العنف نتاج أمريكي
سعيد مضيه
ليلة 19 ديسمبر 2022 ، طرح جورج غالاوي في برنامجه الحواري الرفيع الذي يقدمه على فضائية الميادين، قضية العنف في الولايات المتحدة. قدم للحوار بلمحة تاريخية تبدأ بإبادة مائة مليون من سكان البلاد الأصليين بهدف الاستيلاء على أراضيهم ، وهو ما تستلهمه الصهيونية في مخططها للاستئثار بالوطن الفلسطيني. جاء برنامج غالاوي مكملا لما طرحه الأكاديمي الماركسي الأميركي حول نفس قضية العنف ولكن بالتعمق في الأسباب – نزوع الرأسمال الأميركي الجشِع الى الأرباح الاحتكارية. ألأكاديمي الأميركي، هنري غيروكس، نشر مقالا مطولا في ي 16 ديسمبر / كانون أول الحالي، حلل فيه عوامل العنف في الحياة الأميركية الاقتصادية والسياسية والثقافية، وفضح شراسة الرأسمال في مرحلة الليبرالية الجديدة ودعوتها للعنف المستدام. غيروكس رئيس كرسي البعثات الثقافية المتخصصة بجامعة ماكماستر ، وهو علّامة متميز يتبع مدرسة باولو فريري للبيداغوجيا النقدية . من إنتاجه الثقافي الغزير والحديث “اختلال التعليم في أميركا والحرب ضد الأجيال الشابه”؛ “حرب الليبرالية الجديدة على التعليم العالي”؛ “الجمهور يواجه الخطر : ترامب وخطر الشمولية الأميركية “؛ ” الكابوس الأميركي : مواجهة تحدي الفاشية “؛ ” حول البيداغوجيا النقدية ، الطبعة الثانية” .
خرج غيروكس من مقاله باستنتاج اورد فيه ان “الليبرالية الجديدة توسع آلة الحرب وتوسع أيضا العقلية الداعمة للحروب. إن الموازنة الحربية التي أقرت حديثا في الولايات المتحدة والبالغة 858 مليار دولار، ترمز الى الجنون السياسي، وترمز أيضا الى إضافة سيكولوجية لأجهزة الموت. والرمز الثاني هو احد عناصر آلة الحرب، يغفل مشاكل مثل مستويات الفقر الصادمة والسكن بالشوارع نظرا لعدم القدرة على استئجار بيت، ونظام الرعاية الصحية المتداعي، ودولة قمعية ونظام بيئي منهار. لا يتوقف الضرر عند هذه المظاهر، فثقافة الليبرالية الجديدة تسمم الحياة اليومية عن طريق حظر الإجهاض وحظر الكتب وتبديد الأمن الاجتماعي والخدمات الاجتماعية وتمدد أذرع القوة الشرطية المعسكَرة، وتزيد نمو السجون بينما تقلص تمويل المدارس العامة .
بناء على ما تقدم ، وحيث ان الرأسمالية هي مختبر الفاشية ، فإن اي مقاومة حيوية يجب أن تبدأ بالدعوة لاستئصال الرأسمالية وليس إصلاحها. القسوة تعربد الآن كمسرح في الميديا التي لا تنافسها غير السياسات التي تسرق أوقات الناس وكرامتهم وحيواتهم. حان الوقت للإطاحة بالفاشية، ليس ببساطة من خلال صناديق الاقتراع ، إنما من خلال النضال الجماهيري الجماعي والانتفاضة التي يمكن ان تضع حدا لهذه السياسات القاتلة وتحرر البشرية من رأسمالية الغانغستر(أي راسمالية الإجرام) الداعمة لها . حان الوقت لتشكيل حركة قوية مناهضة للرأسمالية قادرة على إعادة التخييل والتصرف كيف يجب ان ينظم المجتمع وفقا لمبادئ ديمقراطية للاشتراكية، وما ذا تعني تلك الاشتراكية لنا وللأجيال القادمة .
المقال يتوسع بالتفاصيل الخاصة بالمجتمع الأميركي، ويكثر من إسناد استنتاجاته بمقتطفات عن مفكرين آخرين. لذا اقتصرت الترجمة على الفقرات التي تطرق الموضوع العام في مجتمعات الرأسمال كافة، باعتبار النزوع الى الفاشية ظاهرة دولية .
سياسات القسوة الفظة وثقافتها
دوما يوجد للقسوة مكان في سياسات الفاشية. ولا تجسد فقط خطاب كراهية، وتعصب ومراقبة ، بل دشنت أيضا ممارسة القوة الفظة لكي تستأصل تلك الأفكار والمعارضين وكذلك البشر المعتبرين بلا قيمة. في ظل انظمة الفاشية، احتلت الفظاظة المتحولة الى العنف الشرس قلب الحياة اليومية. باتت الشراسة قيد الاستعمال، كاحد أشد أشكال العنف في علاقة مع الهيمنة ، وتمخضت عن الخوف وعدم الأمان والفساد والقلق من المستقبل، ثم إنتاج ما أطلق عليه عالم الاجتماع الفرنسي، إتييني باليبار، “منطقة موات”. لم تشن الفاشية حربها على الديمقراطية وحسب، بل وضد الميثاق الاجتماعي، والصالح العام، وضد جميع الروابط الاجتماعية المتجذرة في حركات التحرر المستهدفة هياكل الهيمنة لتحويلها. لم يختف الاجتماعي في هذا السياق ، بل أزيل ببساطة من منظومة القيم الديمقراطية واخضعت بلا رحمة لأشغال الراٍسمال.
انظمة الفاشية وضعت ثقافة الصعوبة والقسوة في مركز نشاطها السياسي- سياسات شكلت تهديدا لجميع جوانب حياة المجتمع ، ادت مهمة آلة ثلم الخيال التي دمرت الثقافة المدنية وكل إحساس نابض بالمواطنة الشاملة والفكر النقدي. حرب واسعة ضد المسئولية الاجتماعية ومؤسسات النقد، خالقة الظروف الضرورية لانتصار الجهل ، واللاعقلانية وتشريع ما أسميه سياسات الفضلات. كان أحد عواقب اعتناق أنظمة الفاشية للقسوة الشرسة ما دعاه الفيلسوف الفرنسي إتييني باليبار “الإنتاج من أجل الإبادة”، يقول بصدده ” نحن ننساق للإقرار بأن الأسلوب الراهن للإنتاج وإعادة الإنتاج، قد غدا أسلوب إنتاج من اجل الإبادة . إعادة إنتاج جماهير لا يحتمل استغلالها في الإنتاج ، إنما هي جماهير فائضة عن الحاجة، ولذا لا يمكن إلا ان تباد إما بوسائل ’سياسية‘ او ’طبيعية‘- ما يطلق عليه بعض علماء اجتماع في أميركا اللاتينية ’بشر زبالة‘ ، ينبغي ’ التخلص منها‘” .
لثقافة القسوة تاريخ طويل بالولايات المتحدة ؛ في مقالة بمجلة أتلانتيك كتب آدم سيرور، يذكرنا ب
كاتالوغات القسوة معروضة في متحف ” التاريخ الأميركي الإفريقي وثقافته”. ويشير في مقاله الى وقائع فنية لاإنسانية تشمل أصفاد عبودية بأيدي أطفال، أجساد مبتورة الأيدي لرجال سود قتلوا بأسلوب اللانش،[ أسلوب تستعمله عصابات الكلوكس كلان الفاشية من عقود، حيث يعلق الأسود بشجرة في مكان ناء ، بعد تقييد الأيدي والأرجل ويترك حتى يموت] وصور بيض يضحكون وجدوا متعة هائلة في تعذيب تلك الأجساد التي بلا قيمة ، وموضوع ازدراء عرقي. في اللحظة المعاصرة لدينا أمثلة لأجساد مختطفة ، عذبتها إدارة بوش وسجنتها في حفر سوداء. وآخر ممارسات القسوة التي لامثيل لها قام بها حكام ولايات يتبعون الحزب الجمهوري، خاصة حاكم فلوريدا ، رون ديسانتوس، الذين يشنون هجوما ضد الأطفال المهاجرين، مستخدمين المهاجرين مخالب سياسية وينعشون ثقافة التفوق العرقي للبيض. ولإدارة ترامب إسهامتها في هذا المجال، حقنت السياسة بالعنف لمستوى البربرية.وفي حال منع ترامب لسبب ما من الترشح فإن دي سانتوس يؤهل نفسه للترشح عن الحزب الجمهوري، وهو بالمناسبة أشد خطورة من ترامب. العنف في الوقت الراهن متجذر عميقا في ثقافة الولايات المتحدة بحيث يبدو امرا عاديا. لم تعد الأسباب المنهجية الأضخم جزءا من التحليلات؛ بات العنف نشاطا عفويا بلا تفكير، لدرجة أنه لم يعد يبعث على التأمل في ما يتعلق بأسبابه وعواقبه. وكما لا حظ جوناثان شيل فإن العنف ” قد اكتسب الأرضية جنبا لجنب مع تنامي الإيمان بالقوة حلا لكل المشاكل ، في الداخل أو الخارج . باتت الرغبة العارمة للقتل احد اعراض القسوة التي لا تخطئها العين” . الجديد في الظاهرة انها باتت عنفا شرسا منظورأ ويظهر كالمعتاد في الميديا الاجتماعية، وفي التغطية الإعلامية في جميع جوانب صناعة التسلية.
عودة أشباح الفاشية
تبدو الديمقراطية معتمة غير مرئية، والأميركيون يواجهون طاعون سياسات ضاجة بالكراهية ، مرفقة بأنشطة سياسة الفضلات القاتلة والمتسعة باضطراد. سياسات ترى في أفراد وجماعات أنهم ليسوا بشرا ، يعاملون كزوائد وفضلات بشرية، يعرضون بلا وجوه، فائضين عن الحاجة، رمزا للخوف والمرض لايستحقون حقوق الإنسان ولا الكرامة . وطبقا لأعمال أدورنو وهورهايمر ، ما من نمط كلي للتساؤل، يعني ما من تحليل عريض القاعدة يتجاوز التركيزعلى قضايا معزولة ، واحداث فردية- مثل عزل الهجوم على زوج نانسي بيلوسي عن ثقافة العنف المولدة لشروط
تحقق تلك الأحداث، او تحليلات شاملة تعزي العنف لرأسمالية الغانغستر عموما.
تتعاظم المصائب في زمننا وتغدو عادية ، نظرا لرفض المثقفين والأكاديميين ومختلف منابر الميديا تقديم اي تقدير شامل لتطوير قاموس نقدي وتحليلات لفهم كيف تتشابك المشاكل الاجتماعية . كيف يتم صنعها في العلاقة مع أشكال أخرى من الاضطهاد، وكيف تطور وتعزز بعضها البعض ، وماذا يعني الشكل الشمولي للإرهاب بالنسبة للحاضر والمستقبل
الليبرالية الجديدة مرحلة راٍسمالية الغانغستر
في هذه الأيام دخلت الولايات المتحدة حقبة تتميز بالتوحش الاقتصادي ، الذي اعتنق منذ سبعينات القرن الفائت إيديولوجيا تحتم ان تشكيل الحياة الاجتماعية مشروط بقوى السوق ، وان أي مؤسسات سياسية أو اجتماعية او اقتصادية تعتبر معادية للحرية إن هي وضعت قيدا على انشطة الشركات الاحتكارية والمصالح الخاصة والأسواق غير المنظمة، اوحدّت من تضخيم الثروات الخاصة ومن الحق المطلق للأفراد والملكية وامور اخرى. تحت مظلة نظم الاستبداد الاقتصادي جرى ازدراء الحاجات الاجتماعية والمسئولية الاجتماعية بالإضافة الى دولة الرفاه والصالح العام والمجتمع ذاته. تاتشر رئيسة وزراء بريطانيا التي دشنت مع الرئيس الأميركي ريغان نظام الليبرالية الجديدة انكرت وجود مجتمع وركزت على مصلحة الفرد المتميز. حاليا باتت المشاكل الاجتماعية وعدم الاطمئنان للمستقبل والاغتراب والقنوط والمكابدة والبؤس امورا ” تخص أفرادا ويتم التعامل معها كامور عادية ومحتمة ” .علاوة على ما تقدم حدث انهيار تام للأخلاق يعتبر أي اهتمام بالتكاليف الاجتماعية عدوا للسوق.
لغة السياسة تكتب بلغة الرأسمال، وليس بالأخلاق والعدالة والتعاطف الوجداني ، ما يسهل عملية دمج العنف بأعمال القوة الأشد فتكا. انحطت اللغة الى ثقافة تجارية منحطة تحد من الخيال والنشاط السياسي والحياة المدنية والديمقراطية ذاتها. في عصر الفاشية المحدّثة، لم تعد الثقافة السياسية نقدية ، باتت مهمتها تقويض تلك المؤسسات والفضاءات النقدية والمدنية التي يمكن في داخلها ان يتطور الوعي المناهض للرأسمال. منذ الأزمة الاقتصادية2007- 2008 دخل المجتمع الأميركي اكثر من ازمة؛ دخل في ما أطلق عليه ستيوارت هال “مجمع ازمات جديد”، ويعني حقبة فيها تتلاقى في المجتمع قوى مختلفة اجتماعية وسياسية واقتصادية وايديولوية وتضفي عليه شكلا نوعيا ومميزا؛ يجب تفهمه كي نقاومه. فهو يطلق العنان على نطاق المعمورة للرأسمال المالي، وأكثر من ذلك يبعث العناصر المرتبطة بالفاشية القديمة بكل تركتها من تطهير عرقي وعنف جماهيري وكراهية للنساء وسياسات الفضلات البشرية. في الحقيقة بات موضوع حرب تفوق العرق الأبيض استرجاع الحقبة الليبرالية القديمة في تاريخ أميركا . يمسك شعار ترامب “لنجعل أميركا عظيمة من جديد ” بقبضة قوية على هذه اللحطة التاريخية الجديدة. ليس لدى الليبرالية الجديدة الحلول لمشاكل الفقر وسحب تمويل السلع الأساس مثل التعليم ، ازمة الخدمات العامة ، تدهور قطاع الخدمات الصحية العام ، ارتفاع أسعار الأدوية أو المستويات المتداعية للامساواة في السلطة والثروة. بالعكس من ذلك فالآدوات الجديدية التي بها تشرع الليبرالية الجديدة ممارساتها تتمثل في مسخ إنسانية البشر والتطهير العرقي واضطهاد الجماهير.
نطالب بالحرية الحقة ، ليست حق الاقتراع ، او ان تقول للنساء ما يسمح لهن عمله، أو أن نخبر الأطفال اي الكتب يسمج لهم بقراءتها؛ الحرية الحقة تحل حين نستثمر في ضاحية الأطفال الصغار كي نتاكد من أن يصلوا بسلام عيد الميلاد الثامن عشر..وكما لاحظ كالب كرين ، مستندا الى تبصرات العالم الهنغاري المهاجر، كارل بولانيي، فالليبرالية قد تشكلت في احد أشكال الفاشية ” نزعت السياسات الديمقراطية عن المجتمع البشري بحيث ’ لم يتبق غير الحياة الاقتصادية‘هيكلا عظميا بلا لحم” .مع أزمة الرأسمالية وتفاقم خطر الفاشية بالولايات المتحدة ، خاصة بين قادة الحزب الجمهوري، غدت الاعتبارات الأخلاقية والاجتماعية والقيم الإنسانية موضع ازدراء. ينظر بالازدراء الى حقوق الإنسان والمساواة والعدالة.
فاشية الليبرالية الجديدة ، وقد تحاذت مع ثقافة الحرب المستدامة، دمجت التسلية بالمسرح السياسي؛ وبذلك وسعت المجال التقليدي للنشاط السياسي، وذلك من اجل المزيد من توسيع حدود إيديولوجيتها المتميزة بتفوق البيض العرقي والتطرف القومي وكراهية الديمقراطية. الأنانية والجشع تندمجان مع نمط من العنف العسكري ، من خلاله غدت معاناة وموت أولئك المعتبرين فضلات بشرية مصدر تسلية وسرور. أحد الخصائص المميزة لعنف فاشية الليبرالية الجديدة يتجلى في استعمالها الميديا القديمة والجديدة للتلاعب بمشاعر الناس وعواطفهم وكذلك مخاوفهم الشخصية وقلقهم.
عسكرة المجتمع الأميركي
يتباهون بإحلال القوة في المجتمع ؛ ليس فقط محل مثالية الديمقراطية كمصدر رئيس للنفوذ الأميركي عالميا ، بل كذلك غدت القوة حالة معتادة كمبدأ تنظيمي للمجتمع الأميركي. احتلت ثقافة السلاح محل ثقافة القيم الديمقراطية المشتركة . في الوقت الراهن تزود طقوس السجن وإقفاله النموذج للمدارس العامة والخدمات الاجتماعية والمطارات والمولات والكنائس والسوبرماركتات واماكن العبادة. ينظر الجمهوريون اليمينيون بالازدراء الى إدارة الأمن الاجتماعي وبرامجها ، بينما هم يحتفون بالامن الداخلي. وكما أشارت عصبة مناهضة التشهير ” خلال العقد الماضي تم اقتراف حوال 450 جريمة قتل على أيدي سياسيين متطرفين؛ المتطرفون اليمينيون مسئولون عن 75 بالمائة من جرائم القتل ، والمتطرفون المسلمون عن 20 بالمائة ، ونصف الجرائم تقريبا ارتبطت بدعاة تفوق العرق الأبيض. في الوقت الحاضر تقدم أميركا المعسكرة العنيفة نفسها تفوقا عرقيا نقيا ومصفى، قومية مسيحية راديكالية ومتعصبة. ثقافة الحرب المستدامة شطبت الخط الفاصل بين الإرهاب الداخلي وذلك الموجه ضد الإرهاب بالخارج. إرهابيو الداخل وليس إرهابيو الخارج يمثلون الخطر الأعظم للعنف داخل الولايات المتحدة . حمى الحرب باتت تهيمن على الخيال العام واكتسبت صفة البطولة. نجدها مجسدة ليس فقط في لغة القوميين اليمينيين ، بل كذلك في القومية التسلطية التي اعتنقها النازيون الجدد من اليمين المتطرف. قادة الحزب الجمهوري هم من دعاة تفوق البيض وأصوليي المسيحيين البيض.
الفاشية يتعاظم نفوذها على الصعيد العالمي بالتساوق مع تلاشي الثقافة المدنية والمخيال السياسي. وإذا لم يتصد لها حركة تثقيف راديكالية سياسيا وحركة سياسية فإن فيروس الفاشية القاتل سوف يبلغ نقطة النهاية ، والديمقراطية سوف ينتهي وجودها ، حتى بشكلها الباهت. واحد مصادر الأمل نجده في كلمات جيمز بالدوين، إذ كتب يقول: “ليس كل ما نواجهه نغيره، ولكن ما من شيء يتغير مالم نواجهه”. يتطلب منا إلحاح الأزمنة إزالة كل ما يحجب رؤية الجوانب والأطراف قبل فوات الأوان. السؤال الملح أي نمط من العالم نود ان نعيش فيه لم يعد قضية نظرية ؛ إنما يتطلب الدعوة العاجلة للعمل والمقاومة الجماعية لم تعد مجرد خيار ينتظر إماطة اللثام . المقاومة الجماعية ضرورة لا تحتمل الانتظار.