
التنمية المستدامة
أحمد زكي عدوان
التنمية المستدامة هي المصطلح الأهم والدارج الآن ضمن الخطط المستقبلية لأغلب دول العالم المتقدمة والنامية، والتي توضع لعدة سنواتٍ في المستقبل للأجيال القادمة، حيث تسعى التنمية المستدامة لتحقيق عدة أهداف بيئية واقتصادية واجتماعية، باعتبارها عمليةً واعيةً طويلة الأجل ومستمرةً ومتكاملةً في أبعادها الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والبيئية. فنجد أنَّ هدفها يتمثل في مجموعة أهداف فرعية اقتصادية واجتماعية وبيئية، ترتكز في إحداث أو إجراء تغييراتٍ جوهرية في البنية الأساسية للمجتمع دون الضرر بالبيئة.
ومن خلال تلك الأهداف، يتضح لنا أبعاد ثلاثة للتنمية المستدامة، وهي: البُعد الاقتصادي، والبُعد الاجتماعي، والبُعد البيئي.
- حيث يشتمل البُعد الاقتصادي على مجموعة من العوامل، كما يلي:
- حصة الاستهلاك الفردي من الموارد الطبيعية.
- مدى إيقاف تبديد الموارد الطبيعية.
- مسئولية الدول المتقدمة عن التلوث وعن معالجته.
- تقلص تبعية الدول النامية والتنمية المستدامة لدى الدول الفقيرة.
- الحد من التفاوت في عملية الدخل للفرد الواحد في المجتمع (البنا، 2014، 21).
- أما البُعد الاجتماعي، فيُقصد به تحقيق خيارات أفراد المجتمع، حيث يستهدف هذا البُعد الإنسان، ويشتمل على مجموعة من العوامل، هي:
- تحقيق معدل نمو للسكان ثابت.
- تحديد الحجم النهائي للسكان وكيفية توزيعه.
- الاستخدام الكامل للموارد البشرية.
- وأخيراً: البُعد البيئي، ويُقصد به الاعتبارات التي يجب أنْ تُنفذ لضمان وجود الموارد للأجيال القادمة، وتشتمل على عدة عوامل، هي:
المحافظة على التربة بعدم استخدام المبيدات التي تدمر الغطاء النباتي والمصايد، والحفاظ على مصادر المياه، وحماية الموارد الطبيعية، والحفاظ على الزحف العمراني على حساب الأراضي الزراعية، وحماية المناخ، واستعمال التكنولوجيا النظيفة، والحدّ من انبعاثات الغازات السامة واستخدام المحروقات.
يتضح مما سبق، أنَّ للتنمية المستدامة سماتٍ تجعلها تختلف عن التنمية الاقتصادية (النمو الاقتصادي) في كونها أشدَّ تدخلاً وأكثرَ تعقيداً، خاصةً فيما يتعلق بعملية الحفاظ على البيئة ومراعاة الجانب الاجتماعي، وكذلك نجد أنَّ التنمية المستدامة تسعى دائماً لتطوير الجوانب الثقافية في المجتمعات المختلفة، وتحقيق التوازن بين النظام البيئي والنظام الاقتصادي والاجتماعي، وتسهم في تحقيق أقصى قدْر من النمو دون أنْ يؤثر هذا النمو على النظام البيئي والاجتماعي (حكيمة بوسلمة، 2013).
كما يركز مفهوم التنمية المستدامة على المواءمة بين التوازنات البيئية والسكانية والطبيعية، لذا تُعرف بأنها التنمية التي تسعى إلى الاستخدام الأمثل، وبشكل عادل للموارد بحيث تعيش الأجيال الحالية دون إلحاق الضرر بالأجيال المستقبلية، كما تعالج التنمية المستدامة مشكلة الفقر المتعلق بالسكان، لأنَّ العيش في بيئة من الفقر والعوز والحرمان يؤدي إلى استنزاف الموارد وتلوث البيئة. عليه؛ فإنَّ التنمية المستدامة جوهرها الإنسان كما هو الحال مع المفهوم الأساسي للتنمية البشرية. وعليه؛ فقد أضيف مفهوم التنمية المستدامة إلى مفهوم التنمية البشرية، ليصبح مفهوم التنمية البشرية المستدامة.
** دكتور أحمد زكي عدوان، باحث فلسطيني.
.. المراجع:
البنا، إسلام محمد (2014). التنمية المستدامة البيئية المؤسسية في مصر، المجلة العلمية للبحوث التجارية، كلية التجارة: جامعة المنوفية.
حكيمة، بوسلمة، جنوى، عبد الصمد (2013). دور الحوكمة في تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية المستدامة، الملتقى العلمي دول: آليات حوكمة المؤسسات ومتطلبات تحقيق التنمية المستدامة، ورقة عمل، الجزائر.