العالم تحت سيطرة المنجمين و العرافين

أحمد الحاج

لعل واحدة من أقبح الظواهر اللافتة والمستهجنة وقد برزت في الآونة الأخيرة بشكل مثير للريبة والشفقة في آن واحد هو الزعم وبعيد كل حدث كبير بل وحتى حقير حول العالم بأن العرافة اللبنانية المثيرة للجدل والدجل ليلى عبد اللطيف، سبق لها وأن تنبأت بوقوعه قبل أن يقع في أحد البرامج التلفزيونية التي تستضيفها باستمرار وفي حال لم ينسب التنبؤ بالحدث الى” ليلى” فإن نسبته ستكون لا محالة الى برنامج مسلسل عائلة سيمبسون ،وقد شمل ذلك الهراء كله محاولة اغتيال ترامب ،وقبلها سقوط مروحية الرئيس الايراني ابراهيم رئيسي،وبعدها تنحي جو بايدن عن السباق الانتخابي،ومن ثم صعود نائبته كامالا هاريس بدلا منه وهكذا دواليك أما عن أسباب ربط مسلسل عائلة سيمبسون،بمجمل الاحداث من قبل الذباب الالكتروني فيعود الى أن معد ورسام السلسلة مات غرينينغ ، هو شخص ماسوني بامتياز وينتمي الى طائفة ” البنائين الاحرار ” وأعتقد جازما بأنه ومنظمته السرية يقف وراء هذا الربط المتتالي لحلقات المسلسل بالأحداث بهدف الترويج له وإعادته الى الواجهة وتحقيق المزيد من الارباح والشهرة عبر غسيل العقول ، والحقيقة أن رسام السلسلة الماسوني لم يتنبأ بشيء وإنما صاغ برامج وأهدافا ماسونية تتمنى تحقيقها مستقبلا على أرض الواقع لتبني عليها كل ما من شأنه تحقيق أهدافها من خلال محاكاة أحداث ماضية أو آنية يعد إحتمال تكرارها وحدوثها مستقبلا بشكل أو بآخر وارد جدا بعيدا عن التنبؤات !
وأضيف بأن ارتباط الكثير من الدجاجلة بأجهزة المخابرات وعلاقاتهم برجال المال والأعمال والسياسة معروف ومشهور وبما له عشرات الشواهد ، بل إن بعض الساسة ورجال الأعمال لا يكتفون باستشارة الدجالين للتعرف على حظوظهم وطالعهم فحسب ، بل ويطلبون منهم إشاعة – كذبة ما – مقابل المال ، تمهيدا لتحويلها الى حقيقة في عالمي المال والاقتصاد والسياسة وهذا ما تفعله ” ليلى عبد اللطيف ” وحسبي أن أذكر بأن الدجال الروسي الشهير غريغوري راسبوتين ، وكان ضليعا بالتنويم المغناطيسي والقدرات الباراسيكولوجية فيما اطلق عليه اسم راسبوتين وتعني “الفاجر” لأنه كان معربدا و سكيرا ومقامرا وعضوا بارزا في ” جماعة خليستي” إحدى جماعات عبدة الشيطان ممن ينغمس أعضاؤها في الجنس السادي المحرم وشعارهم في ذلك هو ” ارتكاب الخطيئة من أجل التطهر من الآثام ” قد كان له تأثير كبير على أسرة رومانوف الحاكمة في روسيا قبل اغتياله في كانون الأول / عام 1916 ،حتى أن خصومه من الارستقراطيين الروس ممن ضاقوا ذرعا بفجوره وسطوته قد وصفوه بأنه “قوى ظلام تخيم حول العرش” ، سبقه في ذلك المنجم نوبخت الأهوازي، وكان على الديانة الزرادشتية قبل اسلامه وتحوله الى منجم البلاط في زمن ابو جعفر المنصور ، ويقال بأن نوبخت هذا كان قد ترجم كتب العرافة والتنجيم من اللغة الفهلوية تمهيدا لاستخدامها في أعمال العرافة والتنجيم عباسيا ، ولايختلف الحال مع العرافة الفرنسية ” بوجليد” وعلاقتها الوطيدة بالضباط الأحرار في مصر أوائل أيامهم بعيد ثورة 1952 ضد نظام الملك فاروق ، كذلك الرئيس الفرنسي شارل ديغول، وعلاقته الشهيرة بالعرافة “جين ديكسون”، وبعده فرانسوا ميتران ، وكان على علاقة وطيدة بالمنجمة “إليزابيث تيسييه”، كذلك المنجمة ” كريستين داغوي” وعلاقتها بجورج بوش الأب، وهي التي حددت له موعد انطلاق “عاصفة الصحراء “بحسب وكالة روسيا اليوم ، ومثلهم الرئيس الامريكي الأسبق رونالد ريغان ، وزوجته نانسي ، وكانا يستشيران عرافتهما حتى في أدق القضايا السياسية ، وأشدها حساسية قبل الإقدام عليها ، وفقا لصحيفة الاندبندنت البريطانية .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى