الفيتو الأمريكي صورة من صور اللاعدالة والهيمنة الأمريكية الصهيونية
زكرياء حبيبي
حتى بأغلبية 13 صوتا مؤيدا، فإن مشروع القرار الذي قدمته الجزائر لصالح وقف فوري لإطلاق النار، يسمح بإيصال المساعدات الإنسانية إلى الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، قُوبل بفيتو أميركي للمرة الثالثة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول.
بعيداً عن الفشل في إجبار الكيان الصهيوني على الخضوع للقانون الدولي، ووقف حرب الإبادة في حق الشعب الفلسطيني، فقد خرجت فلسطين منتصرة من هذه المواجهة، كاشفة عن إدارة أمريكية مكرسة لقضية المعتدي، ومُوضحة الحاجة الملحة إلى مراجعة عمل مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، وبالتالي المراهنة على إصلاح شامل وعميق لآليات إدارة منظمة الأمم المتحدة، مما يسمح بالتمثيل العادل للقارات التي يتكون منها هذا العالم، وإعادة النظر في استخدام حق النقض الذي أصبح مرادفا للإفلات من العقاب، وأيضا مجالا مقيدا لتطبيق القانون الدولي من أجل عالم متعدد الأقطاب.
التطرق للفيتو الأمريكي، هو التطرق لدور الجزائر وجهودها الحثيثة التي سمحت بأن تظهر للعالم أجمع الاعتداء وانتهاك حقوق شعب مظلوم منذ 1948، من خلال آلية ظلم تسمى الفيتو في خدمة قوى الاستعمار الجديد.
وكما أوضح ممثل الجزائر لدى الأمم المتحدة، عمار بن جامع، اليوم الثلاثاء بنيويورك، فإن “تصويت أعضاء مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لصالح مشروع القرار الذي تقدمت به الجزائر من أجل وقف “فوري” لإطلاق النار في قطاع غزة، هو دعم لحق الفلسطينيين في الحياة. وأن التصويت الإيجابي يجلب الأمل لمئات الآلاف من الأطفال الفلسطينيين للعودة إلى المدرسة والتمتع بحقهم في التعليم. وعلى العكس من ذلك -أضاف بن جامع- فإن التصويت ضد مشروع القرار يعتبر تصويتا لصالح القضاء على حلمهم من أجل حياة أفضل”.
اليوم، وأكثر من أي وقت مضى، هو وقت العمل والجد من أجل تشكيل تحالف مناهض لأمربكا والصهيونية، وعدم الإيمان بوعود واشنطن البعيدة المنال وضغوطها الهادفة إلى كسب المزيد من التسويات التي تخدم مصالح الاستعمار الصهيوني في الأراضي الفلسطينية. وإن اتفاقات أوسلو، بعد مرور أكثر من ثلاثة عقود على توقيعها وحل الدولتين، تبيّن أنها ليست سوى وهم.