الحدثتقارير

القضاء الفرنسي.. بوشوارب، صنصال والمافيا المالية الدولية

زكرياء حبيبي

أصدرت العدالة الفرنسية، اليوم الأربعاء، حكما سلبيا بخصوص الطلبات الستة لتسليم عبد السلام بوشوارب، وزير الصناعة والمناجم من 2014 إلى 2017 في عهد الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، إلى الجزائر، مما وضع حدا نهائيا لهذا الملف.

ويُبرر رفض التسليم بـ”صحة وعمر” عبد السلام بوشوارب، المقيم في منطقة الألب البحرية.

ويأتي رفض تسليم عبد السلام بوشوارب، رأس حربة مخطط القضاء على الصناعة الجزائرية، في ظل التوتر الدبلوماسي بين الجزائر وباريس، في أعقاب سياسة فوبيا-الجزائر التي ينتهجها المُستعمرون الجُدد من اليمين المتطرف الفرنسي عبر وزير الداخلية المُتخلف برونو روتايو، الذي يُريد فرض عمليات الطرد بأي ثمن دون الرجوع إلى القانون الدولي من خلال احترام المعاهدات القنصلية الموقعة بين البلدين.

علاوة على ذلك، لطالما كان الجزائريون مقتنعين بأن باريس لن تُسلم بيدقها، والحُجج التي تبرر رفض التسليم ليست مقنعة. والحال كذلك بالنسبة لعديد البيادق الموجودين فوق التراب الفرنسي والذين تستعملهم الأجهزة الأمنية الفرنسية كأوراق ضد بلدهم الجزائر، ويتمتعون بالحماية والدعم الكامل، كما هو الحال بالنسبة للإرهابي فرحات مهني زعيم تنظيم الماك الإرهابي وجماعته الإرهابية وغيرهم كثير.

جدير بالذكر أن محامي بوعلام صنصال، الصديق المقرب من المجرم بنيامين نتنياهو، المدعو فرانسوا زيمراي، لعب دورًا مهمًا في تهريب كارلوس غصن، الرئيس السابق لشركة رينو/نيسان من اليابان، مع العلم أن الأخير لديه نفس شخصية بوشوارب، مما يُوضح جليا هذه العدالة الفرنسية في أيدي المافيا المالية الدولية.

هنا نقول وبشكل صريح لا غُبار عليه، أنه على فرنسا أن تُراجع حساباتها وسيناريوهاتها تجاه الجزائر، لأن ما تقوم به اليوم يعكس قمّة الغباء، فهي لا تعي رُبّما أن هذه السيناريوهات مآلها الفشل، وأنّ بيادقها انكشف أمرهم لدى العام والخاص، وهم إنّما يبيعون لفرنسا الأوهام.

فرنسا وحلم تركيع الجزائر

تعمل عديد الدوائر الفرنسية الحاقدة ومعها اليمين المتطرف المستحيل من أجل تركيع الجزائر منذ الإستقلال وإلى يومنا هذا، وهي الأطراف نفسها التي لعبت دورا أساسيا في تسخين الأوضاع خلال العشرية السوداء، فهي من بادر إلى فرض حصار مُطبق على الجزائر، في شتى المجالات السياسية والإقتصادية وغيرها، لكنها تجرعت في الختام مرارة الفشل، وأصيبت بخيبة أمل كبيرة.

لكن هذه المرة كذلك أُصيبت فرنسا بالإحباط، فالجزائر أضحت قوة إقليمية يُحسب لها ألف حساب، ولعلّ ذلك ما جعل هذه الدوائر الفرنسية، لا تعتمد على بيادقها بشكل كبير، وأُجبرت على اللعب بشكل مباشر، ظنّا منها أنها ستكون أقدر على خلط الأوراق في الجزائر، وهذا ما يُفسّر التحامل الهستيري لوزير داخليتها برونو روتايو ولعديد الشخصيات السياسية ووسائل الإعلام التي تحن إلى الجزائر الفرنسية.

فرنسا تتباكى عهد العصابة

لم تُبادر فرنسا إلى القيام باستثمارات كبرى وخالقة للثروة في الجزائر في عهد العصابة، أين نهبت مليارات اليوروهات، واخترقت أسواقنا بتواطؤ من بيادقها في مختلف الإدارات، (عبد السلام بوشوارب الذي ترفض تسليمه اليوم لخير دليل)، وحولتها إلى بازار لمزابل مصانعها، ففرنسا هذه تعقد اليوم عشرات الإتفاقيات الإقتصادية مع المغرب، وتُسنده في المحافل الدولية، وتُدعم احتلاله للصحراء الغربية، كما أن النظام الفرنسي الحالي وعلى رأسه ماكرون لن يُغير في الوضع شيئا، ولا أظن أن هذا النظام سيسهم في تطوير التعاون بين البلدين، بل غالب الظن أن ما يقوم به روتايو ودريانكور وأشباههم، ليس سوى محاولات لفتح منافذ جديدة لابتزاز الجزائر ونهب ثرواتها، وهو ما لن يتحقق لفرنسا، التي أطلقت العنان لروتايو وفرانسوا بايرو ودارمانان ووسائل إعلامها وغالبية ساستها للنباح باتجاه الجزائر، علّ وعسى يُفيد ذلك في إخافة السلطات الجزائرية، وبالتالي إجبارها على القبول بشروط فرنسا، في مجالات عديدة، إلا أن كل ذلك قوبل بصرامة قادة الجزائر، وقوة شعبها والحديث قياس…

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى