أمن وإستراتيجيةمجتمع

القتل دون ترك أدلة !

حنان محمد السعيد
تحدثت في عدة مقالات سابقة عن برنامج التحكم العقلي الذي تديره استخبارات بعض الدول للتخلص من المعارضين بدون ترك أي آثر، هذا البرنامج الذي يتضمن تعذيبًا الكترونيًا جسديًا ونفسيًا ومراقبة مستمرة وتنمر لدفع الضحية للإنتحار أو ارتكاب جريمة اعتداء يتم وصمه بعدها بالفصام واعتباره مريضًا نفسيًا يعاني من الأوهام وجنون الاضطهاد، أو اعتباره إرهابيًا والاستفادة من الواقعة في نشر الرعب والتحكم في المجاميع بقوانين مقيدة للحرية مثل قانون الإرهاب وقانون الطوارئ وما إلى ذلك.
السر الذي يعرفه الجميع
وكنت أتعجب من أن هذا البرنامج على الرغم من انتشاره في كافة الدول التي تتحكم فيها الصهيونية مثل الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا ودول الشرق الأوسط، وعلى الرغم من وقوع ملايين الأشخاص ضحية له في مختلف أنحاء العالم، مازال بمثابة سرًا خفيًا لا يتحدث عنه أحد إلا على استحياء، ولكن لم يخرج علينا أحد من القائمين عليه ليحدثنا عن هذه الجريمة البشعة الهادفة لإخضاع البشر والقضاء على اصحاب الضمائر الحية الذين يحتفظون بحسهم الإنساني ومبادئهم الأخلاقية الرفيعة على الرغم من كل ما يحيط بهم من متاعب، بعكس ما حدث مع إدوارد سنودن على سبيل المثال.
صائد الروح
وحتى وجدت كتاب روبيرت دانكن المعنون باسم “صائد الروح” واستمعت إلى بعض التسجيلات المصورة والمقابلات التي أجريت معه بشأن هذا البرنامج الذي يقول أنه كان العقل الذي أرسى قواعده باختراعه الذي أسماه “صوت الإله” وهو صوت الكتروني يتم بثه مباشرة إلى عقل الضحية لا يمكن لأحد سماعه إلا هو، يمكن القائمين على البرنامج من التحكم في الضحية واعطائه أوامر تخدم مصالحهم أو على الأقل معرفة أسراره الشخصية العميقة واستخدامها في ابتزازه وتدميره.
يقول الدكتور روبيرت دانكن أنه ليس فخورًا بشاركته في هذا البرنامج الذي تتبناه الاستخبارات الأمريكية للتحكم في العقول منذ عهد بوش الإبن، وأنه بمثابة جريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية، ولكن القائمين على هذا البرنامج يعتمدون بشكل أساسي على أنه غير قابل للتصديق.
تكنولوجيا النانو والموجات الكهرومغناطيسية
فهم يستخدمون تكنولوجيا النانو في محاصرة القشرة الدماغية للضحية عبر حقن جزيئات دقيقة في رأسه، ويمكن أن يحدث ذلك بدون أن تشعر كأن تكون خاضعًا لعلاج الأسنان على سبيل المثال فيتم حقنك بجزيئات النانو أو زرع جهاز صغير يعمل على فك شفرة دماغك ومراقبتك على مدار الساعة.
ويتم تخزين كافة المعلومات المتعلقة بك لسنوات عديدة حتى تتشكل لغة خاصة بك من إشاراتك العصبية ثم يبدأ بعدها الكمبيوتر في بث شفرة مماثلة إلى دماغك فيها رسائل موجهة تدفعك لارتكاب جرم ما أو للانتحار أو لفعل أشياء لا ترغب في فعلها، كما يتم تعذيبك جسديًا باستخدام الموجات الكهرومغناطيسية على مدار الساعة ما يؤثر على العيون والأعضاء الداخلية والمفاصل تأثيرات خطيرة، ويمكن أن يتسبب في الإصابة بأمراض مدمرة.
ويقول الدكتور روبيرت دانكن أن الكثير من الناس لا يصدقون أبدًا أن بالإمكان إخضاعهم لشئ مثل هذا لأنهم يتمتعون بإرادة حرة، ولكن كل هذا “كلام فارغ” فهم قادرون على إخضاع أي شخص، ولم ينجو أي شخص من برنامجهم هذا إذا ما تم إدراجه على القائمة السوداء.
إن الأمر يحتاج إلى تمويل ضخم للغاية وتكنولوجيا فائقة التطور ويشارك فيه أعداد هائلة من التقنيين والمتعاونين والإداريين، وحتى الأجهزة الأمنية في البلدان التي يعمل بها هذا البرامج تشارك فيه أيضًا ولذلك يجد روبيرت دانكن الأمر مضحكًا أن تذهب إلى الشرطة أو تقوم بعمل وقفة احتجاجية أو تطالب بتوقيع عريضة لحمايتك من هؤلاء لأن كل هذا لا يعطي أي نتيجة، فالمشروع كما أسماه هو مشروع عالمي “Global Brain Project” ولذلك يجد الضحية نفسه عاجزًا عن التصرف أو الهرب لأنهم يمكنهم الوصول إليك في أي مكان، ولأنهم يتحكمون في الجميع.
وحتى بعد نشر الكتاب واعترافات روبيرت دانكن تستمر الجريمة، ويقع في كل يوم المزيد من الضحايا في براثن مرتكبيها، ولا يجد هؤلاء من يساعدهم أو يحاول إيقاف هذا العبث وهذا الجنون، فما لم يظهر عليك التعذيب بشكل واضح لا يمكنك التحدث عن معاناتك، وما لم يكن لديك أدلة واضحة لا يمكنك إثبات الجرم على مرتكبيه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى