تعاليقرأي

الحياة دروس وحكم  

ما يشدني في علاقاتي  مع الغير  البعد الإنساني،  فإذا تعرى المرء من  إنسانيته ، أصبح كائنا بلا روح. 

وفي  ذلك المعنى يقول  جبران خليل جبران : ( الإنسانية نهر من النور يسير من أودية الأزل إلى بحر الأبد) . 

 وما يشدني في علاقاتي الاجتماعية البعد الخلقي ، فالناس تنتفع من منفوع أخلاقنا .

ولا يشد الشعراء  عن القوم فيقول  شوقي مادحاً النبي عليه السَّلام:

بَنَيتَ لَهُم مِنَ الأَخلاقِ رُكناً فَخانُوا الرُكنَ فَانهَدَمَ اضطِرابَا

وَكانَ جَنابُهُم فيها مَهيباً وَلَلأَخلاقِ أَجدَرُ أَن تُهابَا

و ما يشدني في علاقاتي المهنية حرص المرء على تطوير  كفاءاته المهنية ،  والمحافظة على سمته الانضباطي في المؤسسة و خارج  محل العمل. 

وهذا المذهب وقف عنده الدكتور إبراهيم الفقي فيقول :  

( إذا لم تحاول أن تفعل شيء أبعد مما قد أتقنته .. فأنك لا تتقدم أبدا ( 

وما يشدني ويجذبني  في علاقاتي  أكثر فأكثر ، بل فوق ذلك كله ،  خوف المرء ووجله وطاعته لربه ، فهي عندي  ميزان المفاضلة الوحيد الذي نقيس به مجال القرب أو البعد  ، فمحبة الله  هي أجمل شيء في الحياة .

لعلّ أجمل ما يقوي المعنى الذي أريده إيصاله لأحبابي أقتطفه  من شهد قول  عالم  عارف  هو الإمام   ابن القيم رحمه الله يقول   : 

( أي شيء عرف من لم يعرف الله ورسله ، وأي حقيقة أدرك من فاتته هذه الحقيقة ، وأي علم أو عمل حصل لمن فاته العلم بالله والعمل بمرضاته ومعرفة الطريق الموصلة إليه ، وماله بعد الوصول إليه ) 

أحسب أن ما ذكرته من الصفات  ، لها إسقاطات على محك الواقع، فهناك أشخاص عمالات  نادرة،    سكنوا القلوب  ، واحتلوا أمكنة متميزة في كوامن الروح ، ليس لغنى ولا ثراء ولا علو منصب مكتسب ، ولكنهم  انتزعوا  المحبة من قلوب الناس انتزاعا، لصدقهم ولبساطتهم ، ولكفاءاتهم ، ولإخلاصهم .

وهذه الطينة من البشر عملة نادرة في الوسط ولكنها موجودة ، حق لها إذا غابت أن يذكرها الناس بما هو أهل لتلك المكانة  ، أقول في غير مدح أن أخي جون بيار أو كما يحلو لي تسميته محمد بوشمال من خير ما عرفت أخلاقا وكفاءة مهنية وخلق إنساني راقي لمسته فيه  منذ أن عرفته فتى جمعتنا الدراسة في  ثانوية جامعة المختلطة و استمرت العلاقة إلى وقت كتابة هذه السطور القلائل أقول هذا وصفه ولا أزكي على الله أحد  .

نسأل الله أن يبارك في عمره ويجازيه الله عنا خير الجزاء سائل الله أن  يمن عليه بالصحة والعافية والسعادة فيما تبقى من عمره في طاعته تعالى 

الأستاذ حشاني زغيدي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى