إسلامرأي

ابن سبأ والعلماء المتفيهقين.. المؤامرة، والفتنة الكبرى.

—–

رشيد مصباح (فوزي)


لا يزال الخلاف حول بعض المسائل الدّينية، مثل الفتنة الكبرى وتكفير بعض العلماء الكبار من أمثال (الفارابي) و(ابن سينا) وغيرهم… قائما. على الرغم من توفّر المعلومات في هذا العصر، عصر العولمة، وفي ظل هذا العدد الكبير من المواقع الافتراضية التي لم يبخل أصحابها بإبراز جل الحقائق.

المشكلة تكمن في سطحية بعض عقول الذين بمجرّد قراءة أصحابها لسطر من السّطور، أو سماعهم لشخص ما مغرضا كان، أو متحيّزا لجهة ما، على الفور تصدر منهم فتاوى وأحكام قطعية غير قابلة للنقاش ولا للجدل، وهم لا يدركون الكثير من خبايا الأمور.

الفتنة الكبرى مثلا، والتي أدّت إلى ظهور تصدّع كبير لا يزال أثره إلى حد السّاعة ساريا في عقول بعض المنتسبين إلى الإسلام، لا يمكن معالجتها بمعزل عن جدلية “الخير والشر”: المؤامرة التي اعترض أصحابها سبيل الأنبياء والمرسلين، المتمثّل في الدعوة إلى التّوحيد. ومنذ أوّل جريمة وقعت في تاريخ البشرية، والمتمثّلة بدورها في قيّام (قابيل) باغتيال أخيه (هابيل)، والفتنة قائمة إلى يوم النّاس هذا.

فالأمر ليس بتلك البساطة التي يراها بعض المتحيّزين لصفّ وجهة معيّنة؛ وكل من يحاول أن يكون حيّاديا يجد نفسه متحيّزا بالضّرورة لأحد الفريقين. ذلك، أن الإنسان يستخدم مشاعره في معظم القضايا، ويتفاعل مع الأحداث المؤسفة والمؤلمة بجوارحه في أغلب الأحيان. فليس الانسان مجرّد آلة خالية من المشاعر؛ تسجّل أو تصوّر الأحداث كما هي.

لذلك ينصح بعض علماء الدِّين والأئمّة الفقهاء بتجاوز هذا الحدث، وعدم التسرّع في أصدار الأحكام الارتجالية، خاصّة على الصحابة رضوان الله عليهم جميعا، وحسن الظن بأصحاب رسول الله ـ صلى الله عليه وسلّم ـ حتى لا يقع المسلم في المحظور، ولأن الأمور ليست بتلك النظرة التي يراها بعض المغرضين من أعداء الملّة والدّين، ومن يليهم من السذّج السطحيّين.

الفتنة الكبرى هي عبارة عن انقلاب متكامل الأركان، كما يجري في هذه الأيّام. وما بُني على باطل فهو باطل. وكل الدّماء التي سالت بعد قتل الخليفة الثالث: سيّدنا (عثمان) ذو النّورين ـ رضي الله عنه وأرضاه ـ وعن الصحابة أجمعين، هو نتيجة مؤامرة قادها (عبد الله بن سبأ): اليهودي الذي جاء من اليمن لقتل الخليفة الرّاشد الأعزل؛ وكان محاصرا في بيته.

أما بخصوص (ابن سينا) و(الفارابي).. وغيرهم من العلماء الذين تم تكفيرهم، ليس بسبب بروزهم في مجال الطب و العلوم التجريبية آنذاك، كما يروّج له بعض المغرضين المرضى من أعداء الملّة و الدّين وأتباعهم السذّج، وكنتُ واحدا من بين هؤلاء قبل اطّلاعي على الحقائق بعين البصيرة وأدركُ أن السّبب الحقيقيّ يتمثّل في التفيهق وإتّباع سنن الفلاسفة الملحدين، والآراء المشبوهة التي تخالف شرائع السّماء. فماذا دهاهم؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى