الدور الجزائري في دعم الشعوب ثابت

أفاد المختص في القانون الدولي و مدير جامعة محمد لمين دباغين “سطيف 2”, الخير قشي, أن الجزائر أعطت لمبدأ “”تقرير المصير” أبعادا جديدة خلال الثورة التحريرية” المجيدة ضد الاستعمار الفرنسي.

“كان للجزائر الفضل في تطوير المبدأ السياسي “تقرير المصير” الذي وظفته خلال الثورة التحريرية المجيدة”, حسبما أوضح مدير جامعة سطيف 2 خلال كلمة ألقاها في مستهل أشغال “تجمع الطلبة الصحراويين” الذي سيدوم يومين و المنظم من طرف اتحاد طلبة الساقية الحمراء و وادي الذهب, بالشراكة مع رابطة طلبة الصحراء الغربية بالجزائر ومكتب الشهيد أباي داهي حنود بجامعة سطيف بمناسبة إحياء الذكرى ال 47 لإعلان الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية تحت شعار “تصعيد القتال لطرد الاحتلال”.

وأضاف السيد قشي خلال اللقاء الذي نظم بمقر كلية الحقوق و العلوم السياسية لجامعة سطيف 2 , أن “تقرير المصير كان المبدأ السياسي الذي وظفته الجزائر للمطالبة دبلوماسيا باستقلالها خلال الثورة التحريرية المظفرة حيث يعود لها الفضل في إعطائه أبعادا جديدة, لأن الأمر كان يتعلق بفرنسا التي تحوز العضوية الدائمة في مجلس الأمن”, مشيرا إلى أنه “ليس من السهل إعطاء هذا المبدأ أبعادا كبرى في إطار هيئة الأمم المتحدة لولا حنكة الدبلوماسية الجزائرية و مؤازرة دول عانت من ويلات الاستعمار”.

كما أبرز أن موقف الجزائر من قضية الصحراء الغربية “ثابت لم يتغير و لن يتغير مستقبلا, و هو موقف مبدئي كرسته كل الوثائق الرسمية للدولة الجزائرية بدءا بإعلان أول نوفمبر 1954 الذي يتضمن إشارة صريحة لحق الشعوب في تقرير مصيرها و ليس الشعب الجزائري فقط, حيث أخذ هذا المبدأ صدى جديدا جسد عمليا بعد عام 1960حيث سمح باستقلال 13 دولة”.

وفي ذات السياق, ذكر مدير جامعة محمد لمين دباغين الحضور المتكون من 400 طالب صحراوي قدموا من 23 جامعة بشرق الوطن, والعديد من ممثلي الجمعيات و المنظمات و التنظيمات الطلابية الصحراوية و ممثلي جمعيات المجتمع المدني, بالوثائق الرسمية للدولة الجزائرية التي تبنت مبدأ تقرير المصير منذ الميثاق الوطني سنة1976 إلى غاية التعديلات الأخيرة لدستور 2020 .

وبالمناسبة, قال السيد قشي أن موقف الجزائر من القضايا التحررية في العالم “أمر طبيعي لأنها اكتوت بنار استعمار استيطاني همجي ارتكب كل الجرائم على هذه الأرض الطاهرة”, مضيفا بأن “الجزائر قد استخدمت في ثورتها مبدأ تقرير المصير كسلاح وظفته في الأمم المتحدة وغيرها من المؤتمرات من أجل استقلالها فأصبح مبدأ تقرير المصير من الثوابت الوطنية”.

كما أفاد أنه “لم يثبت تاريخيا أن المملكة المغربية آزرت الشعب الصحراوي في يوم من الأيام في كفاحه ضد المستعمر الإسباني ولم يحدث أن طالبت بأن تكون الصحراء الغربية جزءا منها و إنما حاولت طرح هذا الادعاء بعد الاتفاق الثلاثي وعجزت عن إثبات وجود أي علاقة أو روابط تبعية بين المملكة المغربية و إقليم الصحراء الغربية أمام محكمة العدل الدولية, بالرغم من توظيفها لترسانة من المختصين لمحاولة إثبات وجود روابط بين المغرب و الصحراء الغربية و انتهت محكمة العدل الدولية بإعلانها الصريح بعدم وجود هذه الروابط عبر التاريخ القديم و المعاصر”.

وقد تابع المشاركون في مستهل هذا اللقاء شريطا وثائقيا حول عادات و تقاليد الشعب الصحراوي. كما أقيم بالمناسبة معرض خاص بالمأكولات و اللباس الصحراوي و تقديم محاضرات في المجال.

كما نظم القائمون على هذا التجمع مسابقات فكرية و رياضية و ثقافية و زيارة إلى المتحف العمومي الوطني بسطيف, علاوة على العديد من النشاطات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى