الصمت كذبة مرهقة …!!
محمد سعد عبد اللطيف،مصر،
في حالة صمت رهيب وعجز عن اطلاق صرخة في البرية أثناء خروج قافلة من قريتنا الي معبر رفح لقطاع غزة للمساعدات الإنسانية،مشهد وكأنك في زفة مولد اوكرنفال وفرجة ومكبرات صوت .من بث الاغاني فلسطين عربية ،، ومشهد أخر من بث علي شبكات التلفزة العالمية للمظاهرات في انحاء العالم وفي الجامعات الأمريكية
والاوروبية ضد الإبادة الجماعية ضد شعبنا في غزة ،وتعرض الطلبة للإعتقال والضرب في بلدان علي الاقل تحترم حقوق الإنسان والحيوان، فرق كبير بين شعوب عربية اختزلت القضية والحرب في مساعدات إنسانية ،،علماً
انها لاتدخل إلا بموافقة إسرائيل .، يقول الروائي الألماني والحاصل علي( جائزة نوبل) “غونتر غراس”، الصمت كذبة مرهقة
ومكرهة ومن تجاهلها سيلاقي العقاب ) وأي عقاب من حالة الصمت والتطبيع وفتح سفارات لهذا الكيان من مجرمي الحرب ،،عندما يطرح الأن حل لوقف إطلاق النار بشروط إسرائيلية وغربية مجحفة لشعب اعزل في غياب دور قيادي عربي للحل ، يتظاهر الطلبة والشعوب ونحن نسير في الشوارع وكأننا صنعنا الانتصارات لاهل غزة بمساعدات إنسانية احتمال تصل أو لا تصل .، الموضوع أكبر من ذلك أولاً :- تطويل أمد الحرب لنشوب حرب اقليمية وتوريط أمريكا وإيران في الحرب ومحاوله وجود حل لنتنياهو بعدم محاكمتة دولياً ومحلياً،،
ثانياً:- القضاء وتصفية المقاومة وإعادة الإحتلال للقطاع .وإعادة القوات الإسرائيلية علي حدود محور (فلاديفيا ) بين مصر وإسرائيل بطول 14 كم/ قبل عام 2005 /قبل فك الارتباط ..ثالثاً:- الإعلان عن فتح علاقات دبلوماسية مباشرة وفتح بعثات دبلوماسية بين( تل آبيب والرياض) وتكوين قوة حفظ سلام عربية تتولي قيادتها السعودية في غزة ..، ليعيد التاريخ نفسه في الحرب الأهلية في لبنان في الثمانينيات من القرن المنقضي .من تكوين قوة من سوريا وتوريطها بعد ذلك .وخروج عرفات والفصائل الفلسطينية من لبنان وتشتيتها ..،
قد تعيش مع شعوب ذاكرتها ضعيفة وكذلك سنوات دون أن تفهم ما تقول او تفكر ، لأننا شعوب وسلطات عربية بلا لغة عكس العالم، من الغريب أن تجد في منطقتنا سلطات قد تتكلم بلغات مختلفة في الازمات
كإستعراض الجيوش واظهار القوة والتخويف، والحفلات والمهرجانات وهو يعني الولاء،
على الرغم من أنه غالباً
منظم،
أو حشد الجيش على حدود للتلويح بالقوة، التهديد بالقوة أو الاستعمال العملي لها،
والأحمق من يلجأ لخيار استعمال القوة لأسباب تافهة تحدث على كل حدود الأرض العربية ، كما في حروبنا الوهمية والأهلية .، وقد سمعوا ان جيشهم عبر الحدود وبعضهم صاروا جنوداً قبل الافطار في دعوة الاحتياط قبل نزع سراويل النوم.
لكن” سلطتنا” بلا لغة ولا خطاب، ولا خطط ولا برامج مستقبلية ، لكي يبرمج المواطن حياته المستقبلية وليس للصدف والنزوات والحماقات الطارئة التي تقلب حياتنا وتدمرها.،
وعندما تنظر لما يسمى زعماء الأمة علي شاشات التلفزة وقت الازمات ، لا ترى غير شوارب وأحذية وبناطيل وأحزمة وكروش ووجوه صارمة مفتعلة سئمنا منها يفترض عدم عرض صورهم حماية من الخوف والضوضاء والكوابيس ووقاية للذوق وحماية الأطفال من الرعب والتشوه واشكال التلاعب وتدهور صورة الانسان.
لكن عندما تكون سلطات بلا خطط وقت الحروب والازمات ولا مشروع عمل مستقبلي ولا خطة إستراتيجية للآمنها القومي العربي،
وتعتمد على خطاب الكذب والوعود، ولا تعرف أين هي في المركز أم في الأطراف فهي فضيحة مدوية ولا تعرف أين تتمركز ومن اين تصدر القرارات ومن يعطلها..؟هل هم أشباح في الظلام..؟ منذ الاحتلال الإسرائيلي والحرب الدائرة وحتى اليوم لم نعثر على خطاب واضح للسلطة اي سلطة ولا لغة او برنامج او رؤية مستقبلية او حتى خطة مرحلية كما يفعل دول العالم ..،
وخلال مدة إندلاع الحرب في اكتوبر الماضي لم أفهم خطاب واحد من السلطات العربية هذه السلطات غير موجودة علي الخريطة السياسية وحضورها شكلي : وفي متابعتي ونشر بحث في مركز ناشونال جيوغرفيك الامريكي (الجغرافي ) قرأت بحث ان
الكلب يهز ذيله من اليمين لليسار عكس الاعتقاد السائد،
كما في دراسة للغة (ذيل الكلب) وهز الذيل من اليمين لليسار تعني أن الكلب في حالة إستثارة،
عندما يرى صاحبه أو كلباً آخر،
وأما هز الذيل نحو اليسار فهو يعني تحفز لخطر وشيك،
ومن خلال لغة ذيل الكلب يمكن فهم الحالة المزاجية للكلب.لكنك تقضي سنوات في محاولة فهم ماذا تقول هذه السلطات العربية ، فلن تصل الى نتيجة، لان السلطات في أمكنة كثيرة وتدار من أشباح،
وحتى لو هز المسؤول ذيله نحو اليسار أو اليمين أو القى خطاباً،
فلن تعرف ماذا يقول أم هل يعوي أم ينبح. .؟
اذا فهمنا ان ذيل الكلب ما ينعدل لأنه مصمم على ذلك، لكن من صمم لنا ذيل هذه السلطات لان السلطات العربية بالمعنى الواسع للسلطات وليست الحكومات كما هو الفهم التبسيطي عندنا، سواء سلطة نظام أو جماعة أو فرد زرعت فيه من التكرار والتلقين والتخويف
إذا كنت تعتقد أن هذة القوافل والمساعدات تدخل بدون إذن إسرائيل الديمقراطية كما يصورها الغرب. فأنت من هؤلاء الجهلة،،،!!
محمد سعد عبد اللطيف ،كاتب وباحث مصري متخصص في علم الجغرافيا السياسية ،