القراءة ..القراءة .. القراءة
لم تكن صدفة أن تكون أول كلمة ينزل بها الوحي على آخر أذن استقبلت وسمعت رسالة السماء هي “اقرأ”! ولطالما سمعنا أن سر التفوق والقوة والتميز في المطالعة والقراءة المستمرة..فليس من يقرأ كمن لا يقرأ.. وليس من يعلم كمن لا يعلم! ولا عجب أن تكون الوصية الأولى والأخيرة من أي أستاذ أكاديمي لطالب علم (أو باحث) هي “اقرأ”.. ودائما ما نجد عند مطالعة سير النبغاء والعلماء والصالحين الأجلاء أن القراءة كانت جزءا لا يتجزأ من سلوكهم اليومي ونمطهم الحياتي.. وما نبغ إنسان في مجال من المجالات أو تميز شخص في كل الحالات.. إلا وكان للقراءة نصيب من سلوكه وسعيه في رحلة صعوده.. القراءة رقي فكري.. وإرث ثقافي.. وتحضر اجتماعي.. وسمو نفسي وروحي..وهي رمز يدل على الشعوب المثقفة المتحضرة العفية..فكيف أن أمة “اقرأ” لا تقرأ؟!! بينما شعوب الغرب تلتهم الكتب التهاما؟!!
اقرأ في كل وقت وحين – من المهد إلى اللحد.. فالقراءة هي الزاد والزواد..هي السفر والتنقل والترحال دون أن تبرح مكانك!! بالقراءة نعيش آلاف الأعمار فوق أعمارنا.. ونستقبل آلاف الأفكار والمعلومات المفيدة لنا.. ونستدخل حيوات وتجارب من سبقونا، فنضيف الكثير إلى شخصياتنا.. القراءة هي غذاء الروح.. هي الحياة.. هي النجاة.. هي المتعة التي لا تضاهيها متعة!! القراءة أسلوب حياة.. وهي أفضل العادات.. وأكرم الفضائل والصفات.. هي الأمل والعمل.. هي الجد والإجتهاد.. هي التحرر من سجن الجهل وأغلال الخرافات التي تعرقل المسيرة..وفيها الخلاص من ظلمات اللاوعي والتردد والحيرة..هي المعرفة وفهم ما كان وما هو كائن وما سيكون.. القراءة سفر بغير دابة أو وسيلة.. هي حيوات وأعمار طويلة..
القراءة عملية عقلية استقبالية.. ومهارة لغوية..وغاية تربوية.. ووسيلة تعليمية.. وأداة تشاركية..وعملية إتصالية تفاعلية.. وتجربة إيجابية غير سلبية.. ومتعة ذهنية روحية.. القراءة تميز الإنسان عن الحيوان.. فهي الفرقان.. وهي للنمو والتطور عمدان.. وللتفوق والتميز سندان.. هي السعادة لكل مكتئب حزين.. وهي العلاج لكل ألم دفين.. والراحة لكل متعب سقيم.. بالقراءة، تسعد النفس وتتفتح العقول وتستنير وترتاح القلوب.. وبها تهدأ حيرة العقل وتستكين النفس ويستريح الضمير..
تحياتي