التزييف العميق “Deepfakes”
هو شكل جديد لمشكلة قديمة تتعلق بتوزيع محتوى مُزيَّف، سابقا، كان المحتوى المُزيَّف من إنتاج أشخاص يستخدمون أدوات للتلاعب بالصور والصوت، ولكنه اليوم يُنتج باستخدام تقنية الذكاء الاصطناعي وتعلم الآلة، ما يجعله أقرب بكثير إلى الواقع.
ويسمح استخدام “تقنية التزييف العميق” بإنشاء محتوى )فيديو وصوت( يتم من خلاله انتحال شخصيات أخرى وتقديم معلومات مُزيَّفة عن سلوكهم و أنشطتهم و البيئة المحيطة بهم.
ويمكن أن تمثل تقنية التزييف العميق “Deepfakes” تهديداً حقيقياً عندما تُستخدم كأداة لإنشاء وتوزيع مقاطع صوت، فيديوهات و معلومات زائفة عن أفراد ومسؤولين وشخصيات معروفة تقول وتفعل أشياء لم تحدث أبداً، كما يمكن لهذه الصور و الفيديوهات أن توضع خارج موقعها لتبدو كمواقف وأحداث حقيقية.
يجري عادة استغلال تقنية التزييف العميق “ Deepfakes ” لأغراض مسيئة، منها عى سبيل المثال:
- الإضرار بسمعة الأفراد والدول.
- التلاعب بالرأي العام بقصد التأثير على حدث سياسي أو إعاقة عمل الحكومة.
- زعزعة الثقة باستخدام واقع مُزيَّف يمكن حدوثه.
- خلق أدلة ملفقة للتأثير على أحكام القضاء.
انتشر في السنوات الأخيرة عددٌ من مقاطع الفيديو المُزيَّفة تعرف من خلالها ملايين الأشخاص حول العالم عى هذه التقنية.
وكان أثر ذلك كبيراً جداً لأن الأشخاص الذين تعرضوا لهذا التنمّر كانوا مشاهير وسياسيين وشخصيات عامة أخرى.
فمن السهل جد إنشاء صور و فيديوهات مُزيَّفة للمشاهير لأن جميع البيانات المطلوبة متاحة في مختلف المصادر الإعلامية.
تعتمد تقنية التزييف العميق “Deepfakes” على جمع كمية كببرة من البيانات لتدريب نظام الذكاء الاصطناعي عى صنع مقاطع صوت وفيديو مُزيَّفة.
وغالباً ما يقوم الأشخاص بنشر هذه البيانات عى نطاق واسع في وسائل التواصل الاجتماعي.
بشكل عام، كلما ازداد حجم البيانات التي يحصل عليها صانع مقاطع الصوت أو الفيديو المُزيَّفة، كلما تحسنت جودة هذه المقاطع وأصبحت أقرب إلى الواقع.
وكما هو الحال في أي تقنية تعتمد عى الخوارزميات، تحتاج تقنية التزييف العميق “Deepfakes” باستخدام الذكاء الاصطناعي إلى التدريب لي يتحسن أداؤها.
لذلك يجب أن يدرك الناس أن زيادة استخدامهم لهذه التطبيقات المختلفة وزيادة الصور التي ينشرونها عى الإنترنت تعني أنهم يسمحون بتدريب النظام بشكل أكبر عى تقديم مقاطع صوت وصور مُزيَّفة قريبة جداً من الواقع.
كيف يمكنني اكتشاف التزييف العميق “DEEPFAKES”؟
من الممكن اكتشاف التزييف العميق “Deepfakes”، إلا أن هناك بعض أنظمة الذكاء الاصطناعي المتطورة التي يمكن استخدامها لجعل المحتوى المُزيَّف أقرب إلى الواقع، ما يزيد من صعوبة اكتشافه.
ويمكن اكتشاف معظم مقاطع الفيديو المُزيَّفة من خلال ما يلي:
- حركات وجه الشخص الفوضوية وغير المنتظمة.
- حدوث تغير مفاجئ في الإضاءة الموجهة إلى الشخص.
- تغير لون البشرة أثناء المقطع.
- رمش العين بشكل متكرر أو عدم رمشها على الإطلاق.
- عدم تطابق حركة الشفاه مع الكلام المسموع.
- تشوه في المنطقة المحيطة بالوجه.
وعى الرغم من إمكانية الفحص الدقيق لملامح الأشخاص الذين يظهرون في مقاطع الفيديو، إلا أن هذا قد يستغرق وقتاً طوياً ونتيجته غير موثوقة.
وتعتمد الطريقة الأفضل لاكتشاف المحتوى المُزيَّف عى تنفيذ فحص منهجي للكشف عن التزييف العميق “Deepfakes” باستخدام أدوات
قائمة عى الذكاء الاصطناعي يجب تحديثها بشكل منتظم.