العَلاقاتُ العادِلَةُ والعَلاقاتُ الظالِمَةُ
زعيم الخيرالله
العدلُ هو : ( إعطاءُ كُلِّ ذي حَقٍ حَقَهُ ) ، أَو كما عَرَّفَهُ العَلّامَةُ المَجلِسيُّ ( وضعُ الشَّيء في مَوضِعِهِ) ، وعلى هذا الاساس يكونُ تعريفِ الظُّلمِ عدمُ إعطاء كلِّ ذي حَقٍ حَقَهُ ) ، أو هو: ( وضعُ الشَّيءِ في غيرِ مَوضَعَهَ) . الله تعالى أرادَ للعلاقات الانسانيَّةِ أَنْ تكونَ مبنِيَّةً على العدلِ . العدل هو الأَصلُ في هذا الوجود ؛ فقد قامت السموات والارض عليه .
ويقابلُ العدلَ الظلمُ الذي هو خروج عن الاصلِ وعن حدود الله والضوابط التي وضعها الله تعالى.
والظلمُ على أَقسام منه : ظلمُ الانسانِ لربه ، كما جاء في قولِ لقمانَ لابنهِ :
(وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ ۖ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ ). لقمان: الاية: (13). ولكن كيف يظلمُ الانسانُ الضعيفُ اللهَ الخالقَ القَوِيَّ الذي بيدهِ مقاليد السموات والارض. إنَّ ظلمَ الانسان لخالقه يكونُ بتجاوزِ حقِ الله الحصري في العبادة واتخاذ شريك لله تعالى فهذا ظلمٌ لله . او ان الظلم هو وضع الشيء في غير موضعه ؛ فمن اتخذ الهاً دون الله تعالى فقد وضع شيئاً في غيرِ موضعِهِ . وهناك ظلمُ الانسانِ لنفسه ، يظلمها بالمعصية وتجاوز حدود اللهِ تعالى.
والظلم السائد بيننا هو ظلمُ الانسان أَخاهُ الانسانَ . فهناك ظلم الحاكم للمحكومِ ، وهناك ظلمُ الشريكِ لشريكهِ ، وظلمُ الزوج لزوجته ، وظلم الأبِ لابنائهِ ، وظلم الابناء لوالديهم .
وللأسفِ في حياتنا نمارسُ الظلم ، ونوقعهُ على الضعفاء ، على المرأةِ والطفل . ونرضى ان نكون مصداقاً لقولِ رسولِ الله صلى الله عليه وآلِهِ حول النساء : ( ما أكرمهنَّ الاّ كريم ، ولا أهانَهُنَّ الا لئيم) . فالمرأةُ تُضطَهدُ وتعنّفُ ؛ وَكَأَنَّها موجودٌ لا رأيَ له ولاتحترم مشاعِرُهُ .تقوم بكل أعباء البيت – التي هي غير واجبة عليها شرعاً- بدافع الحب ، دون أنْ تجِدَ كلمةَ شكرٍ أو تقديرٍ . للاسفِ ، من يتصدى لحل المشكلات الاسرية ، الكثير منهم غيرُ مؤهلين للتصدي للمشكلةِ وحلِّها . الخلاف الزوجي يتطلبُ حلاً جذرياً ، ويتطلبُ معرفة جذور المشكلة ، لكن للاسف من يتصدى لحل المشكلة ، لم يعرف طبيعة المشكلة وانما يحلُّها بارجاع الزوجة الى زوجها رغماً عنها – دون الاخذ بمشاعرها . من يتصدى لحل المشكلة عليه ان يعالج جذورها واسبابها العميقة ولايقوم بعملية تلصيق الزوجة بالزوج ، هذا حلٌ تلصيقي بالصمغ وسرعان مايسقط هذا الصمغ وتبرز المشكلةُ من جديد . كثير من البنات قمن بعملية انتحار بسبب الضغوط النفسيّة التي تمارس على البنت . لماذا نستخدم هذه الاساليبُ الباليّةَ في حلّ مشكلاتنا ؟ لماذا لايكون الابُ قريباً من ابنته ، يتفهم مشكلاتها وتبوح لهُ بكل مافي قلبها ؟ لماذا تبلّدت عواطفنا ، وتحجرت مشاعرنا؟ هذهِ الاساليبُ لاتحل مشكلةً بل تبقى اسبابُ المشكلةِ قائمةً وستتفجرالمُشكلَةُ بايةِ لحظة . اقترح أن يدخل كل من يتصدى لحل مشكلة أُسريّةٍ أو اجتماعيّة دورةً في هذا المجال يدرس فيها نظريات في علم النفس والتربيّة تعالج هذه المشكلات . لماذا نمارس البطولة على الضعفاء؟ يجب ان يكون العدلُ هو المقياسُ والمعيار في حياتنا ونبتعد عن الظلمِ بكل اشكاله ؛ لاننا سنقف بين حَكَمٍ عدلٍ لايُظلَمُ عنده أَحَدٌ .