الصحافة الجديدةفي الواجهة

تبدأ بمزحة وتنتهي كحقيقة

يحدث علي الفيس بوك ووسائل الاتصال الاجتماعي ان يبدأ خبر بمزحة وينتهي به الأمر لحقيقة. ولا يعود الأمر في كثيرا من الأحيان من كونه شائعة أو مزاحا. هذه الظاهرة جعلت البعض يتسائل هل الخبر حقيقة أم فيس بوكي. من أضرار هذه الظاهرة غياب الحقيقة بين سيل من الشائعات. هناك الكثيرون الذين يتعمدون نشر إشاعات وأكاذيب لنشر صفحاتهم أو فيديوهاتهم على مواقع التواصل الإجتماعي والحصول على أكبر قدر من الإعجابات أو المشاهدات. واحيانا ما نجلس ونتناقش على أمور تخص الوطن أو المجتمع وفي النهاية نجد أن غالبية المشاركين في الحوار لم يقرأوا ولو كتابا واحدا عن الموضوع وأن كل مصادره تنحصر في وسائل الإعلام المختلفة والتي في غالبيتها تحمل توجها معينا يخدم مصالح افراد أو هيئات أو دول وليس في الغالب تظهر الأمر على حقيقته. والغريب أن تجد أناس كثر يستطيعون أن يجلسوا ساعات طويلة يتصفحون مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة وقد يقرأون ما يوازي مجلدات ولكنه لا يجد متسع من الوقت ليقرأ كتابا على الأقل في الموضوع الذي يتبناه ويدافع من أجله وقد يعادي ويخاصم ويتطاول بالأفاظ على خصمة لإثبات وجهة نظره التي لم يكلف نفسه عناء البحث والتقصي عنها. كان قديما حينما تكتب شيئا أو تتحدث عن شيء تنوه عن المصدر حتى يستطيع المخاطب أن يستوثق من المعلومة، أما الآن فصرنا نتحدث عن الأمر وكأننا إبتداؤه ومنتهاه. يجب علي المثقفين الحقيقين والذي يشغلهم هم وطنهم مصر ومستقبلها أن يتبنوا وسيلة تكون هي المصدر، وكل ما يصدر عنها موثق لا يحمل توجها بقدر ما يحمل الحقيقة في ظل طمس الحقائق وغياب المصادر الموثوقة.

د. محمد ابراهيم بسيوني

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى