التوتر بين الرباط والقاهرة: المخزن يلعب دور السمسار لإيصال الأسلحة من الكيان الصهيوني إلى إثيوبيا

زكرياء حبيبي

تتصاعد وتيرة التوتر بين القاهرة والرباط بعد زيارة مسؤول عسكري إثيوبي كبير للمغرب. وهي زيارة لها علاقة بالتصعيد بين مصر وإثيوبيا بشأن سد النهضة الذي تصفه مصر بأنه تهديد كبير لأمنها القومي.

وإذا كانت الأبواق الدعائية لنظام المخزن تتهم الجزائر بهذا التوتر، فإن الحقيقة تبقى أن عدة مصادر كشفت أن التوتر بين القاهرة والرباط مرتبط بقضية تسليم أسلحة من الكيان الصهيوني إلى إثيوبيا، والذي لعب فيها النظام المخزني دور السمسار، بهدف تسميم الوضع بين إثيوبيا ومصر في القرن الأفريقي، في أعقاب إرسال جنود مصريين إلى الصومال لدعم الحكومة الصومالية القائمة، لإجبار قوات أديس أبابا على الانسحاب من أرض صوماليلاند.

وفي هذا السجل، من المهم التأكيد على أن تسليم الأسلحة الصهيونية إلى إثيوبيا عبر المستعمرة الصهيومخزنية مرتبط برفض مصر قبول وجود جيش الكيان الصهيوني في ممر فيلادلفيا. ونتيجة لذلك، انتهك الكيان الصهيوني مرتين اتفاقية السلام الموقعة مع مصر بإرسال جنوده إلى ممر فيلادلفيا وتسليم الأسلحة إلى دولة في صراع مع القاهرة.

أما نظام المخزن، الذي يواصل اتهام الجزائر بعد كل خياناته، كان قد قام بالفعل بتزويد سفينة صهيونية تقل أسلحة من الولايات المتحدة إلى فلسطين المحتلة، بالوقود، في خضم الإبادة الجماعية للشعب الفلسطيني، التي أدانها المجتمع الدولي. وهذا في الوقت الذي ترفض فيه دول مثل ناميبيا، وإسبانيا استقبال السفن الصهيونية، وفي الوقت الذي تعتزم فيه الدول الأوروبية المعروفة بدعمها لنظام الفصل العنصري وقف تسليم الأسلحة لهذا الكيان الصهيوني المجرم.

وإن الاختباء وراء بعض الحجج الغريبة في إطار ما يسمى بالنجاحات الدبلوماسية، لا يبرر بأي حال من الأحوال خيانة نظام المخزن لمصر. كخيانة القضية الفلسطينية مقابل تغريدة دونالد ترامب أو رسالة الصهيوني الذي يقود الإبادة الجماعية بنيامين نتنياهو، التي من شأنها الاعتراف بـ”خطة الحكم الذاتي المغربي” في أراضي الصحراء الغربية، والتي لا يمكن تبريرها أيضا.

ولا يمكن لإثيوبيا، التي تستضيف مقر الاتحاد الأفريقي الذي تعد الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية عضوا مؤسسا فيه، أن تستجيب للمطلب المخزني بالتراجع عن قرارها السيادي بالاعتراف بحق الشعب الصحراوي في تقرير المصير.

ووحدها الأنظمة المفترسة مثل نظام الرباط التي تجعل من الابتزاز والمكر والخيانة والافتراء والأكاذيب كأساليب دبلوماسية وسجل تجاري سياسي للتعريف بنفسها على الساحة الدولية. ولنا في بيغاسوس وماروك غيت خير برهان.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى