أحوال عربيةالعالمتقارير

العراق بعد عقدين من التحرر! او لنقل من الفوضى

ميلاد عمر المزوغي

نحن على مقربة من ذكرى احتلال العراق او لنقل ذكرى تحرره من الحكم الشمولي.
للأسف الشديد لاحظت تكرار عبارة حقوق المكون الشيعي في عديد كتابات المثقفين العراقيين
الموكلة اليهم محاولة الجمع بين ابناء المجتمع ونبذ الخلافات او تلك الاسباب التي تؤدي الى
التفرقة بينهم , ويذكّرنا هؤلاء بانهم الاغلبية .ترى الى ماذا تهدفون؟ هل يمكن تقسيم البلد الى
مذاهب ومن ثم اثنيات؟ يعني شيعة سنة اكراد ؟,التصنيف اما مذهبي واما اثني أي: اما عربي
كردي واي مكون اثني اخر , واما شيعي سني واي مذهب ديني اخر, أ لا يوجد شيعة ليسوا
عربا؟,اردتم الشيعة في جانب رغم انه قد يكون البعض منهم ليس عربي واردتم تقسيم المكون
السني الى عربي وكردي…الدول لا تبنى على الاثنيات والمذاهب ولكم في لبنان اسوة جد سيئة.
الديمقراطية تعني ان لكل مواطن صوت وقد تتلاقى اصوات من الشيعة مع اصوات من السنة
,وينتخبون الاكفأ -انسان غير مذهبي وغير طائفي ومن ثم يمكن النهوض بالبلد اما غير ذلك
فلن تقوم للعراق قائمة والامر ماثل امامنا ,الشيعة مستولون بحكم الاغلبية على رئاسة الحكومة
التي لديها كافة الصلاحيات, والنتيجة مأساة بكل معنى الكلمة, العراق رغم انه خرج من الفصل
السابع الا ان القواعد الأمريكية لا تزال متواجدة به, وطالما ان الاغلبية في البرلمان من الشيعة
لذلك هم سبب بقاء الامريكان من جنود وقواعد بالبلد.
الذي نعرفه ان التحالفات تتكون قبل العملية الانتخابية والتحالف او المكون الذي يحصل على
غالبية الاصوات, هو من يشكل الحكومة ويعطى فسحة من الزمن لذلك, وان لم يستطع فان
الامر يتحول الى المتصدر الثاني …اياد علاوي كان الفائز في الانتخابات وكان يجب ان توكل
اليه مهمة تشكيل الحكومة, ولأنه علماني فانه تم استحداث الكتلة الاكبر بعد اعلان النتائج
وسحب من تحته البساط وتم تكليف المالكي ,اجزم انها امور قديمة ولكنني اردت ذكرها لان
المتصدرين للمشهد العراقي لا يريدون دولة ديمقراطية عادلة ,يجب ان يحكم العراق من
يتحصل على اصوات معينة وفق برنامجه الانتخابي غير ذلك تظلون في حلقة مفرغة.
عقدين من الزمن والخروج من عباءة الحزب الواحد الشمولي الديكتاتوري ,كانت كفيلة بان
تنتقل البلاد الى مصاف الدول المتقدمة صناعة وزراعة ومن ثم اقتصادا مزهرا يعود بالنفع
على المواطن البسيط, لكن ذلك وللأسف لم يحدث.
خرجت الجماهير بمختلف اطيافها منذ سنوات, تمقت الطائفية والمذهبية, معبرة عن سخطها
لتصرفات الساسة الجائرة الفاسدة المهدرة للأموال العامة, وللأسف لم تتم محاسبة أيا منهم, وفي
احسن الاحوال يطلب منه التنحي ولسان الحال يقول له كفاك ما تحصلت عليه.
البلد وللأسف لم يعد موحد الاكراد يصدرون النفط المتواجد بأراضيهم, ويستفيدون بجزء من
مبيعاته وصرفها على الاقليم الشبه مستقل وقد يكون يوما دولة, وقد يسري الامر يوما على
الشيعة والسنة وتكون هناك ثلاثة دول .
اردوغان ينتهك ارضكم وسمائكم متى شاء. يقطع عنكم المياه متى اراد …الشعب ورغم
الكميات الهائلة المصدرة من النفط, يعيش حياة البؤس والشقاء وتذهب مداخيل النفط الى الزمر
الفاسدة…. العراق لم يبنى ولن يبنى الا بتظافر الجهود ونبذ الطائفية والاثنية.

ميلاد عمر المزوغي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى