التفكير شمولياً البشر وكونهم
التفكير شمولياً البشر وكونهم
Penser global
L’humain et son univers
صدر عن دار ثقافة للنشر والتوزيع ترجمة الأصل الفرنسي لكتاب “Penser global:
l’humain et son univers” للمفكر الفرنسي المعروف إدغار مورين، نقله إلى العربية غازي برّو
تحت عنوان “التفكير شمولياً: البشر وكونهم”.
تشهد معارفنا عن البشريّة والحياة والكون توسعاً كبيراً. لكنها معارف منفصلة ومشتّتة.
فكيف السبيل إلى الربط بينها؟ كيف نتصدى لمشكلات تتصف في الآن نفسه بالتعقيد وبطابعها
الأساسي والفكري والحيوي؟ كيف نحدّد موقعنا ضمن مغامرة الحياة ومغامرة الكون آخذين في
الاعتبار أن البشر منخرطون فيه كما حضور الكون داخل الإنسان؟ إجابات إدغار مورين عن
هذه الأسئلة في هذا الكتاب مشعة بذكائها وهي في متناول إدراك الجميع.
يدعونا الكاتب على طريقته إلى التفكير شمولياً، أي إلى اعتبار الإنسانية من خلال طبيعتها
الثالوثية طالما أن كل واحد منا هو في الآن نفسه فرد، وكائن اجتماعي وجزء من الجنس
البشري.
وبما أن البشرية تندفع اليوم في سباق العولمة المنفلت من عقاله؛ يقترح علينا إدغار
مورين في تفكيره، أن نترصد مستقبل تلك العولمة من دون الانجرار وراء مغريات
الموضة ولا مقتضيات الأحداث في راهنيتها.
يتضمن هذا الكتاب ست محاضرات للكاتب إدغار مورين ألقاها في سياق الذكرى
الخمسين لميلاد مؤسسة دار علوم الإنسان جاءت تحت عنوان “التفكير شمولياً” (FMSH)
وتولى الكاتب افتتاحها.
من أجواء هذا الكتاب نقرأ:
يقول إدغار مورين: “التربية، هي تعليم مواجهة الحياة. أن تكون لك مهنة فهذا مهمّ لكي
تعيش؛ بالطبع تعلّم النحو، الإملاء وعناصر الفيزياء والكيمياء، هذا مهمّ، لكن من الأكثر
أهمية أن تخطأ أقلّ ما يمكن، أن تتوهم أقلّ ما يمكن في حياتك الشخصيّة، في اختياراتك
الزوجية كما الودّية، والمهنية، والسياسيّة. لهذا يجب فهم الآخر وفهم ذاته أيضاً. يجب قبول
التعقيد البشري، الوضع دائماً في السياق وعدم الانغلاق في يقينيات. حتّى العلوم المتقدّمة
جداً تواجه اليوم، لا يقينيات، مثل الفيزياء الدقيقة والفيزياء الكونية.
حياتنا ذاتها لا يقينية جدّاً ومستقبل البشرية هو كذلك بالقدر نفسه. لهذا ينبغي أن يتضمن
التعليم مواجهة هذه اللايقينيات”.
إدغار مورين
مدير الأبحاث في المركز الوطني للأبحاث العلمية، وصاحب مؤلفات مدهشة في عمقها
له من الأعمال ما يزيد عن الستين منقولة إلى نحو ثلاثين لغة، أبرزها “المنهج” بستة
مجلدات نشرت في دار “سويْ” بين عامي 1970 و2004 كوفئ بثلاثين شهادة دكتوراه
فخرية وحائز على عدة جوائز إنه أحد أكبر المفكرين المعاصرين.