أحوال عربيةأخبارأخبار العالم

سورية: الخامس من تشرين…هز ضمير الوطن

الدكتور خيام الزعبي- كاتب سياسي سوري

عانى الشعب السوري من ويلات الحرب والانفجارات، فيما الأعداء والحاقدون على بلدنا يستمتعون بقصف مدن وقرى سورية ويبدعون في قتل شعبها وتدمير بنيتها التحتية، لم يرحموا لا بشر ولا حجر والسبب ببساطة أن علماءهم المأجورون هم من دعوا للجهاد ضدنا.

اليوم جريمة جديدة تضاف الى سجل الإرهاب الوحشي، بعد أن أطل بوجهة القبيح مرة أخرى، حصاداً أكثر من 100 شهيداً وإصابة المئات في هجوم بمسيرات مفخخة استهدف الأكاديمية العسكرية في مدينة حمص.

هز هذا العمل الارهابي الأسود ضمير الوطن وأوجع قلوب السوريين وأعاد إلينا بعض مشاهد من ماض طوينا صفحته، و امتزجت دماء شهداؤهم وجرحاهم على ارض حمص لتقول لنا جمعياً أن سورية برمتها هي المستهدفة وأن الارهاب لا يفرق بين المدني والعسكري ولا بين أبناء الشعب كله.

إن الهجوم الذي استهدف الأكاديمية العسكرية، ما هو إلا دليل ساطع على الحقد الدفين تجاه الشعب السوري عموماً ومؤسسة الجيش العربي السوري خصوصاٍ بعد أن استطاع أبطال الجيش تحقيق الانتصار تلو الآخر على مدى السنوات الماضية، وفي الوقت نفسه يحمل في طياته دلائل على تورط أصابع خارجية إرهابية، تريد أن تصنع من سورية ساحة لشرور الارهاب.

بدا توقيت الهجوم الإرهابي مختاراً بعناية ليوافق صباح يوم حفل تخريج ضباط في الكلية الحربية ضم عدداً كبيراً من أهاليهم ، كما أن الهجوم اختار هدفاً أمنياً عسكرياً هو الكلية العسكرية ، فإذا ما أضفنا إلى كل ما سبق طريقة الهجوم التي تمثلت بعملية بمسيرات تحمل ذخائر متفجرة محظورة قد انطلقت من أوكار التنظيمات الإرهابية، فإذا انطلقت من البادية ستكون مرجعيتها أمريكية صهيونية ،أو انطلقت من الاتجاه الشمالي، أي إدلب وغرب حلب فستكون مرجعيتها تركية ولا يوجد احتمال ثالث على الإطلاق في مشهد مدبر ذات احترافية وخبرة عالية ، بالتالي لا يمكن قراءة هذا العمل الإرهابي بمعزل عن تحولات المسرح الدولي، وتطورات المنطقة، ومجريات الميدان السوري في المقدمة.

بالتأكيد أن هذا العدوان يحمل البصمتين الأمريكية والإسرائيلية للانتقام من سورية التي أسقطت كل هذه المشاريع ووضعت مع حلفائها في محور المقاومة امريكا والكيان الصهيوني في حالة من عدم القدرة على استكمال مخططاتهما في المنطقة عامة وسورية خاصة.

مجملاً…الإرهابيون يريدون زرع اليأس في قلوب السوريين للأبد، والإرهاب يبعث من حين لأخر برسائل قاسية للجميع مضمونها: أفقدوا الأمل في يلدكم، وبالتالي على السوريين التكاتف لمواجهة هذه الجريمة عبر التلاحم بين أفراد المجتمع الواحد بكل أديانه وأفكاره السياسية وأيديولوجياته وتياراته، فالإرهاب لا يفرق بين سوري وآخر حسب العقيدة أو الفكر السياسي. فالوقت الآن لتقييم كل ما حصل وأن نتكاتف جميعنا ونضع خلافاتنا جانبا لحماية أبنائنا في ظل وطننا الكبير، وأن نعد العدة ولا نستهين بالخطر القادم إلينا من جميع الاتجاهات.

ويبقى القول هنا، أن تلك العمليات الإجرامية لا يمكن أن تحقق أهدافها، ولا يمكن أن تخيف أو ترهب دولة بقدرة وقوة سورية، فسورية دولة عصية على أي محاولات إجرامية لزعزعة إستقرارها أو إرهاب شعبها، ولن يزيدها ذلك إلا قوة وإصراراً على لإستكمال مسيرتها في بناء وطنها، والحفاظ على وحدتها واستقرارها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى