التحفيز الفعّال
أثار فضولي نقاش عارض ، وأنا عائد من صلاة الجمعة ، رفقة صديق لي في التربية ، تناولنا موضوعا جدير أن يهتم به كل مربّ أو مسؤول مهما كان القطاع الذي يشغله ، لأن الموضوع يساهم مباشرة في تطوير المشاريع التنمية المستدامة ، يساهم في تحفيز الطاقات ، يصنع جوا من المنافسة بين الفريق أي كان هذا الفريق ، كما يترك أثرا إيجابيا في نفس العامل أو الفرد صاحب الإبداع حتى يلمس آثار غرس يده ، وينال مردود جهده المبذول.
لا أحد ينكر أهمية التحفيز في تطوير المواهب الذاتية والمهنية ، وتأثيره في الحياة الذاتية والوظيفية واضح ، فإذا رأيت شخصا ناجحا أو مؤسسة ناجحة فاعلم أن هناك أجواء تشجيعية تلاقها الفرد الناجح أو المؤسسة الناجحة ، والعكس صحيح ، فكم من موهوب تقلصت مواهبه و كبلت قدراته ، وتعطلت إبداعاته، وكل ذلك نتيجة ممارسات خاطئة مقصودة أو عفوية سببها الجهل بقواعد صناعة النجاح عند القائد أو منظومة بيئة العمل .
وما لاحظته خلال مسيرتي الوظيفية أن الكثير يجهل أهمية التحفيز في صناعة النجاح ، ويظهر ذلك بالتقليل من أهمية الفرد المبدع ، فتوضع في وجهه العراقيل و الفرملة حتى تكبيل حركته ، فيظل حبيس المكان ، أو يفضل الانسحاب خائبا لعدم التأقلم أو الإحباط ، ومن جهة أخرى لا تساهم بعض البيئات المجتمعية أو المهنية المساهمة في تطوير مواهب الأفراد أو المؤسسات من خلال التأهيل وتحسين القدرات بالتكوين الفعال.
ومن صور الخاطئة في إدارة المواهب أخطاء في توظيف التحفيز ، فيتجه اتجاهات سلبية ، فيعطى التحفيز لغير مستحقه ، عن طريق المحاباة أو الولاء للجهة أو القناعة الفكرية ، وهو خطأ جسيم في حق الفرد والمؤسسة ، العجيب أن يحرم منه الضعيف المبدع ، ويناله الخامل المسنود ، وتلك الصور أضرت كثيرا بيئات العمل ، والمؤسف نجني ثماره خيبات وهزائم وخفاقات لا تداوى جراحها .
وفي ختام المقال أحببت أن أروي لكم قصة واقعية عشتها في مساري المهني والوظيفي تحكي عن اتجاه التحفيز الخاطئ ، زارنا يوما إطار مركزي في إطار زيارات العمل ، حط رحاله في زيارة عارضة ، وزامن ذلك أن مؤسستنا أقامت حفلا بمناسبة وطنية ، وكان الحفل في غاية الروعة ، فأشار إلي أحد الزملاء أن نخص الإطار الزائر باحتفاء وتكريم ، مع إني لم أكن متحمسا لهذا الصنيع ، إلا أنني لبيت رغبة الزميل ، ولكن النتيجة كانت درسا لن أنساه طول حياتي أن الإطار رفض بأسلوب لبق التكريم ، وقال لي بالحرف : في المؤسسة أفراد غيري يستحقون هذا التحفيز، فإذا كنا نطمح للنجاح علينا أن نشرع الأبواب للناجحين، نمنحهم الفرص لإثبات جدارتهم بالتحفيز المناسب لرفع وثيرة العمل وتحسين المردود .
الأستاذ حشاني زغيدي