الجمعية كما يراها خضر بن طوبال
ترجمة، وتنظيم، وترتيب، وتعليق معمر حبار
مقدّمة القارىء المتتبّع للكتابين:
تطرّق المجاهد لخضر بن طوبال، رحمة الله عليه بشكل كبير عن للجمعية، في الجزء الأوّل من الكتاب، والمعنون بـ:
“LAKHDAR BENTOBBAL Mémoires de l’intérieur”[1].
ولم يتطرّق إلى الجمعية إلاّ نادرا جدّا، وتكاد لاتذكر، في الجزء الثّاني من الكتاب، والمعنون بـ:
“LAKHDAR BENTOBBAL، LA CONQUÊTE DE LA SOUVERARINETÉ”[2].
كتب صاحب الأسطر عقب قراءته للكتابين، ولغاية هذه الأسطر: 17مقال، و6 مناشيرمختلفة المواضيع عبر صفحتي، و39 منشور ضمن سلسلتي الأولى[3]، والثّانية[4].
أنصح أصحاب القلوب الرقيقة بعدم متابعة المقال الذي يتحدّث عبره لخضر بن طوبال عن الجمعية، وتحالفها مع فرحات عباس وبن جلول، والشيوعيين، وموقفهم من الاستدمار الفرنسي حسب مايراه ويؤكّد عليه باستمرار، وبوضوح.
تحدّث لخضر بن طوبال عن الجمعية قبل تفجير الثّورة الجزائرية بشكل كبير، ولم يتحدّث عنها أثناء الثّورة الجزائرية إلاّ نادرا، لأنّها لم تكن من الذين فجّروا الثّورة الجزائرية، ولا من قادتها، ولا من منظريها.
تمويل الجمعية على حساب المنظمة الخاصّة المحاربة للاستدمار الفرنسي
قال: رفض الأغنياء تمويل المنظمة الخاصّة، وموّلوا الجمعية وأحزاب أخرى “معتدلة؟!” في نظر الاستدمار الفرنسي. وكان كلّ صوف الكباش “الهَيْدُورَة”، و”العْشُورْ” يتّجه للجمعية من أجل تمويلها.
قال: لم يكن للمنظمة الخاصّة أيّ مصدر للتمويل مقارنة بأحزاب أخرى كالجمعية التي كانت لها مصادر تمويل ضخمة، ولها رقم أعمال ضخم، وأراضي دون مقابل، ودون تكاليف الكراء.
تذهب كلّ الهبات، والمساعدات لمدارس ومساجد الجمعية. ولم نملك هذه القدرة، ولا إماما يدافع عنّا، ولا يقف إلى جانبنا. 67
احتكار الدين من طرف الجمعية للاستحواذ على الجزائريين
قال: مشاكل كبيرة من طرف الجمعية التي كانت تستعمل الدين، واللّغة العربية، والمدارس للاستحواذ على الجزائريين، حتّى أمسى لكي تكون عربي لابدّ أن تكون من الجمعية، ولكي تكون مسلم لابد أن تكون من الجمعية، وكان العربي والمسلم محصور فقط في الجمعية. 63
الجمعية تساند المؤيّدين للاستدمار الفرنسي:
تحدّث مطوّلا عن الشيخ مبارك الميلي رحمة الله عليه، وعبر صفحات 26- 34، وأبدى إعجابه به. وتطرّق للجمعية من خلال معرفته الشخصية له، وقال: فاز رئيس البلدية juily بفضل مساندة الجمعية له. وطلبنا المساعدة من الجمعية حين شرعنا في العمل النضالي، فلم تتحمّس لنا، ولم تحاربنا. 31
ساندت الجمعية سنة 1937 مرشح الاحتلال الفرنسي juily الذي لايحسن كلمة واحدة من اللّغة العربية، ضدّ المرشح بوصوف. 64
الجمعية من الداخل:
لم تكن الجمعية منضبطة مع أعضائها كما كنّا نحن مع أعضائنا. فكانت الفضائح لدى الجمعية بمعدّل مرّة، أو مرّتين كل سنة. وفي عالم الأعمال كانت الجمعية تمارس الكذب، والحلف بشكل عادي. 67
أعضاء الجمعية لم يكونوا نزهاء. والجمعية تقوم بكراء مخازنها للفلاحين، وكذا الأراضي التي تملكها لتدعيم مشاريعها، ومدارسها، وأئمتها، ومؤذنيها. 68
لايوجد أحد من أعضاء الجمعية شريف في تسيير المال والأملاك.
الجمعية والاستدمار الفرنسي:
أصبح جليا أن نخوض حرب تحرير الجزائر بمفردنا، أمّا عن فرحات عباس والجمعية فقد رفضوا بقوّة التحدّث عن استرجاع الجزائر لسيادتها. 82
فهمنا أنّ المشاكل الكبرى لاتأتينا من المحتلّ الفرنسي، إنّما من فرحات عباس والجمعية. 83
بالنسبة لنا، أصبح لزاما علينا أن ننتقل للمواجهة، لأنّه لايمكن مواجهة فرنسا المحتلّة تاركين وراءنا الجمعية، نظرا لتأثيرهم على المجتمع، وهم الذين يمسكون بالمجتمع، وقرّروا غلق الطريق في وجهنا. ولم يكن طرد الاحتلال بالنسبة لهم أولوية الأولويات. ولهذه الأسباب رفض حزب الشعب مقاطعة انتخابات سنة 1946.
فشل حزب الشعب في ثني الجزائريين من المشاركة في الانتخابات التي يشرف عليها الاحتلال الفرنسي، ونجحت الجمعية، والبشير الإبراهيمي، وفرحات عباس في حثّ الجزائريين على المشاركة في الانتخابات المبنية أساسا على إدماج الجزائر ضمن فرنسا المحتلّة. 86
لم نتعرّص لمشاكل في الأماكن التي لم تكن تحت سيطرة الجمعية، لأنّهم كانوا يتقبلون بسهولة معنى محاربة الاستدمار الفرنسي، لكن وجدنا صعوبة في الأماكن التي تسيطر عليها الجمعية وكانت قليلة جدّا، وسرعان ماتلاشت هذه المشاكل، بعد الوعي الذي نشرناه في صفوفهم. 125
لم تتّخذ الجمعية يوما موقفا يتعلّق بضرورة استرجاع السّيادة الوطنية. 64
العيب الوحيد لدى الجمعية أنّها لم تعلن يوما عن كيفية تحقيق استرجاع السّيادة الوطنية. والجمعية ضدّ كلّ من يسعى لتحقيق استرجاع السّيادة الوطنية. 66
ذهب مصالي إلى مكّة (سنة 1951) ووجد ملجأ بالمشرق العربي. وبقينا نحن نعاني إمّا السجن، أو التعذيب، أو الفرار 130. ولذلك أظلّ أرفض السفر إلى الخارج. ولا يمكن العمل ضمن قوانين المحتلّ الفرنسي131.
أقول: هذا عتاب لكلّ من اتّخذ المشرق العربي وسيلة للهروب من الجزائر، خاصّة وأنّه قائد. والكلام -ضمنيا، وحسب قراءتي- موجّه لمصالي الحاج، والجمعية ولكلّ من يتّخذ المشرق العربي وسيلة للهروب والضحك على الجزائريين.
قال: لم ننتهج يوما نظرية التّدرج في محاربة الاستدمار الفرنسي، وكان عملنا منحصرا في استرجاع السّيادة الوطنية، ومحاربة الاستدمار الفرنسي لتحرير الجزائر، والعمل على حثّ الجزائريين لقطع علاقاتهم بالاستدمار الفرنسي، وكنّا نطالب باسترجاع السيادة الوطنية التّامة.
أقول: هذه العقيدة هي التي دفعت لخضر بن طوبال يعارض بقوّة وشراسة طريقة الجمعية، وفرحات عباس.
أقول: يرى لخضر بن طوبال، أنّ كلّ قول أو فعل لايؤدي إلى العمل الثّوري ضدّ الاحتلال فهو خيانة، وضياع للوقت، وضحك على الجزائريين. وهذه إحدى العوامل الرئيسية التي جعلته ينظر للجمعية، وفرحات، ومصالي وغيرهم باستصغار.
أضيف: رفض العودة لإلقاء المحاضرات بعدما تمّ التضييق على المنظمة الخاصّة من طرف الاحتلال في انتظار أن تهدأ الأمور. فهو لم يعجبه هذا الوضع المضطرّ إليه، فعادي جدّا أن لايرضيه عمل الجمعية، وفرحات عباس، ومصالي الحاج الذين كانوا ينتهجون هذا المنهج.
الجمعية ومؤتمر الصمومام:
قال خضر بن طوبال: عبان رمضان رحمة الله عليه هو الذي فرض انضمام الجمعية، وفرحات عباس، والمصاليين، والشيوعيين للمشاركة في مؤتمر الصومام.
يقول عبان رمضان في دفاعه عن موقفه، أنّه أقحم هؤلاء (الجمعية، وفرحات عباس، والمصاليين، والشيوعيين)، للمشاركة في المؤتمر حتّى لاينفرد بهم المحتلّ، ويحدث انقساما داخل الثورة، خاصّة وأنّ الجميع يعلم بموقفهم السلبي من الثّورة الجزائرية.
عارض كريم بلقاسم رحمة الله عليه موقف عبان رمضان، (فرضه انضمام: الجمعية، وفرحات عباس، والمصاليين، والشيوعيين)، وغضب منه لأنّه كان لايرجع إلينا في عدّة قرارات، ومنها هذا القرار.
أقول: وقف لخضر بن طوبال موقف الرّافض بقوّة وشدّة ضدّ عبان رمضان، وضدّ انضمام الجمعية، وفرحات عباس، والمصاليين، والشيوعيين للمشاركة في مؤتمر الصومام، وأعلنها صريحة مدوية وعلنية.
أقول: ظلّ لخضر بن طوبال يرفض انضمامهم (الجمعية، وفرحات عباس، والمصاليين، والشيوعيين)، ويؤكّد على أنّ الأيّام والأحداث أكدت صواب موقفه.
أقول: لاأبالغ إذا قلت أنّ لخضر بن طوبال، لقي ربّه -في 87 من عمره- وهو يرفض انضمام الجمعية، وفرحات عباس، والمصاليين، والشيوعيين للمشاركة في مؤتمر الصومام.
أقول: رفض هواري بومدين رحمة الله عليه نتائج الصومام، ولم يعترف بها. ومن الأسباب التي دفعته لهذا الموقف هو رفضه انضمام أطرافا لم تشارك في تفجير الثّورة الجزائرية، وهم: الجمعية، وفرحات عباس، والمصاليين، والشيوعيين.
الجمعية وحزب الشعب المناهض للاستدمار الفرنسي:
كانت الجمعية عدوة شرسة لحزب الشعب، لكنّها لم تدعو لمحاربة مناضليها. 31
رفض فرحات عباس، والجمعية إعادة المحادثات مع حزب الشعب. 82
كان حزب الشعب يمثّل الحزب بأتمّ معنى الكلمة، لكن لم يكن له اتّصال مع المجتمع. والنّاس كانوا يخافونه للأسباب أعلاه، ويقولون: لسنا مع عباس، لكن بما أنّه متحد مع الجمعية, فإنّ ذلك ضمان ضدّ المغامرة. 83
أقول: ممّا فهمته من قراءتي، أنّ فرحات عباس كان يستغلّ علاقته القويّة والمتينة مع الجمعية لتحقيق أغراضه، والنّاس كانوا يتغاضون عن ماضيه الأسود لأجل الجمعية. والقداسة التي أحيطت بالجمعية منعتها من قبول النقد قبول حسنا.
المناصرين لفرحات عباس كانوا “بَيَاعِينْ”، أو أعوان إدارة المحتلّ الفرنسي. وقوّتهم في الجمعية التي تساندهم. 86
أقول: ممّا فهمته من شهادة المجاهد لخضر بن طوبال، أنّ أعداء حزب الشعب الذي يطالب باسترجاع السّيادة الوطنية، هم: الجمعية، وفرحات عباس، والحزب الشيوعي، بالإضافة إلى الاستدمار الفرنسي. وهؤلاء جميعا خلقوا مشاكل كثيرة لحزب الشعب.
التوزيع الجغرافي الجزائري، والجمعية لاتدعو لمحاربة الاستدمار الفرنسي
انتصرت الجمعية في ميلة وقسنطينة، باعتبارها مهد الجمعية. وانهزمت في عنابة، والعاصمة، ووهران، وتيزي وزو، باعتبار سكان تيزي وزو كانوا بالفطرة وطنيين ومعارضين للجمعية. 86
أقول: يقسّم لخضر بن طوبال تواجد الجمعية من الناحية الجغرافية إلى: تواجدها في الشرق الجزائري كقسنطينة، وعدم تواجدها في العاصمة والغرب الجزائري. ويريد أن يقول -في تقديري- وعدم تواجدها في تيزي وزو لاعلاقة له بالجانب الجغرافي، إنّما له علاقة برفض سكان تيزي وزو لها.
أقول: مفهوم الوطنية عند لخضر بن طوبال يعني كلّ من يرفض الاحتلال، والتعامل معه. ويرى أنّ الوطنية والجمعية لايلتقيان، ولهذا السبب تمّ رفضها من طرف سكان تيزي وزو.
والشعب الجزائري يأخذ عن الجمعية فيما تنشره عبر المدارس، لكن لايأخذ عن الجمعية فيما يتعلّق بالوطن، والوطنية لأنّها بعيدة عن الواقع، ولا تدعو لمحاربة الاستدمار الفرنسي. 125
أقول: يرى أيضا أنّ الجمعية انتصرت في الولايات التي لايتواجد فيها بن طوبال والحزب الذي ينتمي إليه، وانهزمت في الولايات التي يتواجد فيها بن طوبال والحزب الذي ينتمي إليه بن طوبال.
أقول: للأمانة، لخضر بن طوبال يستعمل مصطلح “القبايل” الذي لاأستعمله، وأستعمل “تيزي وزو”، مادمنا نتحدّث عن الولايات.
أقول: يضع لخضر بن طوبال الجمعية في زاوية، ويضع الوطنية في زاوية حيث لايلتقيان أبدا.
الجمعية لاعلاقة لها بالثّورة[5]:
أعضاء CNRA الذين كانوا ثوريين كانوا قلّة، بينما المركزيين، وUDMA، والجمعية كانوا كثرة. وهؤلاء لاعلاقة لهم بالثّورة.
الأعيان، وكلّ من له تأثير كالزوايا (وأصحاب الدين)، لم يلعبوا غير دور هامشي. وكانوا حلفاء للثّورة بالانتهازية، وحساب مصالحهم. 357
أقول: ويقصد أيضا الجمعية الذين انضموا إلى الثورة، حين علموا أنّها انتصرت، والنصر سيكون لها. ولخضر بن طوبال لايفرّق بين الجمعية والزوايا.
أقول: لخضر بن طوبال لايعارض المفاوضات مع المحتلّ الفرنسي، لكنّه يعارض المفاوضات من منطلق ضعف، ويريد مفاوضات من منطلق قوّة، ولذلك انتقد بوضياف، وبن جلول، وفرحات، والجمعية وغيرهم. بالإضافة إلى أنّ الثّورة مازالت محصورة في الجبال، ولم يحتضنها الشعب بعد. والفترة المعنية هي سنة 1956، حين بدأ البعض يطالب بالتفاوض.
اتّخاذ الجمعية العمل السياسي غاية وليس وسيلة:
أقول: انقادت الجمعية لفرحات عباس الذي قال: “أنا فرنسا”، وانقادت لبن جلول الذي قال: “سأواصل النضال من أجل الاندماج”.
أقول: ممّا فهمته، أنّ لخضر بن طوبال ليس ضدّ العمل السياسي كوسيلة مؤقتة، لكنّه ضدّ أن يكون العمل السياسي غاية بحدّ ذاته، وهدفا دائما. وهذا هو السبب الذي جعله يختلف جذريا مع الجمعية، ومصالي، وفرحات، وبن جلول لأنّهم اتّخذوا من العمل السياسي غاية، وهدفا لايحيدون عنه.
أقول: وكأنّه يقول للمثبّطين، ولدعاة العمل السياسي، والاندماجيين من الجمعية، وفرحات عباس، ومصالي الحاج، وبن جلول: لو عشتم حياة الفرار، والجوع، والعري، والتّهديد في كلّ لحظة، والحرمان ماوقفتم ضدّنا، ولسبقتمونا للثورة، وما زعمتم التبرير بعدم الثورة باسم قلّة الوسائل، والظروف غير المواتية، وعدم الاستعداد الكافي[6]. 182
أقول: لخضر بن طوبال لايعارض المفاوضات مع المحتلّ الفرنسي، لكنّه يعارض المفاوضات من منطلق ضعف، ويريد مفاوضات من منطلق قوّة، ولذلك انتقد بوضياف، وبن جلول، وفرحات، والجمعية وغيرهم. بالإضافة إلى أنّ الثّورة مازالت محصورة في الجبال، ولم يحتضنها الشعب بعد. والفترة المعنية هي سنة 1956، حين بدأ البعض يطالب بالتفاوض، ولم يتحدّث في هذا الكتاب عن مفاوضات إيفيان، التي لم يصل إليها بعد.
رفض لخضر بن طوبال انضمام الجمعية، والشيوعيين، وفرحات، والمصاليين للثّورة الجزائرية:
اقترح بن مهيدي انضمام المصاليين، وUDMA، والجمعية محافظة على الصّف. وعارضت بقوّة اقتراحه، وفي الأخير خضعت أنا وزيغود لرأي الجماعة. 321
أقول: يردّد لخضر بن طوبال وباستمرار، أنّه يثق في بن مهيدي، وأنّه جاء للمؤتمر بسبب ثقته به. وفي الوقت نفسه يكرّر وباستمرار أنّه لايعرف كريم بلقاسم، ولا عبان رمضان، لكنّه يبدي خيبة أمله في بن مهيدي الذي وافق عبان وكريم لانضمام الجمعية، والشيوعيين، وفرحات، والمصاليين للثّورة الجزائرية[7].
الجمعية تتّصل بالمجرم سوستال لتكوين حكومة ضدّ الثّورة الجزائرية:
بعد 1ماي 1955، شدّد العدو الخناق علينا، ولم نستطع حتّى الخروج ليلا، وأصبح تواجد المحتلّ في أيّ وقت، وفي اللّيل. 224
تمركز المحتلّ في الأوراس بقيادة المجرم بيجار. والأوراس تحمّلت كل ثقل الثورة لوحدها. وعلمنا أنّ قادة UDMA, والجمعية، وأعضاء MTLD ، والمصاليين سعوا للاتصال بالمجرم سوستال. وتحدّثوا جميعا لتكوين “جبهة وطنية لمناهضة العنف؟!”، والمقصود طبعا هم نحن (أي المجاهدين). والمقصود بـ: “العنف” هم نحن.229
هؤلاء تعاونوا مع المحتلّ لتكوين حكومة ضدّ الثورة الجزائرية، ومنهم الشيخ خير الدين من الجمعية، وأحمد فرانسي، والحاج شرشالي، ومولاي مرباح. وكلّ التيارات كانت موجودة، وهي: UDMA, والجمعية، والمركزيين، والمصاليين . 230
كان زيغود يوسف يرى أنّه يجب أن لاتوضع الثورة بين يدي أشخاص لايربطهم مشترك مع الشعب. 230 . وقبول حكومة تحت سيطرة الاحتلال يعتبر خيانة، وعلينا أن نحطّم حلمهم هذا، وهذا ماحثّ عليه زيغود[8]. 231- 230
أقول: من هنا جاءت هجمات 20 أوت 1955، للتّخفيف عن الشرق الجزائري، حيث حاول المحتلّ أن يخلق تفرقة واختلافا وتطاحنا بين الداخل والخارج.
الخاتمة:
أقول: لخضر بن طوبال لايحقد على مصالي الحاج، ولا الجمعية، ولا فرحات عباس وإن رفض طريقتهم في التّعامل مع المحتل، ومع العمل المسلّح. وأبدى رأيه، وأعلن موقفه منهم، وأعاد تثبيته بعد عقود من الزمن. والمسألة لاعلاقة لها بحقد، إنّما لها علاقة بمواقف كتبت، وسجلت.
أقول: يغضب لخضر بن طوبال من كلّ شخص، أو هيئة تقف أمام العمل العسكري ضدّ المحتلّ ، ومهما كان.
حين يتحدّث لخضر بن طوبال عن الجمعية، فهو يقصد أيضا: فرحات عباس، والحزب الشيوعي، ولا يفرّق بينهم أبدا.
أقول: يشترك المجاهد لخضر بن طوبال مع الأستاذ مالك بن نبي في النظرة للجمعية، وبن جلول، ومصالي الحاج، وفرحات عباس، واستعمال مصطلح “الزعيم” بين شولتين وإطلاقه على الزعماء كمصالي الحاج، والانتخابات تحت الاحتلال على أنّها عبث، وضحك على الجزائريين.
[1] Daho Djerbal “LAKHDAR BENTOBBAL Mémoires de l’intérieur”, CHIHAB ÉDITIONS, Octobre, 2021, Alger, ALgérie, Contient 401 Pages.
[2] Daho Djerbal “LAKHDAR BENTOBBAL، LA CONQUÊTE DE LA SOUVERARINETÉ”, CHIHAB ÉDITIONS, mars, 2022, Alger, Algérie, Contient 305 Pages.
[3] #مذكرات_لخضر_بن_طوبال.
[4] #مذكرات_لخضر_بن_طوبال_الجزء_الثّاني .
[5] للزيادة، راجع من فضلك مقالنا بعنوان: “المغرب، ومفاوضات الخمسة، ورفض نتائج مؤتمر الصومام، وفرحات عباس، ونتائج إضراب 8 أيّام السّلبية ، وعظمة المرأة الجزائرية .. كما يراها لخضر بن طوبال – معمر حبار”، وبتاريخ: الأحد 20 جمادى 1443هـ، الموافق لـ: 23 جانفي 2022.
[6] للزيادة، راجع من فضلك مقالنا بعنوان: “بدايات الثورة الجزائرية كما يراها لخضر بن طوبال – ترجمة، وتلخيص، وتعليق معمر حبار”، وبتاريخ: الإثنين 9 جمادى الأولى 1443، الموافق لـ: 13 ديسمبر 2021
[7] للزيادة، راجع من فضلك مقالنا بعنوان: “مؤتمر الصومام كما يراه لخضر بن طوبال – معمر حبار”، وبتاريخ: الأربعاء 6 جمادى الثانية 1443، الموافق لـ: 9 جانفي 2022
[8] للزيادة، راجع من فضلك مقالنا بعنوان: “هجمات 20 أوت 1955 كما يراها لخضر بن طوبال – معمر حبار”، وبتاريخ: الإثنين 30 جمادى الأولى 1443، الموافق لـ: 3 جانفي 2022.
—
الشلف – الجزائر
معمر حبار