤيد بقوة حصول دولة فلسطين على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة، حيث تعترف أغلبية دول العالم بدولة فلسطينية، وذلك منذ عام 2012 عندما صوتت الجمعية العامة للأمم المتحدة على رفع مكانة فلسطين في الأمم المتحدة إلى وضع الدولة المراقب.
مما لا شك فيه الانحياز الأمريكي لإسرائيل ليس جديدا، بعد دقائق من إعلان تأسيس إسرائيل عام 1948، اعترف الرئيس الأمريكي ترومان بالدولة الجديدة، ومن وقتها وحتى اليوم لم تتوان واشنطن عن دعم الكيان الصهيوني، مما يدل أن أمريكا وإسرائيل وجهان لعملة واحدة، فإسرائيل تخطط وامريكا تنفذ لإبادة الشعب العربي.
ما حدث ويحدث للعالم العربي ليس من قبيل الصدفة بل هو نتيجة مخطط استعماري صهيوني حتى تكون إسرائيل هي السيد المطاع في الشرق الأوسط فضلاً عن حماية أمنها في المنطقة، عن طريق تدخل الغرب في الشؤون الداخلية للدول العربية المعد مسبقاً لتقسيمها وحل القضية الفلسطينية وفق الرؤية الإسرائيلية.
إن إسرائيل اليوم، أصبحت لغماً خطيراً في الجسد العربي كله، وتحت أقدام العرب كافة، فهي كيان فوق القانون الدولي، وهي حالة شاذة عن السياق الإنساني العالمي بمجمله، فقد منحها الدعم اللامحدود من واشنطن، حتى وهي تغتصب أرض الآخـرين، والصمت الدولي المريب عن جرائمها عبر العقود، منحها قناعة راسخة، بأن منطق القوة العسكرية وحده، هو سبيلها للبقاء والهيمنة.
وأخيراً أختم مقالتي بالقول إن هذا الواقع ، يدق ناقوس الخطر عند رؤوس العرب جميعاً فنحن نعرف استراتيجيتهم العسكرية، وندرك خططهم الأمنية، ونعرف أنهم يستهدفون منطقتنا العربية، ، لذا يجب علينا أن نستيقظ ونحفر الصخر بأظافرنا دفاعاً عن أنفسنا حتى لا يجرفنا الطوفان القادم، ولا بد أمام هذا الواقع من صحوة الضمير من قبل الشعوب العربية وأن تعي خطورة ما تقوم به الدول الاستعمارية من أهداف سعياً لتعزيز أمن إسرائيل والسيطرة على مقدرات البلاد.