الشاعرة و الكاتبة اللبنانية المبدعة زينة جرادي تكتب “سرير الملذات”

الشاعرة و الكاتبة اللبنانية المبدعة زينة جرادي تكتب “سرير الملذات”

سرير الملذَّات

كأنّي أحرُسُ الليلَ بمناسِكِ صمتٍ أخرس
بتراتيلَ تُضَمِّدُ لوعتي
مَهْصورَةً في مفارِقِ الحياة
حينَ تدلّى الظلامُ و التقطَ القمرُ خيوطَهُ
شكَوْتُ لوعةَ الغرام
فأنتَ الحالُ و المُحال
و أنتَ الجوابُ ردًّا على سؤال
حنيني إليكَ كخيطِ نملٍ على صراطِ سُكَّر
خطوطُهُ حروفُ جرٍّ و كَسْر
حتى الوقتُ يحتاجُ للوقتِ حين يبدأُ الكلام
نامَ الظِّلُّ على انعكاسِ حُلْمٍ لوَّنَهُ الشَّفَقُ بليل
علَّقَ أنوارَهُ على المشانِق
تُسامرُني و كرْمُكَ انتشى و تعتَّقَ في قعرِ نور كَمَنِ انصلَبَ على مشارِفِ سماء
صامتْ عينايَ مُتَوَسِّدَةً الأحلام
نسَخَتْني المرايا و أنا أترَقَّبُ رجوعَكَ
تعبُرُ ضُلوعي لتصِلَ إلى الفؤادِ و تُقيم
تُشَلِّعُني كريحٍ صَرْصَرٍ
تُمَدِّدُ الزمانَ و تُجاوِزُ أسوارَ العُمْرِ و تَبتَلِعُ الذكريات
ليسَ عدْلًا أن تُهدِيَني شريطَ حنينٍ مُخمَليٍّ و تُزَنِّرَني به وحيدة
احترقَتِ الصلواتُ على وقْعِ الأنين
هبت رائحةُ الرَّحيلِ تُطْبِقُ عليها شَفَتَيْكَ
يُغَلَّفُها السُّكَّر
نظراتُكَ مثل ريحِ يوسُفَ تَهَبُ لي الحياة
التقينا كغُرباء
فالنظراتُ قَتْلى
و الأقلامُ بِلا كلمات
و النفْسُ أُمَنِّيها بحبيبٍ مُدْنَفٍ
تَعْرُجُ روحي إليه
هو المشهدُ نفسُه
ترحَلُ كأوَّلِ مرَّةٍ و تترُكُ الدموعَ ببابِ عَيْنَيْ
و صوتُكَ يُزَلْزِلُ في ثنايا مَسْمَعي
شفاهي ظمآى تساقَطَ عنها العتَبُ و لوَّح لها الفِراق
أنت الشذى يَعْبَقُ في ليلي
مُذْ غادرْتَني
قلبي و أنا في ضَياع
ارتدى الغبارُ ذِكراك
تمهّلْ… لست ُأفعى آدمَ أُغويكَ فتنفُرَ مني
و تتلوى بسرير الملذَّات

سرير الملذات هو جديد الكاتبة المبدعة و المتألقة دائما في سماء الأدب زينة جرادي التي أثرت بأعمالها الساحة الثقافية و الأدبية ، المحلية منها و العربية و التي تعد قيمة مضافة للمكتبات العمومية و الخاصة ، حيث ستكون في متناول الطلبة و الأساتذة لتقديم بحوثهم و مذكراتهم الأكاديمية من خلال إعتمادها كمراجع علمية،

الطيب بونوة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى