السفوف الطبق التقليدي الأعرق على مائدة السحور بقصور أدرار

يرتبط شهر رمضان المعظم في ولاية أدرار وبخاصة في قصور توات الوسطى وأولف بتيدكلت يمجموعة من عادات والأطباق التقليدية التي تزين موائد الأسر كالسفوف سيد أطباق موائد السحور، حيث يكتفي الكثيرون بتناول ما يسمونها بسفات خلال السحور لمقاومة الجوع والعطش خلال ساعات الصيام، ليبقى السفوف الطبق التقليدي الأعرق الحاضر منذ قرون بالرغم من دخول اطباق حديثة على موائد الادراريين عموما، ويتم عادة تحضير السفوف منذ رجب او شعبان من قبل ربات البيوت من احد أنواع معينة من التمر الجاف كتقربوشت، اغمو ، أغراس ، تلمسو، الدقلة، تناصر او تزرزا ، وبهذا الخصوص تقول عائشة بلبالي باحثة في التراث ان السفوف هو التمر المهروش او المكسر لحبات دقيقة يتم جمعه وتنظيفه هروشته بحجرة مخصصة وتنزع منه النواة والسنداف”جزء براس التمرة” بعدها بتم وضعه بمهراس الخشب من أحجام مختلفة بحسب الكمية المراد تحضيرها وذلك لاجل دقه بعمود خشبي يسمى لمدق ثم يترك لأيام في الشمس ويعاد دقه مرة أخرى بشرط أن يكون الدق في الصباح الباكر بحيث يكون التمر قاس (جاف) ليوضع بعدها في طبق من سعف النخيل قصد فصل الجزء الناعم منه عن المتوسط والخشن. وتضيف عائشة بلبالي بالنسبة للجزء الخشن يعاد للمهراس ونعيد الدق مرارا حتى نتحصل على جزء متوسط وهذا يسمى السفوف، اما الجزء الناعم فيسمى في المنطقة “انغاد” وهو مستخلص التمر مخصص لتغذية الرضيع في زمن مضى ويستعمل حاليا اللحشو المعد للخبز التقليدي المعروف بالكسرة او خبزة الملة ببعض المناطق، وتضيف عائشة للسفوف توابل شانه كشأن بعض الاطباق بالمنطقة بحيث تسحق الكليلة وهي مادة الجبن المجفف (الاقط) وحبة حلاوة (الشمر) وهناك من يضيف توابل أخرى بحسب أقاليم الولاية كتوات وتيدكلت وبودة وتيمي وحتى قور قوراة المجاورة، وعلاوة على كونه طبق رمضاني حيث يأكل مع الحليب او اللبن ومنهم من يأكله مع اكلة بسيطة معروفة في المنطقة باسم “قزمة” فهي فاتحة للشهية ولها ذوق لذيذكان السفوف هو زاد المسافرين العابرين لفيافي الصحراء وللفلاحين وعمال البناء والفقارة وحتى الحجاج والمعتمرين بل ومازال هناك من يصطحبه معه للبقاع المقدسة، وفي الشهر الفضيل تاكل السفوف خلال السحور كما يمكن اكله في الإفطار خلال فترة ندرة التمر الناضج او تمر البطانة لدى بعض العائلات في بعض مناطق الجهة
ع بن صالح